Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الهيئة تستهدف النخب الثورية بأنشطة مدنية.. ما هدفها الرئيسي؟

خاص - SY24

تباينت الآراء وردود الفعل حول تحركات هيئة تحرير الشام والتكثيف من أنشطتها المدنية والمجتمعية في مناطق سيطرتها بإدلب، حسب مراقبين.

وكان اللافت للانتباه هي الآراء التي رأت أن هدف الهيئة من هذه الأنشطة هو استقطاب النخب الثورية ووضعها تحت جناحها، حسب وصف أصحاب تلك الآراء.

وحول ذلك قال ناشط سياسي من أبناء الشمال السوري لمنصة SY24، إن الهدف الرئيسي للهيئة الهيمنة على وسائل الإعلام الثورية المختلفة تحت بند توحيد الجهود لكن حتما تحت كنف مديرية الإعلام التابعة لحكومة الإنقاذ السورية، حيث تبدأ بتلك الخطوة ومن ثم تنقل إلى متابعة النشطاء وإقصائهم تدريجيا وصولا إلى فرز الموالين لسياستها في تعاطيها مع ما يدور من حولها من أحداث محلية وإقليمية ودولية”.

وأضاف، أنه في حال سيطرتها على الإعلام ستكون قد حققت نصف الهدف ومن ثم الانتقال الى العسكرة، ونظرا لأن محافظة إدلب تم تحريرها من قبل الفصائل العسكرية الثورية المختلفة تحت مسمى جيش الفتح واليوم سيطرت على كامل محافظة إدلب وأقصت الكثير من الرافضين لسياستها على الصعيدين العسكري والإعلامي، فأصبحت الهيئة تسيطر على كامل إدلب وهذه المحافظة تم انتزاعها من النظام السوري في آذار 2015، بينما المناطق المحررة في محافظة حلب التفاهمات الدولية بشأنها مختلفة خاصة وأنها تأتي بعد عمليات عسكرية مشتركة نفذها الثوار مع الجيش التركي.

ورأى أن الهيئة تخشى من أي متغير جديد في محافظة إدلب، لذلك تسعى جاهدة في العمل على تأمين موطئ قدم لها في حلب وذلك لاستخدامه فيما لو حصل أي متغير دولي على مناطق النفوذ الدولية، وبالتالي تلك الخطوات الأولية للسيطرة على الإعلام والعسكرة كخطوة أولية استباقية الغاية منها تأمين الحاضنة الخاصة بالهيئة وإعدادها عسكريا وإعلاميا لخدمتها، وتكون بتلك الخطوة قد حققت هدفها الاستراتيجي في البحث عن البدائل.

واعتبر أن كل ذلك لن يخرجها من قوائم التصنيف الدولي الخاصة بالإرهاب، مشيرا إلى أن مسألة القبول بالهيئة في حلب هو قرار دولي وليس من تحدده الهيئة كما ترغب، لذلك تحاول الهيئة التمهيد من خلال تلك الإجراءات خشية محاصرتها في إدلب وإضعافها، وتحاول الولوج إلى منطقة عمليات غصن الزيتون وذلك لاستخدامها كمصد أمني لمنع أي عمل عسكري فيما لو حصل تجاه المنطقة برمتها، وفق وجهة نظره.

ورأى مراقبون أن الهيئة تحاول أن تتماهى مع طبيعة المتغيرات في الملف السوري، ومن أجل ذلك تحاول التركيز على الأمور والأنشطة المدنية، ومنها تنظيم مؤتمرات وفعاليات ثورية في مناطق سيطرتها.

ناشط من أبناء الشمال السوري قال لمنصة SY24، إن “الهيئة من قرابة العام استبدلت سياستها التطفيشية لمناهضيها بسياسة استقطابهم عبر تقديم تسهيلات ولقاءات متكررة ومستمرة، وكل ذلك لتخفيف الاحتقان ضدها وتغيير الرأي العام الداخلي اتجاهها، وهذا الأمر يعكس صورتها خارجيا على أنها باتت مكوناً مقبولاً داخليا ونموذج سلطة فريد”.

  

ولفت إلى أن بعض النخب واعية لذلك، ولكن الهيئة وواجهتها “حكومة الإنقاذ” سلطات أمر واقع لا بديل عنهم حاليا في المنطقة، وهم مجبرون على التماشي مع الأمر لتسيير أعمالهم وتسهيل نشاطهم بالداخل، فلو عمل الجميع على معاكسة هذه السلطات، لن يبقى نخب بالمنطقة وستتفرد هذه السلطات بإدارة المنطقة، وفق تعبيره.

ووافقه بالرأي حقوقي من أبناء المنطقة، والذي قال لمنصة SY24، إن “هذا الأمر في سياق سياسة الانفتاح على المجتمع والعالم لتعزيز خطابها المعتدل الذي اتخذته منذ فترة، للتخلص من قيود التصنيف والشيطنة التي تعاني منها، وسيكون لهؤلاء  النشطاء دور في تولي بعض المهام الإدارية والإعلامية وإدارة المؤسسات، أي سيكونون واجهة العمل التي تعبر عن الرؤية الجديدة  للهيئة، لذلك تعمل الهيئة على استقطاب الناشطين لدفع الحجج وسد الذرائع التي يوجهها لها خصومها”.

ووسط كل ذلك، ترى المصادر المحلية من أبناء المنطقة شمال سوريا، بأنه مهما حاولت الهيئة من تلميع وتجميل صورتها، لكن ذلك لن ينعكس إيجاباً على سلوكها وتصرفات عناصرها وأذرعها الأمنية، في ظل استمرار ارتكاب الانتهاكات ومصادرة الحريات بحق المدنيين والنشطاء الثوريين.

ويقلل كثيرون من أهمية محاولات الهيئة تغيير خطابها للتماشي مع منطلقات الثورة والثوار، لافتين إلى أن غياب صدق النوايا لدى تلك الهيئة نظراً لاستمرار الاعتقالات والكثير من التجاوزات التي تُرتكب بحق سكان إدلب في الشمال.