Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الرقص على نغمات الاغتصاب !

مؤيد أبازيد - SY24

ما إن انتهت الضربة الأمريكية الفرنسية البريطانية بـ 105 صواريخ، والتي دامت أقل من ساعة، حتى توافد آلاف المؤيدين لنظام الأسد، إلى الساحات والشوارع للتعبير عن البهجة بمناسبة “العدوان”، وهذا الوصف أي “العدوان” هُم من أطلقه ولست أنا!.

البعض قد يستغرب حلقات الدبكة والحفلات وانتشار حالة الفرح والنشوة من قبل مؤيدي النظام بعد الضربة ضد نظام الأسد، وقد يقول قائل وخاصة من غير السوريين، لماذا هذه الشريحة من السوريين فرحون وقد اغتصبت سيادة وطنهم وصفع النظام وسط عاصمته؟!.

ولهؤلاء نقول لهم إن ما حصل من أفراح والليالي الملاح في مناطق النظام وإعلام ما يسمى محور “الممانعة والمقاومة”، بمناسبة اغتصاب السيادة الوطنية أو حتى وفق تعبيرهم “العدوان الثلاثي”، تعتبر حالة طبيعية، فلا يوجد في أدبيات هذا الحلف، شيء اسمه هزيمة أو اغتصاب للسيادة، الموجود لديهم فقط “الانتصار”حتى لو كان بعد اغتصاب مؤلم، ولو كان متناقض مع مفهومهم ايضاً، فهم أنفسهم وصفوا الضربة الأمريكية الفرنسية البريطانية، والتي جاءت رداً على القصف الكيماوي على دوما، بأنه “عدوان ثلاثي”، فكيف لهم أن يفرحوا بمناسبة العدوان؟!.

الجواب على هذا، إن ما قام به مؤيدو النظام يأتي ضمن الإطار العام لهذا الحلف، سيما أنهم أصبحوا أناس مسيرين بلا عقل أو إدراك ومتناقضين مع أنفسهم، كذلك هُم يشكلون الصورة الأوضح لمفهوم الحلف الذي يجعل من كل صفعة أو هزيمة “انتصاراً”، وانتقل من حالة الانتصار الوهمي كما كان يفعل سابقاً، إلى حالة المتعة والنشوة بالانتصار الذي لا يوجد إلا في مخيلاتهم الغبية.

الجواب على هذا، إن ما قام به مؤيدو النظام يأتي ضمن الإطار العام لهذا الحلف، سيما أنهم أصبحوا أناس مسيرين بلا عقل أو إدراك ومتناقضين مع أنفسهم، كذلك هُم يشكلون الصورة الأوضح لمفهوم الحلف الذي يجعل من كل صفعة أو هزيمة “انتصاراً”، وانتقل من حالة الانتصار الوهمي كما كان يفعل سابقاً، إلى حالة المتعة والنشوة بالانتصار الذي لا يوجد إلا في مخيلاتهم الغبية.

 

وأكبر مثال عما سبق، ما حصل بعد حرب لبنان في تموز من عام 2006 عندما دمرت إسرائيل نصف لبنان، ونزح مئات الآلاف من اللبنانيين نحو سوريا، وأغلقت إسرائيل المجال الجوي للبنان ولم تتوقف عن القصف والتدمير، إلا بعد أن رضخت ميليشيا “حزب الله” بإشارة من أسيادها في إيران، للمطالب الإسرائيلية بحذافيرها، وانسحبت مسافة 50 كم عن حدود فلسطين التاريخية، وانكفأت الميليشيا بعيداً، ولم تجرؤ بعد ذلك التاريخ على إطلاق أي صاروخ لا بعد حيفا ولا قبل هيفا.

في صيف ذلك العام أي 2006 والذي انهزمت فيه ميليشيا “حزب الله” شر هزيمة ومُرغ أنفها وأنف داعميها بالأرض، ولم تكد تنفذ الشروط الإسرائيلية، حتى تم الإعلان مباشرة عن “انتصار” بثلاث نسخ، فكان الأول عبر زعيم الميليشيا من حجره، حيث أطلق عليه “الانتصار الإلهي الكبير”، والنسخة الثانية جاءت عبر رأس النظام بشار الأسد حين خرج بخطاب “الرجولة” ووصف نفسه بـ”الفحل” وباقي زعماء العرب بأنصاف الرجال، على الرغم أن قواته بقيت في موضع المتفرج على مدى 34 يوماً مدة الحرب الإسرائيلية على لبنان، أما النسخة الثالثة للانتصار المقاومجي، فكان عبر الرئيس الإيراني أحمدي نجاد والذي اعتبره انتصار “محور المقاومة” على الصهيونية والإمبريالية، وأعلن في ذلك اليوم، يوما مجانياً في وسائط النقل العام في إيران احتفالا بهذا الانتصار!.

لهذا، فأن حالة “نشوة الانتصار بعد الاغتصاب” والتي لا يوجد تفسير لها إلا في قواميس المقاومجيين والممانعجيين، هو أنه ما دام أي اغتصاب لا يؤدي لسقوط النظام، فنحن منتصرون، وليس مهماً إن دُمرت سوريا وهُجر شعبها، الأهم بقاء “السيد الرئيس” ونظامه، فلنرقص ونسكر حتى لو كان على نغمات الصواريخ التي اغتصبت سيادتنا الوطنية، وموقفهم هذا لا يذكرني إلا بالمثل الفرنسي الذي يقول “إذا اغتصبت ولم تستطع المقاومة، فحاول أن تستمتع”.