Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بسبب الأزمات.. سوريا تتحول إلى مكب نفايات يعاد تدويره!

خاص - SY24

تستمر الأزمات في مناطق سيطرة النظام وصولاً إلى الشمال السوري بالتفاقم، بالتزامن مع شح المساعدات وانعدام مصادر الطاقة وعلى رأسها المحروقات، وليس انتهاءً بالواقع الصحي المتردي وانتشار الأمراض.

 

وكان اللافت للانتباه هو ما يتم تداوله وحتى من خلال الصحافة الغربية، التي بدأت تشير وبشكل مباشر إلى أن “السوريين باتوا يلجؤون لحرق القمامة من أجل الحصول على التدفئة”، وبخاصة في مناطق سيطرة النظام السوري.

 

وفي السياق، سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الضوء على الواقع المزري في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، وكيف تحولت إلى مدن أشباح بسبب انقطاع الكهرباء والوقود، لافتة إلى أنه “يمكنك رؤية الناس في الشارع، يجمعون البلاستيك من أكياس القمامة، حتى أكياس القمامة نفسها ، ويحرقونها”.

 

وأضافت أنه في السنوات الأخيرة، خلال الأشهر الباردة، مات الأطفال اختناقا بعد أن أحرق آباؤهم البلاستيك والأقمشة للتدفئة، لكن حتى الآن، كان فصل الشتاء الحالي معتدلا.

 

وحول ذلك قال الحقوقي “علي تباب” وابن محافظة دمشق لمنصة SY24، إن “الأمر ليس بمستغرب أو حتى ليس بجديد، فالكثير من العائلات لا تملك ثمن الحصول على مواد للتدفئة وبخاصة في ظل انقطاع تلك المادة أو شحها وغلاء أسعارها، فنجد الأطفال تجوب الشوارع وتنبش بين القمامة علّها تتمكن من إيجاد ما يمكن الاستفادة منه وحرقه للحصول على التدفئة”.

وتابع بالقول، إن “النظام وحكومته يعلمون أن هذا ما يجري في شوارع مختلف المناطق الخاضعة لسيطرته وسيطرة ميليشياته، ولكن التجاهل هو سيد الموقف وهو العنوان الأبرز لما يقوم به النظام الذي يعتبر المسؤول الأول والأخير عن الحال الذي وصل إليه السوريون”.

وبين الفترة والأخرى يؤكد عدد من القاطنين في مناطق النظام السوري من بينهم شخصيات إعلامية تابعة له، بأن السفر والخروج من مناطق النظام بات الحلم الأول والأخير لهم.

من جهتها قالت “بتول حديد” مساعد باحث في مركز حرمون لمنصة SY24، إن “ثمن كيلو الحطب (الخشب المبلول) اليوم في سوريا يتجاوز الـ 5000 ليرة سورية، سعر الحطب الجاف 7500 ليرة سورية، في حين أن راتب الموظف لا يتجاوز سعر حطب للتدفئة مدة أسبوع واحد فقط، فهناك غلاء فاحش وارتفاع في الأسعار وفقدان بالمواد الأساسية (بنزين و مازوت)، وهذا كله يدفع الناس لحرق القمامة”.

 

وأشارت إلى أن “سوريا باتت اليوم مكب نفايات كبير يعاد تدويره”.

 

وتتصدر الأزمات الاقتصادية والمعيشية والأمنية واجهة الأحداث الحياتية في مناطق النظام السوري، إضافة إلى الكثير من الظواهر الاجتماعية السلبية التي دفعت بالقاطنين في تلك المناطق إلى التفكير بمسألة الخلاص من تلك الظروف و“الهجرة” .

 

بدورها، قالت “إيمان ظريفي” الناشطة الإغاثية والإنسانية وفي مجال المناصرة لمنصة SY24، إن “الأمر ليس بالغريب على نظام حرق البشر والشجر والدواب، أن يوصل البلد لهذا الواقع المزري والمحزن، وبالتالي هذه التي تسيطر على عقله والهمجية من شأنها أن تعطيه الصلاحية بأن يفعل ما يشاء ودون أدنى رحمة”.

 

ولا يختلف الحال بخصوص البحث عن أي شيء لحرقه في الشمال من أجل الدفء، وسط المعاناة خاصة في فصل الشتاء والتي تتكرر بشكل شبه سنوي.

 

وحول ذلك قال الناشط الإغاثي “أبو مالك الشامي” لمنصة SY24، إنه “بسبب انخفاض دعم المنظمات عن الشمال السوري بشكل عام ومخيمات النازحين بشكل خاص وغلاء أسعار مواد التدفئة المقبولة داخل المدافئ في الشمال السوري، أجبر الأهالي على حرق أي شيء أمامهم في المدافئ، ومع طول الفترة الزمنية باتوا يتخذون من القمامة مادة أساسية للتدفئة رغم أضرارها الصحية وخطرها”.

 

ويفتح فصل الشتاء في كل عام، معاناة متجددة لمئات الآلاف من المدنيين في محافظة إدلب وريفها، ومناطق المخيمات التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.

 

وأضاف الشامي أن بعض المنظمات قامت بتوزيع أكياس حطب لا تكفي لأيام، أما عن دورها الحقيقي، فالمنظمات تعمل اليوم بالحد الأدنى من طاقتها بسبب انخفاض الدعم بشكل عام عنها، وفق تعبيره.

 

وتابع أن نسبة الاعتماد على القمامة بالذات داخل الخيام تتجاوز 40٪، لكن هناك أمر، جميع السوريين في الشمال السوري باتوا لا يرمون قمامة قابلة للاشتعال التي تنتج في منزلهم، وباتت المدافئ هي حاويتهم لتوفير القليل من مواد التدفئة الأساسية إن وجدت لدى البعض، حسب قوله.

 

يشار إلى أن أكثر من مليون ونصف مدني يقطنون في المخيمات أصبحوا عاجزين من تأمين أدنى احتياجاتهم اليومية.

ومؤخراً، سلّط فريق “منسقو استجابة سوريا” الضوء على أوضاع المدنيين المعيشية والاقتصادية شمال غربي سوريا، محذراً من استمرار ارتفاع حد “الفقر والجوع” إلى مستويات جديدة.