Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

موسكو تستدعي الأسد بشكل مفاجئ.. ومحللون: فركة أذن من بوتين!

خاص - SY24

اعتبر محللون سياسيون أن زيارة رأس النظام السوري بشار الأسد المفاجئة إلى موسكو تأتي في سياق إذلال جديد وأوامر جديدة ستمليها موسكو عليه.

 

وتأتي تلك الزيارة بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ 12 لانطلاق الثورة السورية، ومع استمرار السوريين المناهضين لحكم الأسد، برفض النظام والمطالبة بإسقاطه ومحاسبته هو وداعميه روسيا وإيران.

 

ومساء أمس الثلاثاء، وصل رأس النظام إلى موسكو في زيارة مفاجئة هي الأولى له لروسيا منذ اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، بعد زيارتي عمل قام بهما في عامي 2018 و2021.

 

وكان اللافت للانتباه أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن في استقبال الأسد، بل أرسل ممثلا ينوب عنه في مراسم الاستقبال.

 

وتساءل مراقبون عن سبب هذه الزيارة وفي هذا الوقت بالذات، وعن الأوامر التي ستمليها موسكو على بشار الأسد؟.

 

وحول ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد مظهر سعدو لمنصة SY24، إنه “من الواضح أن نظام بشار الأسد حاول أن يناور ويظهر أنه مازال بإمكانه وضع العصي في العجلات وتعويق المباحثات المقررة في موسكو، عبر تصريحات وتسريبات أراد منها مؤخرا القول إن شروطه لا بدّ من تنفيذها قبل الوصول بوفده إلى اجتماع موسكو المقرر”.

 

وأضاف أن الروس يعرفون ويدركون مدى ضحالة وهشاشة موقف النظام، وهو الذي لم يعد من حقه إعاقة أي مقترح روسي أو إيراني، بعد أن تمت إعادة قيامه وهو الذي كان آيلا  للسقوط عام 2013 وما بعده.

 

وتابع، ومن هنا كان لا بد للروس من استدعائه على عجل وإفهامه أنهم هم فقط من يقررون متى وإلى أين يذهب، ومن ثم فإنه لا ضرورة لمناوراته البائسة في تعويق اجتماع موسكو، حيث سبق وأكدت كل من روسيا وإيران وتركيا موعد الاجتماع والمشاركة فيه”.

 

واعتبر أن “المسألة فركة أذن كما يقال، وتعليمات توجه إليه وفق المصلحة الروسية المتشاركة مع المصلحة التركية في كثير من منحنياتها وتحركاتها، ليس أولها أوضاع أوكرانيا وليس آخرها قضايا شمال شرق سورية”.

 

ولفت إلى أن النظام السوري ينهار اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، وهو لا يملك من الأمر شيئا فلا سيادة ولا تماسكا ولا وجودا جديا، بل جملة عصابات كبتاغونية تلعب بها مصالح الشبيحة والدول المتدخلة في الشأن السوري، حسب تعبيره.

 

وختم قائلاً، إن “رأس النظام في موسكو ليسمع المزيد من الكلام الروسي،  حيث سيقال له إنه ليس هناك من وقت تلعب به وليس هناك من مساحة كبيرة للعب والمناورة، وما عليك إلا أن تأتي إلى موسكو مطيعا وصاغرا، ونحن من يرى إلى أين يمكن أن تؤدي المباحثات الرباعية المزمعة”.

 

ويدور الحديث في هذه الفترة عن اجتماع رباعي بين وزراء خارجية النظام السوري وتركيا وإيران وروسيا في موسكو، دون أن تتضح أي تفاصيل إضافية حول ماهية هذا الاجتماع وفيما إذا كان مؤكدا من عدمه.

 

من جهته، قال الخبير الروسي ديمتري بريدجة لمنصة SY24، إنه “حتى الآن لم يقبل النظام السوري بالاتفاق الرباعي، فالنظام يطلب خروج القوات التركية من سوريا، وروسيا تريد تطبيع العلاقات ين أنقرة ودمشق، كما أن لروسيا مطالب من النظام بخصوص الملفات الداخلية وملفات تواجد الميليشيات الإيرانية”.

 

ورأى أن هناك خطة روسية قادمة، وأن روسيا تريد إبراز دورها في هذه الأزمة والمشاكل العالقة في سوريا، مضيفا أنه “من الواضح أن روسيا تسعى لإيجاد حل للقضية السورية والبقاء في سوريا لسنوات، بموجب اتفاقيات التعاون الموقعة بينها وبين النظام”.

 

يشار إلى أن بوتين يتعمد إذلال الأسد بين الفترة والأخرى، ومن أبرز مشاهد الإذلال هو إرساله بطائرة شحن إلى موسكو ليلتقي بوتين، وأيضا إهانة بوتين له في قاعدة حميميم العسكرية وعلى أرض سوريا، حيث تبين أنه كان آخر من يعلم بقدوم الرئيس الروسي إلى تلك القاعدة، إضافة لظهور العلم الروسي فقط في اجتماعات الطرفين وغياب العلم السوري.

 

يذكر أنه في 30 أيلول/سبتمبر 2015، بدأت مرحلة جديدة من عمر الثورة السورية التي سعت كل الأطراف الداعمة لـ “الأسد” وعلى رأسها روسيا لقمعها بشكل ممنهج.

وفي هذا اليوم ادعت روسيا أنها تدخلت بناء على طلب من النظام السوري، لدعم قواته في “مواجهة الإرهاب” وفق ادعاء تلك الأطراف.

ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، تغير المشهد وانقلبت الموازين رأسا على عقب بسبب العنف الممارس من قبل سلاح الجو الروسي، الذي دمر المنازل وهجر آلاف السوريين باتجاه مخيمات النزوح، والتسبب بكارثة إنسانية كبيرة بحقهم.