Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

فقراء ينبشون حاويات القمامة في ديرالزور

خاص - SY24

ينطلق العشرات من الأطفال والشباب إلى الأحياء الغربية من مدينة ديرالزور في ساعات الصباح الأولى كل يوم، بهدف البحث داخل حاويات ومكبات القمامة عن بقايا الطعام أو أي شيء يمكن أن يستعمل من ألبسة أو أدوات كهربائية قديمة أو قطع من البلاستيك والحديد والتي تباع كـ “خردة” من أجل الاستفادة من ثمنها.

 

حيث تعد ظاهرة البحث داخل حاويات القمامة من الظواهر الدخيلة على المدينة الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية لها، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها أكثر من 80% من سكان المدينة في ظل ارتفاع الأسعار مقارنةً بدخل الفرد اليومي، وغياب معظم الخدمات الأساسية واضطرار المواطنين لدفع أضعاف التكلفة مقابل الحصول على جزء من تلك الخدمات كالماء والكهرباء والمحروقات.

 

وانقسم الباحثون داخل حاويات القمامة إلى قسمين: الأول هم من العائلات الفقيرة التي تخرج في أوقات متفرقة للبحث عن ما يسد رمقها من بقايا الطعام والخبز اليابس أو بعض الأطعمة الجاهزة التي تقوم المطاعم بوضعها جانباً في نهاية ساعات العمل، وتعد هذه الفئة هي الأكثر في المدينة وتتكون غالباً من مجموعة من النساء المتقدمات في العمر أو غير القادرات على ايجاد فرص عمل حقيقية وبالذات اللواتي لا يملكن أي معيل.

 

فيما يتخذ القسم الآخر من جامعي القمامة هذا العمل كمهنة لهم وذلك عبر تقاسمهم الأحياء ومناطق النفوذ في المدينة وقيامها بالسيطرة على هذه التجارة التي يصفونها بـ “الرابحة”، بالتعاون بشكل كامل مع أجهزة النظام الشرطية وميليشيا الدفاع الوطني التي تأخذ نسبة معينة من الأرباح مقابل السماح لهؤلاء العمال بالاقتراب من بعض المواقع الحساسة، كالأفرع الأمنية ومقرات الميليشيات الإيرانية والروسية ومنازل كبار الضباط والمسؤولين في حكومة النظام في ديرالزور.

 

“جاسم الحسين”، 39 سنة، من أهالي حي طب الوادي في ديرالزور، ذكر أنه “يعمل في مهنة جمع الطعام والمواد المستعملة من حاويات المدينة منذ بداية الثورة السورية، لأنه لم يستطع العثور على عمل ثابت بسبب إعاقة جسدية في قدمه، الأمر الذي اضطره للعمل بهذه المهنة التي استطاعت خلال السنوات الماضية أن تساعده على تأمين قوت يومه هو وعائلته المكونة من زوجته و3 أطفال”، على حد قوله.

 

وقال “الحسين” خلال حديثه مع مراسل SY24 في ديرالزور، إن “معظم العائلات التي تبحث داخل حاويات القمامة لا تملك أي معيل ونحاول قدر الإمكان مساعدتهم في حال وجدنا أي طعام أو أي شيء قد يستفيدون منه، ولكن قد تمر أيام طويلة قبل عثوري على شيء نستطيع بيعه كخردة في السوق، ولذلك يقتصر عملنا بشكل شبه ثابت على جمع البلاستيك والكرتون والحديد وبيعه”.

 

وأضاف أن “غياب الخدمات الأساسية وعدم اكتراث مؤسسات النظام بالمواطنين دفع العديد منهم للبحث داخل حاويات القمامة عن قوت يومهم، بالرغم من المخاطر الكبيرة المترتبة على ذلك من انتقال الأمراض السارية أو الإصابة بالتسمم أو غيرها من المشاكل المتعلقة بالإدمان والاستغلال الجنسي، في الوقت الذي ينعم فيه المسؤولون وقادة الميليشيات بحياة رغيدة”.

 

والجدير بالذكر أن المدينة الخاضعة لسيطرة الميليشيات الإيرانية تعاني من أوضاع اقتصادية سيئة، نتيجة قيام هذه الميليشيات بالضغط على المواطنين واستغلال تردي وضعهم المعيشي من أجل إجبارهم على الانضمام إلى صفوفها أو استخدامهم لتنفيذ مخططاتها التي تسعى من خلالها للتمدد في المنطقة.