Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مربو الماشية ضحايا لهجمات داعش وانتهاكات الميليشيات في البادية

خاص - SY24

ما تزال المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات المساندة له في البادية السورية، تشهد حالة من عدم الاستقرار الأمني، نتيجة استمرار الهجمات التي تنفذها خلايا تنظيم داعش سواءً ضد قوات النظام والميليشيات الموالية لها أم ضد المدنيين، بالإضافة إلى قيام ميليشيات إيران بارتكاب العديد من الجرائم التي وصفت بـ “البشعة” ضد أهالي المنطقة وخاصةً مربو الماشية.

حيث تعرض أصحاب الماشية ومربيها للعديد من الانتكاسات والخسائر المادية الكبيرة جراء استمرار خلايا تنظيم داعش بالضغط عليهم للحصول على ما أسمتها بـ “الكلفة السلطانية” بشكل شهري، وإجبارهم على بيعهم بعض المواد الغذائية والتموينية والمياه مقابل مبالغ مالية ضخمة شريطة عدم التعاون مع قوات النظام والميليشيات الموالية له، وسط تهديدات مباشرة بالقتل لكل من يخالف قراراتها في المنطقة.

في الوقت الذي ما تزال فيه الميليشيات الإيرانية تنفذ جرائم عديدة بحق مربي الماشية، والتي تمثلت في تنفيذ عمليات إعدام مباشر لعدد كبير منهم ومصادر كميات ضخمة من الماشية بهدف نقلها إلى العراق عبر المعابر البرية التي تسيطر عليها وبيعها هناك بأضعاف سعرها، ناهيك عن سعي هذه الميليشيات تثبيت قدمها في البادية السورية عن طريق تجنيد أبناء المنطقة للعمل لصالحها، مع محاولاتها نشر الفكر الشيعي في أوساط المدنيين وتهديدها هي أيضاً كل من يخالفها بالقتل أو التهجير.

وينحدر أغلب مربي الماشية الذين يعيشون في البادية السورية من البدو والقبائل العربية التي اعتادت التنقل بين ريف ديرالزور الجنوبي وريف حمص الشرقي وريف حماة الجنوبي وريف السويداء الشمالي، وتربط هذه القبائل علاقات جيدة مع أبناء المدن والقرى الموجودة في المنطقة حيث يعمل معظمهم بتجارة الماشية ومشتقاته من ألبان وأجبان وبيعها للسكان المحليين.

“أبو يزن”، من أهالي مدينة تدمر ومقيم حالياً في ريف ديرالزور الشرقي، ذكر أن معظم العاملين في تربية الماشية اضطروا إلى بيع قطعانهم والرحيل عن البادية السورية نتيجة الوضع الأمني غير المستقر الذي تعيشه المنطقة، بسبب تواجد خلايا تنظيم داعش فيها والانتشار الكبير للميليشيات الإيرانية التي باتت تمثل التهديد الأكبر لقبائل البدو الرحل بعد ارتكابها عشرات الجرائم التي ذهب ضحيتها العديد من الشباب والأطفال والنساء، ناهيك عن استمرار هذه الميليشيات بزراعة الالغام والعبوات الناسفة في البادية بشكل عشوائي ما تسبب بمقتل عدد كبير من أبناء المنطقة، على حد وصفه.

وقال في حديثه مع مراسل SY24 بريف ديرالزور، إن “تنظيم داعش وخلال فترة حكمه للمنطقة استطاع إقامة علاقات جيدة مع البدو الرحل وسكان قرى وبلدات البادية السورية عن طريق توزيع مبالغ مالية ومساعدات غذائية لهم، لتستمر هذه العلاقة بعد القضاء على تواجد التنظيم في المنطقة لضمان استمرار تدفق المواد التموينية له وحصوله على الماشية  والمياه النظيفة منهم مقابل مبالغ مالية ضخمة يدفعها لهم، إلا أن منابع التنظيم المالية بدأت تجف وبات يحصل على ما يريده بالقوة وتحت مسمى الزكاة أو الكلفة السلطانية وغيرها من المسميات”.

وأضاف أنه “بالنسبة للميليشيات الإيرانية فإن نهجها في المنطقة مختلف تماماً فهي تسعى إلى طرد جميع سكان قرى وبلدات البادية السورية بالإضافة إلى البدو الرحل ومربو الماشية من المنطقة، بهدف تغيير ديمغرافيتها عبر توطين العشرات من العائلات الشيعية العراقية والأفغانية واليمنية، وذلك باستخدام عدد من الأساليب الإجرامية كـ تنفيذ إعدامات ميدانية لمربي الماشية واقتحام القرى في ساعات متأخرة وتنفيذ حملات اعتقالات عشوائية وارتكاب العديد من الانتهاكات ضد الأهالي، الأمر الذي دفع عدد كبير منهم لبيع أملاكه والانتقال إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية أو إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية في الشمال السوري”.

وخلال الأشهر الماضية، شهدت منطقة البادية السورية سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين ومن عناصر الميليشيات الإيرانية والمحلية، وذلك بسبب الألغام والعبوات الناسفة التي تم زراعتها في المنطقة والتي استهدفت جامعي فطر الكمأة، حيث تبادل كلاً من تنظيم داعش والميادين الإيرانية والروسية الاتهامات حول من يقف خلف زراعة هذه الألغام في تلك المنطقة.

في الوقت الذي أكد فيه أهالي المنطقة، أن المليشيات الإيرانية والروسية هي من تقف خلف زراعة الألغام والعبوات الناسفة في المناطق القريبة من المدن والبلدات في البادية السورية، وأيضاً بالقرب من تجمعات البدو الرحل ومربو الماشية بهدف منعهم من التوجه إلى عمق البادية، حيث تتواجد قواعد ومخازن الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة التابعة لها، وإجبارهم على بيع مواشيهم وأملاكهم لها والخروج من المنطقة بشكل كامل.