Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بعد تسربهم من المدارس.. آلاف الأطفال يدخلون سوق العمل شرقي سوريا

خاص - SY24

أستطيع القراءة والكتابة ولهذا فإن المدرسة لم تعد مفيدة لي، فالمهم الآن هو مساعدة والدي على تأمين مستلزمات المنزل وإطعام إخوتي الصغار في ظل الغلاء الكبير في المعيشة وارتفاع الأسعار الجنوني”.

 

بهذه الكلمات أشار الطفل وائل”، 14 سنة، إلى الأسباب التي دفعته إلى ترك المدرسة في سن مبكرة للالتحاق بسوق العمل لمساعدة والده الذي يعمل كبائع خضار متجول في سوق مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”.

 

وفي حديثه مع مراسل منصة SY24 في الرقة قال:” بدأت العمل في هذه الورشة وأنا بعمر الحادية عشرة وذلك لأن والدي في تلك الفترة لم يكن يعمل بسبب مرضه، ولهذا اضطررت إلى ترك المدرسة والالتحاق بسوق العمل كحال أقراني من الأطفال المنتشرين في ورشات إصلاح السيارات والمعامل وسوق الهال وغيرها من الأعمال والمهن الحرة”.

 

وأضاف:” تعرضت لعدد كبير من الإصابات والجروح أثناء العمل ولكنها لم تثنيني عن الاستمرار به لأن أبي لا يستطيع وحده تأمين مستلزمات المنزل في ظل غلاء المعيشة التي تشهدها مدينة الرقة، وأيضاً لأنني لا أريد لبقية أخوتي وأخواتي ترك المدرسة والالتحاق معي بسوق العمل المتعب خوفاً عليهم، كما أنني بت قريباً من أن أصبح خبيرا في مهنتي”.

 

أسواق مدن وبلدات شمال شرق سوريا أصبحت هدفاً لآلاف الأطفال المتسربين من المدارس والراغبين بالالتحاق بسوق العمل، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها الأهالي وعدم قدرة عدد كبير منهم على تحمل تكلفة إرسال أبنائهم إلى المدارس، و اضطرارهم إلى إخراجهم منها والزج بهم في مهن صعبة مثل  “ورشات الحدادة وميكانيك السيارات والبناء”، والتي تشهد بشكل شبه يومي حوادث كثيرة أودت بحياة عدد من الأطفال وإصابة آخرين بعاهات مستديمة.

 

“عادل الأحمد”، طفل في الثانية عشر من عمره تعرض إلى كسر مركب في يده اليمنى بعد أن علقت داخل جهاز للعجن في أحد افران مدينة الحسكة أثناء عمله فيه، ما اضطره إلى “الجلوس في المنزل لأكثر من شهرين دون عمل، مع رفض صاحب الفرن تقديم أي تعويض مادي له باستثناء تقديم ربطتين من الخبز لعائلته بشكل يومي خلال فترة إصابته”.

 

المنظمات الأهلية والدولية طالبت “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، بضرورة مراقبة الأسواق والحد من “ظاهرة عمالة الأطفال وخاصة في مهن الكبار التي قد تعرض حياتهم للخطر، مع توفير جميع المستلزمات الخاصة بهم ومنع تسربهم من المدارس بأي شكل من الأشكال، وحمايتهم من الاستغلال الجسدي والجنسي الذي قد يتعرضون له اثناء عملهم”.

 

في الوقت الذي ما تزال فيه أسواق مدن وبلدات شمال شرق سوريا تشهد إقبالاً كبيراً للأطفال من أجل البحث عن أي نوع من الأعمال التي تدر عليهم وعلى عائلاتهم المزيد من الأموال، بهدف توفير مستلزمات عائلاتهم في ظل الارتفاع الكبير في أسعار جميع المواد والسلع التجارية والغذائية والخدمات الطبية في المنطقة.