Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الميليشيات تعتقل عناصرها السابقين في ديرالزور.. ما السبب؟

خاص - SY24

شنت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، بالتعاون مع دورية مشتركة تابعة للأمن الجنائي والشرطة العسكرية، حملة دهم واعتقال طالت عدداً من أحياء مدينة ديرالزور تم خلالها توقيف أكثر من 40 شاباً واقتيادهم إلى فرع الشرطة العسكرية في حي سينما فؤاد بدير الزور، تميهداً لترحيلهم إلى مدينة حمص لإلحاقهم بالخدمة الإجبارية في جيش النظام.

حملة الاعتقالات تركزت في أحياء الجورة و هرابش والعمال واستهدفت العناصر السابقين في ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وباقي الميليشيات المسلحة التابعة لها، والذين انشقوا عنها في وقت سابق والتحقوا بصفوف ميليشيا الدفاع الوطني أو الفرقة الرابعة، بالإضافة إلى العناصر الذين فضلوا إلقاء السلاح والاتجاه لأعمال أخرى، كما شملت المداهمات منازل العناصر الذين انتقلوا إلى مناطق “قوات سوريا الديمقراطية” على الجهة المقابلة لنهر الفرات.

مراسل منصة SY24 أكد وجود خلافات كبيرة بدأت تظهر على السطح بين قادة ميليشا الحرس الثوري الإيراني وبين قادة عدد من الميلشيات التابعة لها وخاصة ميليشيا الحشد الشيعي والفوج 47، وذلك بعد توجيه الاتهام بشكل مباشر لقيادتها بسرقة مخصصات عناصرها المحليين المالية وبيع كميات كبيرة من المواد التموينية في السوق المحلية، ناهيك عن اكتشاف وجود نقص في السلاح والذخيرة داخل مستودعات هذه الميليشيات واتهامها بالعمل على بيعها لخلايا تنظيم داعش المنتشرة في البادية وأيضاً للسكان المحليين في ريف ديرالزور.

المراسل أشار، نقلاً عن مصدر خاص داخل ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، إلى أن السبب الرئيسي لتأجيج الخلافات بين قيادات الميليشيات الإيرانية في مدينة ديرالزور يعود إلى حدوث تنافس حاد فيما بينهم حول تجارة المخدرات، وقيام قادتها بزج عناصرها في هذا الصراع ودفعهم لارتكاب العديد من جرائم القتل والسرقة وتعريض حياتهم للخطر، ناهيك عن انخفاض قيمة الرواتب وسوء المعاملة التي يتلقاها العناصر المحليين وخاصةً من القادة الأجانب، ما دفع عدد كبير منهم للانشقاق عن الميليشيات الإيرانية والالتحاق بصفوف ميليشيا الفرقة الرابعة أو الميليشيات الروسية، أو حتى الهرب باتجاه مناطق سيطرة “قسد”.

وتشهد مدينة ديرالزور خلال الآونة الأخيرة صراعاً كبيراً بين مختلف الميليشيات المسلحة المتواجدة فيها سواءً الإيرانية فيما بينها أو مع بقية الميلشيات الروسية والمحلية، وذلك بسبب سعي كل من قادة هذه الميليشيات لبسط نفوذها على المنطقة والسيطرة على تجارة المخدرات والسلاح، والتحكم بحركة عبور البضائع والسلع التجارية والغذائية القادمة من المعابر النهرية غير الشرعية مع مناطق “الإدارة الذاتية” شرقي سوريا، بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من الربح المادي.

“أحمد”، وهو اسم مستعار لأحد عناصر ميليشيا الحرس الثوري الإيراني السابقين، ذكر أن “سوء المعاملة والتمييز العنصري داخل الميليشيا هو أحد أهم أسباب انشقاق العناصر المحليين عنها والاتجاه نحو الميليشيات الروسية أو ميليشيا الدفاع الوطني التي تحتوي على عناصر وقادة محليين فقط، ناهيك عن تدني قيمة الرواتب الشهرية المقدمة لهم واستمرار قادة الميليشيا بالضغط عليهم لترك الديانة الإسلامية واعتناق الديانة الشيعية مع عائلاتهم، وسط تهديدات مباشرة لهم بالاعتقال وتسليمهم للشرطة العسكرية لزجهم في جبهات القتال مع فصائل المعارضة السورية”، على حد قوله.

وقال في حديثه مع مراسل SY24 في ديرالزور، إن “قيادة الميليشيات الإيرانية تسعى لبسط نفوذها في المدينة عبر زج العناصر المحليين في صراعات داخلية ودفعهم للاقتتال فيما بينهم وخلق عداوات كبيرة قد تؤدي لنشوب حرب عشائرية فقط بهدف تحقيق ربح مادي أكبر ليس أكثر، ناهيك عن قيامها بتحويل هذه الميليشيات إلى عصابات للاتجار بالمخدرات وترويجها بين الشباب والعمل على نقل هذه المخدرات إلى مناطق سيطرة قسد عبر أذرعها المحلية هناك”.

ولفت إلى “وصول معلومات تؤكد اعتقال عشرات العناصر الذين تركوا العمل مع ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في ديرالزور وتسليمهم إلى الشرطة العسكرية تمهيداً لإلحاقهم بالخدمة الاجبارية، وسط توصيات بضرورة إرسالهم الى خطوط التماس مع فصائل المعارضة أو إلى النقاط المتقدمة داخل البادية السورية ليواجهوا مصيرهم أمام هجمات خلايا تنظيم داعش”.

فيما أكد الشاب قيام الميليشيا بـ” تصفية عدد من عناصرها السابقين في مدينة ديرالزور وفي الريف المحيط بها، وتعدى ذلك إلى إرسال أشخاص لتنفيذ عمليات اغتيال لهؤلاء العناصر داخل مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وتعمد تسريب هذه المعلومات بين منتسبيها المحليين بهدف نشر حالة من الخوف بينهم تدفعهم للبقاء معها وعدم التفكير في ترك العمل مع المليشيا خوفا من تعرضهم للقتل”.

وشهدت مدينة ديرالزور والريف المحيط بها، خلال الأشهر الماضية، توتراً كبيراً بين معظم الميليشيات الإيرانية والمحلية المتواجدة فيها، وذلك بسبب التنافس الحاد فيما بينهم على تجارة المحروقات القادمة من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، وأيضاً على تجارة المخدرات والحبوب المخدرة “الكبتاجون” القادم من المعامل التي تديرها ميليشيا حزب الله وميليشيا الفرقة الرابعة في سوريا، ومحاولة قيادة هذه الميليشيات السيطرة على هذه التجارة سواءً في السوق المحلية أو مع مناطق “قسد”، بالإضافة إلى تهريبها ونقلها إلى العراق عبر المعابر البرية غير الشرعية التي تديرها في المنطقة.