Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مظاهر العيد بالنسبة للأطفال.. هل حصلت عليها في طفولتك؟ 

خاص - SY24

لا تكتمل فرحة العيد عند الأطفال إلا بحصولهم على العيدية، والتي تعد أبرز طقوس العيد المتعارف عليها اجتماعياً لدى معظم العائلات السورية، وتحمل رمزية خاصة للأطفال، تجعلهم ينتظرون العيد للحصول عليها.

كحال الطفل “فادي جعار” 10 سنوات، الذي يترقب الساعات في صبيحة أول أيام العيد للحصول على عيديته، يتحايل على والدته بعبارات المعايدة والقبلات، لينال عيدية (محرزة) حسب وصفه، وبعد إلحاح وتكرار منه، حصل على عشرين ليرة تركية، ومثلها من جدته، ثم أسرع إلى ساحة المدينة ليشتري فيها الحلويات والألعاب.

مبلغ بسيط يعادل الدولار تقريباً كان كفيلاً بإدخال البهجة والسرور على قلب فادي كحال جميع الأطفال الذين يرون العيدية واجب على الأهل والأقارب، و ينتظرونها بفارغ الصبر.

تضحك والدة “فادي” وهي تتذكر أيام طفولتها، تقول كنت أشد إلحاحاً من ابني، عندما كنت في مثل سنه، أجمع الليرات في مطمورة صغيرة، وبعد العيد أتفاجأ بالمبلغ الذي حصلته من معايدات أقاربي وأهلي، واشتري به ألعاباً ودمى.

إذ تعد “العيدية” طقساً مفرحاً للأطفال، يلازم أيام الأعياد، وهو كما يعرف عند السوريين، توزيع مبالغ مالية معينة على الأطفال صبيحة العيد تزيد من فرحتهم، وتختلف بين العوائل حسب القدرة المادية للأسرة، كما يحصل الطفل عليها أيضاً من بعض أقاربه وأصدقاء الأسرة والجيران في بعض الأحيان، وتتراوح قيمة العيديات في الشمال السوري حسب رأي من التقيناهم بين 5 _ 50 ليرة تركية، أي ما يعادل دولارين ونصف، حسب قدرة العائلة المادية.

غير أن العيدية قد تتخذ أشكالاً أخرى، وتكون على هيئة قطع من الحلوى، أو هدية من الأقارب للطفل، وفي السنوات الأخيرة أصبحت الحوالات المالية قبل العيد ترسل إلى الأهل والأقارب تحت مسمى “عيدية” كبادرة محبة من المغتربين إلى ذويهم في أيام العيد، بعدما عز اللقاء وحالت سنوات الغربة بين اجتماعهم في الأعياد والمناسبات الاجتماعية.

في أحد جوامع بلدة كفر لوسين شمال إدلب، وزع الشيخ ظروفاً صغيرة فيها مبلغ 40 ليرة تركية على عدد من الأطفال، تحت مسمى “عيدية” يصف الطفل معتز فرحته بحصوله على الظرف بأنها أجمل عيدية لأنها كانت مفاجئة له ولباقي الأطفال.

كذلك تعمل عدد من الفرق التطوعية على توزيع العيديات المالية بشكل عشوائي، ويكون على هيئة ظرف صغير فيه مبلغ مادي معين، يعطى للأطفال أثناء وجودهم في ساحات اللعب في مدينة إدلب وريفها، وينقلون فرحة الصغار حين يفتحون الظرف ويروون المبلغ، يختصر “أبو سعيد” أحد الشبان المتطوعين لتوزيع عيدية الأطفال، بأنها أجمل ردة فعل يراها عندما تملأ الفرحة وجه الأطفال.

في حين حرمت الظروف المعيشية المتردية التي يعيشها كثير من السوريين، عدداً من الأطفال ولاسيما الأيتام والنازحين من فرحة العيد، ومن بهجة الحصول على عيدية كباقي الأطفال في الشمال السوري، إذ تعد العيدية بهذه الحال رفاهية استغنى عنها كثير منهم، وبقيت في عالقة في أذهان الأمهات وقصصهن القديمة.