Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

التنبؤ في زمن الكوارث.. وقائع تغزوها المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة! 

خاص - SY24

تغزو الشائعات والمعلومات المضللة، تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع الإخبارية، وتنتشر كالنار بالهشيم بين الأهالي وقت حدوث الكوارث، كما حدث يوم أمس عقب الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا، وشمال غرب سوريا وأوقع مئات القتلى وآلاف المصابين. 

وتدور معظم الشائعات حول إمكانية حدوث زلزال أعنف من السابق مع إمكانية التنبؤ بوقت ومكان حدوثه، فضلاً عن انتشار رسائل صوتية ومقاطع فيديو، مجهولة المصدر، منها ما يتوقع  حدوث موجات تسونامي، يزيد من الفاجعة الأساسية، ومنها ما يحذر من زلزال آخر يجتاح المنطقة، غير أن جميع تلك المعلومات عارية عن الصحة.

مراسلة SY24 تواصلت مع المهندس “أنس الرحمن”، باحث في مجال المناخ والبيئة في الشمال السوري، لتوضيح حقيقة الأخبار المنتشرة بين الأهالي وآخر المستجدات بشأن الزلازل، إذ أكد لنا أنه لا يمكن التنبؤ بأحداث قادمة، بل إن المجتمع العلمي اليوم، ومؤسسات الدول الرسمية عاجزة عن إعطاء توقعات دقيقة للقادم، وقال : “لا تصدّقوا من يحدد وقت الهزّات وشدّتها كائناً من كان،واحتمال زلزال مشابه بات نادراً (5%) بإذن الله، فقط لدينا مؤشرات تعتمد على الأرشيف الإحصائي لمثل هذا النوع من الزلازل”.

وأضاف أن “هناك دراسة أرشيفية تقول بأنّ الهزات الأرضية المعتبرة تستمر ل 72 ساعة بعد الزلزال لكن بشكل تراجعي، بعد ذلك يبقى الاحتمال مفتوحاً لهزات أرضية لكن بقوة أخف، وعدد أقل، والنشاط قد يستمر لأسبوع أو شهر لكن بشدة أخف من الزلزال وأقصر زمنياً بكثير، وقد لا نشعر بمعظم الهزات، لذا ينصح بإخلاء الأبنية المتصدّعة والضعيفة”.

وفي ذات السياق، قالت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، إنه “حتى مع ما توصل إليه العلم من أجهزة متطورة، تعد إمكانية التنبؤ بحدوث هزة أرضية مسألة معقدة للغاية، ولا يوجد أساس علمي للتنبؤ بالزلازل، إذ تتحرك المستشعرات الزلزالية في خيوط متعرجة فقط أثناء حدوث الاهتزازات الأرضية، ويتطلب إجراء تنبؤات موثوقة إشارات طليعية، وحتى الآن لم يعثر العلماء على أي إشارات يبدو أنها تحدث باستمرار قبل الزلازل الكبيرة”.

إذ شكلت الشائعات المنتشرة والأخبار الزائفة على وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات الأخبار، مصدر رعب كبير للناس، وبثت الهلع في النفوس المنهكة من الوضع الكارثي، ما جعل آثارها لا تقل عن الخوف من عودة الزلزال نفسه، حسب رأي من التقيناهم في الشمال السوري من الأهالي المنكوبين. 

وغصت مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا بأخبار كاذبة منسوبة لخبير هولندي يدعى “فرانك هوغيربيتس” تحذر الأهالي من وقوع زلزال بقوة (9.6) درجات في عدة دول منها سوريا وتركيا ولبنان والأردن، غير أنها لا تعدو كونها مجرد أخبار كاذبة مضللة، بعد ما نفى الخبير تلك المعلومات المتداولة على لسانه عبر موقع تويتر.

ويوم أمس الاثنين ضرب زلزال قوته 7.7 درجات على مقياس ريختر جنوبي تركيا، فجر اليوم، وصل مداه إلى مناطق الشمال السوري ومناطق سيطرة النظام السوري، وتسبب بوقوع قتلى وجرحى في إحصائيات غير نهائية، 

وشهدت الساعات الأخيرة حالة من الهلع والخوف بين الأهالي بعد الزلزال الذي تسبب بانهيار العشرات من الأبنية وتشققها مما أدى إلى خروجهم إلى الشوارع وافتراشهم البساتين المجاورة للمخيم، رغم البرد والشتاء.