Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

شرق سوريا.. ارتفاع تكاليف الإنتاج تدفع المستثمرين للعزوف عن تربية الدواجن

خاص - SY24

يعاني قطاع الدواجن في المدن والبلدات الواقعة تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” بريف ديرالزور من أزمة حقيقية بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وصعوبة تأمين العلف والدواء اللازم لها، في ظل التقلب المستمر في سعر الليرة السورية أمام الدولار والمشاكل التي تواجه عملية استيراد بعض هذه المواد من خارج المنطقة، وغيرها من العوامل التي أثرت بشكل مباشر على هذا القطاع المهم.

حيث شهدت أسعار الدواجن خلال الأشهر الثلاثة الماضية ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة زادت عن 10% عن سعرها السابق، وعزا مراقبون هذا الارتفاع إلى هبوط قيمة الليرة السورية امام الدولار حيث تجاوز سعر الصرف حاجز الـ 9000 ليرة مقابل الدولار الواحد، بالإضافة إلى فرض حواجز “قسد” إتاوات مالية وصفت بـ “الضخمة” على الشاحنات والعربات التي تنقل المواد الأساسية التي تسهم في تربية الدواجن وأهمها الأعلاف والأدوية البيطرية واللقاحات الخاصة بها.

أهالي ريف ديرالزور اشتكوا من الارتفاع الكبير الذي يشهده سوق الدواجن وخاصةً تلك التي تعتمد بشكل مباشر على العلف القادم من خارج مناطق “قسد”، حيث بلغ سعر كيلو الدجاج أكثر من 18 ألف ليرة سورية وهو مبلغ ضخم مقارنةً بسعره في نفس الفترة الزمنية من العام الماضي والتي كانت قرابة 8000 ليرة سورية، ما حرم عدد كبير من العائلات من شراء الدجاج.

“ماهر الحسين”، من سكان بلدة الصبحة بريف ديرالزور الشرقي، أشار إلى “اتجاه عدد كبير من أبناء المنطقة لشراء أقدام الدجاج وظهورها ورؤوسها واستخدامها في الطبخ بدلاً عن الدجاج الكامل، وذلك لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف شرائها نتيجة الارتفاع الكبير في سعرها، في الوقت الذي أعلنت فيه عدة عائلات مقاطعتها لهذه المادة إلى حين عودة سعرها الى ماكان عليه سابقاً”، على حد قوله.

وفي حديثه مع منصة SY24 قال: إن “تربية الدواجن اليوم باتت من أكثر المهن صعوبة وخطورة واحتمال تعرض المربي للخسارة بات وارداً جداً، بسبب المعوقات الكبيرة التي تواجههم فيما يتعلق بشراء الصيصان والعلف الخاص بها والأدوية الضرورية وغيرها من المواد الأساسية، ناهيك عن تجهيز الحضانات اللازمة لتربية الدجاج وتزويدها بالكهرباء والتدفئة اللازمة وغيرها من التجهيزات التي بات تأينها شبه مستحيل في المنطقة”.

وأضاف أن “الاعتماد اليوم على الدجاج البلدي الذي يتم تربيته في المنازل لكنه يبقى خياراً ليس أساسياً بسبب ارتفاع سعره بشكل كبير مقارنةً بالدجاج المربى في الحضانات، في الوقت الذي اتجه فيه البعض لشراء الدجاج المفرز والمجمد والقادم من خارج مناطق سيطرة قسد، بالرغم من التحذيرات العديدة التي أطلقتها لجنة الصحة في الإدارة الذاتية فيما يتعلق بتناول الأطعمة المجمدة مجهولة المنشأ وخاصة الإيرانية منها”.

وكانت مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” قد شهدت خلال السنوات الماضي تذبذباً كبيراً في أسعار الدواجن واللحوم الحمراء نتيجة ارتفاع تكاليف إنتاجها وتربيتها وعدم قيام “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، على توفير جميع المستلزمات الضرورية لإنجاح هذه الصناعات، بالإضافة إلى استمرار عمليات تهريب المواشي خارج المنطقة وغيرها من الإجراءات التي انعكست سلباً على الأهالي وتسببت بارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والدواجن في المنطقة مقارنةً بدخل المواطن المالي.