Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

قوات فرنسية في ديرالزور.. ما مهمتها والأسباب التي أدت لانتشارها؟

أورينت نت - SY24

تزامن إعلان الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) نيته سحب قوات بلاده من سوريا في وقت قريب، مع انتشار قوات فرنسية في محافظة دير الزور شرقي سوريا، الأمر الذي حمل دلالات عدة، وفتح الباب أمام التساؤل عن طبيعة هذا الوجود، وفي هذا التوقيت بالتحديد، والذي تزامن أيضا مع مقترح أمريكي بنشر قوات عربية في الشمال السوري.

وقالت مصادر محلية، إن قوات فرنسية لم يكشف عن حجمها الحقيقي، انتشرت في ريف دير الزور الشرقي، وتحديدا في المناطق التي سيطرت عليها قوات سورية الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي.

وأشارت المصادر إلى أن وصول هذه القوات، أعقب إعلان فرنسا دعمها “قسد” شمال وشرق سوريا، وهذا ما تم بالفعل، فقد انتشرت هذه القوات في ريف دير الزور الشمالي و الشرقي، وأقامت عدة نقاط لها هناك.

وانتشرت القوات الفرنسية بالقرب من منطقة “كم العطالله”، على بعد 6 كم إلى الشمال الغربي من حقل “الجفرة النفطي” في بادية “جديد عكيدات” شمال شرق المدينة.

دعم لوجستي
وتحدثت مصادر خاصة لأورينت نت عن وجود سابق للقوات الفرنسية، يزيد عن الشهر في ريف دير الزور، حيث أقامت نقطة مراقبة لها في “حقل العمر” النفطي، إلى جانب القاعدة الأميركية هناك، وعملت على تقديم الدعم اللوجستي لمليشيا “قسد” خلال مواجهاتها مع تنظيم “داعش”.

وأشار (تيم رمضان) العضو في منظمة “صوت وصورة” إلى أن وجود هذه القوات يرجع إلى نية أمريكا سحب قواتها، أو الحد من وجودها على الأراضي السورية، فضلا عن رغبة دولية في وجود قوات ترعى وتقود ميليشيات “قسد”.

وأضاف (رمضان) في حديث لأورينت نت أن “ازدياد حجم المليشيات الإيرانية والروسية بالفترة الأخيرة في المحافظة، كان أحد أهم الأسباب التي دفعت لوجود مثل هذه القوات”.

ويرى المتحدث أن التحالف الدولي يرغب بإيصال رسالة لروسيا على وجه التحديد، بأن ثمة وجود رسمي لفرنسا العضو في حلف الناتو، وأي هجوم على مناطق شمال الفرات ستكون عواقبه كارثية، فما عاد الأمر مقتصر على وجود ميليشيات محلية كـ “قسد” أو سواها”.

ونوه (رمضان) أن هذه القوات أقامت مركزا لها في منطقة “كم العطالله”، بالإضافة إلى نقطة ارتكاز في حقل “العمر”، إذ من المقرر أن تنتقل القوات الأميركية إلى حقل “الجفرة”، ويصبح حقل” العمر” قاعدة فرنسية بالكامل”.

ووصل أكثر من 100 عنصر من القوات الفرنسة، مزودين بعربات مصفحة وآليات ثقيلة، بالإضافة إلى منصات صواريخ ورادارات متنقلة، إلى ريف دير الزور الشرقي في اليومين الفائتين.

وتسعى القوات الفرنسية للعب دور جديد أكثر قوة وفاعلية في سوريا، من خلال نشر قواتها في مناطق مختلفة من الشمال السوري، بحسب ما يرى الكتب الصحفي (فراس علاوي).

وقد أشار (علاوي) في تصريح خاص لأورينت نت، أن دخول عناصر من القوات الفرنسية لم يكن بالجديد، لافتا إلى أنه كان بأعداد قليلة، وغير ظاهر للعيان، إلا بداية الظهور الفعلي هي منذ شهرين فعليا.

تفعيل الدور الفرنسي في المنطقة
وقال (علاوي) إن ظهور القوات الفرنسية كمستشارين عسكريين وتقديمهم للدعم اللوجستي، لا يخفي الرغبة الفرنسية المتزايدة في وضع قدم لها في المنطقة، وبشكل متزايد ومتزامن مع الحديث عن سحب القوات الأمريكية.

وأضاف “هم يريدون نصيبا من كعكة إعادة الإعمار، ودور في الحل السياسي، وبذات الوقت تفعيل الوجود الفرنسي بالمنطقة بعد غياب استمر طويلا”.

وأردف (علاوي) “هناك رسائل سياسية أولها لنظام الأسد، وأخرى لإيران، ترتبط بمشاركة فرنسا بقصف مواقع النظام العسكرية الأسبوع الماضي، مفادها أن الدور القادم لفرنسا سيكون أكثر فاعلية”.

ونوه المتحدث إلى وجود أشخاص فرنسيين يقاتلون في صفوف “داعش”، وأظهرت فرنسا رغبة بالوصول إليهم، ورجح في الوقت نفسه أن يكون وجودها بالاتفاق مع الأمريكان لملء الفراغ.

ولا يقتصر الوجود الفرنسي على منطقة ريف دير الزور، فقد كشفت مصادر متطابقة عن وجود للقوات الفرنسية في كل من “تل أبيض” بريف الرقة الشمالي، وبلدة “صرين، ومصنع لافارج للإسمنت، وقرية خراب عشق، وعين عيسى”، ومؤخرا في “منبج” في منطقة العسالية.