Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الميليشيات الروسية في ديرالزور تجري تدريبات مكثفة.. ما الهدف؟

خاص - SY24

أطلقت ميليشيا لواء القدس الفلسطيني الموالية لروسيا دورةً تدريبيةً مكثفة لعدد من منتسبيها الجدد في إحدى قواعدها العسكرية المتواجدة في بلدة الشميطية بريف ديرالزور الغربي، بالتزامن مع إعلان الميليشيا عن فتح باب الانتساب لصفوفها مقابل راتب شهري وسلة غذائية وحماية كاملة بالنسبة للملاحقين بقضايا جنائية أو المطلوبين للخدمة الإجبارية في جيش النظام.

 

جاء ذلك بعد عدة أشهر من إيقاف ميليشيا لواء القدس جميع نشاطاتها في مدينة ديرالزور وتجميد كافة القادة الميدانيين التابعين لها، على خلفية اتهامهم بقضايا فساد تتعلق بـ “بيع اسلحة وذخائر ومواد غذائية وبعض المعدات الاخرى لمدنيين في ريف ديرالزور ومدينة السخنة بريف حمص الشرقي، ليتم بعدها إيصال هذه الأسلحة والمعدات إلى خلايا تنظيم داعش التي تنشط في البادية السورية”.

 

الدورات التدريبية أشرف عليها بشكل مباشر ضباط في الجيش الروسي وبعض ضباط الشرطة العسكرية الشيشانية، بالإضافة إلى تواجد عدد من ضباط ميليشيا الفيلق الخامس التي يقودها سهيل الحسن المقرب من موسكو، وتركزت على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والتدخل السريع وحرب المدن، وأيضاً طرق استخدام المدافع الميدانية ومدافع الهاون والصواريخ المضادة للدروع.

 

شهود عيان من داخل بلدة الشميطية بريف ديرالزور الغربي قالوا إن ميليشيا لواء القدس الفلسطينية فرضت طوقاً أمنياً مشدداً حول مكان المعسكر الواقع  في الجهة الغربية من البلدة، ومنعت المدنيين والأجهزة الأمنية النظامية من الاقتراب منه مع قيامهم بنشر عدد من الحواجز العسكرية وتفتيش المارة بشكل جيد، وتسيير عدد من الدوريات الراجلة والراكبة في محيط المعسكر خوفاً من تعرضه لأي هجمات مباغتة من خلايا تنظيم داعش التي تنشط في المنطقة.

 

فيما تزامنت هذه الدورات التدريبية مع أخرى مشابهة بدأتها ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع ميلشيا فاطميون الأفغانية في بلدة عياش بريف ديرالزور الغربي قبل عدة أيام، والتي تهدف إلى رفع جاهزية عناصرها وتدريب المنتسبين الجدد على استخدام مختلف أنواع الأسلحة والصواريخ بما فيها الطائرات المسيرة الانتحارية، التي استخدمتها في وقت سابق لضرب قواعد التحالف الدولي الموجودة في حقل العمر النفطي بريف ديرالزور الشرقي الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”.

 

السباق المحموم بين الميليشيات الإيرانية والروسية في ديرالزور دفع شباب المنطقة لتفضيل الانتساب لصفوف الأخيرة على التطوع لصالح ميليشيا طهران أو ميليشيا الدفاع الوطني المحلية، وذلك لقدرة الميلشيات الروسية على حماية منتسبيها من الأجهزة الأمنية النظامية وخاصةً المطلوبين منهم، بالإضافة لعدم وجود أي تهديدات مباشرة على حياتهم من قبل طيران التحالف الدولي والطيران الاسرائيلي.

 

“محمد”، اسم مستعار لأحد أبناء مدينة ديرالزور، ذكر أن “شباب المدينة باتوا أمام خيارات صعبة وخاصةً فيما يتعلق بالخدمة الإجبارية وعدم قدرتهم على مغادرة البلد بسبب أوضاعهم المادية الصعبة، ولهذا بات البعض منهم يفضل التطوع لصالح الميليشيات الروسية الموجودة في المنطقة على التطوع لصالح الميليشيات الإيرانية والمحلية أو الذهاب للخدمة الإجبارية”، على حد وصفه.

 

وقال الشاب في حديثه مع مراسل منصة SY24 في المدينة “تنحصر مهام عناصر الميليشيات الروسية على حراسة المقرات العسكرية وحماية قوافل النفط التابعة لها وأيضاً تمشطي البادية السورية والرباط في النقاط المتقدمة في بلدات السخنة وتدمر والقريتين في ريف حمص الشرقي، وكل هذه المهام تتم بحماية من الطيران المروحي وتحت مراقبة مباشرة من الضباط الروس، على عكس الميلشيات الإيرانية وقوات النظام الذين يتركون عناصرهم ليواجهوا مصيرهم أمام هجمات تنظيم داعش”.

 

وأضاف أنه “في النهاية الخطر واحد، فالقوات الروسية قد تقوم بنقل منتسبيها الجدد للقتال في أوكرانيا أو ترسلهم إلى ليبيا أو السودان أو افريقيا الوسطى بهدف حماية مناجم الذهب التي تسيطر عليها هناك، الأمر الذي قد يعرضهم لخطر الموت أو الاصابة بشكل أكبر دون أي تعويضات تدفعها هذه القوات لهم و لعائلاتهم، على غرار ما حدث مع بعض أبناء المدينة الذين ذهبوا للقتال في ليبيا قبل عامين”.

 

ويتواجد في مدينة ديرالزور عدد من الميليشيات المسلحة الموالية لروسيا أبرزها ميليشيا الفيلق الخامس وميليشيا لواء القدس الفلسطيني وميليشيا المختار التي تتبع للمخابرات الجوية، وأيضاً ميلشيا أسود الشرقية التي تنحصر مهامها في تأمين حقول النفط وحماية القواعد العسكرية الروسية في البادية السورية، وتتلقى جميع هذه الميليشيات أوامرها من ضباط روس متواجدين في قاعدة حميميم العسكرية في ريف اللاذقية.