Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

انتحار شخص شنقاً بريف دمشق.. ماسبب انتشار الأفكار الانتحارية بين الأهالي؟ 

خاص - SY24

أقدم رجل أربعيني على الانتحار شنقاً داخل منزله في بلدة “دير قانون” بوادي بردى في ريف دمشق، يوم أمس الأربعاء، حسب ما تداولته مواقع محلية، وذلك بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة المتردية التي يعيشها الرجل، فضلاً عن تراكم مبالغ مالية كبيرة عليه بسبب الديون.

ارتفع معدل حالات الانتحار في سوريا بالسنوات الأخيرة نتيجة عدة عوامل أبرزها الفقر والبطالة وانهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي لغالبية الأسر، وكشف أحدث تقرير لهيئة الطب الشرعي في دمشق الشهر الماضي، عن تسجيل 175 حالة انتحار في مناطق سيطرة النظام عام 2022 حسب ما تابعته منصة SY24.

في حديث خاص مع المرشدة النفسية “نجاح محمود” عاملة في فريق الصحة النفسية في أحد المنظمات الإنسانية قالت لمراسلتنا إنه في السنوات الأخيرة، ازدادت حالات الانتحار ليس فقط بين الرجال والنساء بل انتشرت في شريحة المراهقين والفتيات الصغيرات.

وذكرت من خلال عملها في مجال الدعم والإرشاد النفسي، واطلاعها على خلفيات الحوادث، والتواصل المباشر مع الحالات، أن الشخص قد يصل لحالة اكتئاب حاد بعد معاناة طويلة تدفعه إلى الهروب من الواقع والمشاكل النفسية إلى الموت انتحاراً، وذلك بسبب عدم قدرته على مواجهة ضغوطات الحياة.

واعتبرت “المحمود” أن الظروف الاقتصادية المتردية التي يعيشها الأهالي اليوم، هي أحد أسباب دوافع الانتحار، بعد وصولهم إلى مرحلة خطيرة من اليأس والاكتئاب وهي أقصى حالات الضعف النفسي، التي تدفعهم إلى البحث عن أي وسيلة لإنهاء تلك المعاناة والتخلص من حياتهم.

وكشفت أنه من الممكن التصدي للأفكار الانتحارية قبل أن تتحول إلى خطوة فعلية، من قبل ذوي الشخص، بالذهاب إلى الطبيب النفسي المختص، و الخضوع لجلسات علاجية  للتخلص من حالة الاكتئاب والعدول عن فكرة الانتحار، والبحث في حلول منطقية للمشاكل التي تواجهه، إذ أن اكتشاف حالة الضغط التي تمر بها الضحية، من قبل مختصين، قبل الانتحار من الممكن أن يتم ردعها عن التفكير بذلك”.

 

وفي ذات السياق، كشف بيان لفريق منسقوا استجابة سوريا الفترة الماضية أن “حوالي 75 بالمئة من حالات الانتحار حدثت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، إذ ترتفع معدلات الفقر، وتشير الأدلة إلى وجود علاقة بين المتغيرات الاقتصادية والسلوك الانتحاري، كل هذا يمكن تفهمه بسبب حجم المشاكل التي يعاني منها الفقراء والآلام الناجمة عنها”.

وأكد البيان أن “أغلب الاسباب التي دعت إلى تزايد هذه الأرقام هي الآثار الاقتصادية والنفسية والاجتماعية والبطالة والفقر وازدياد حالات العنف الأسري والاستخدام السيئ للتكنولوجيا، وانتشار المخدرات والتفكك الأسري بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة”.

من الجدير بالذكر، أن مناطق سيطرة النظام، تعيش أزمات اقتصادية شملت جميع المحافظات، إضافة إلى انتشار كثير من الظواهر الاجتماعية السلبية التي دفعت بالقاطنين في تلك المناطق إلى التفكير بالانتحار للخلاص من تلك الظروف بأي وسيلة.