Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

“فريق الاستجابة لـ SY24: نواجه صعوبات عدّة ونخشى من استمرار موجات التهجير القسّري

أحمد زكريا - SY24

يستمر مسلسل التهجير القسري من مختلف المناطق في الداخل السوري، بعد أن تدخلت روسيا لدعم رأس النظام بشار الأسد، ضاربةً بعرض الحائط كافة القرارات الدولية التي تعدّ مسألة التهجير “جريمة حرب”.

وبات الشمال السوري الوجهة الوحيدة لجميع المهجّرين، بدءً من الغوطة الشرقية وصولًا إلى القلمون الشرقي مرورًا بأحياء جنوب العاصمة وليس انتهاءً بريف حمص الشمالي.

وشكّل هذا المسلسل أعباءً كبيرة على عاتق المنظمات والمؤسسات الاغاثية، التي كانت على موعد مع استقبال الأعداد الكبيرة من وفود المهجّرين ما بين نساء وأطفال وكبار سن وحتى من عناصر فصائل المعارضة، ما زاد من حجم الصعوبات وأبرزها صعوبة تأمين أماكن لإيواء هذه الأعداد الكبيرة من المهجّرين.

ولتسليط الضوء على أوضاع المدنيين المهجّرين من عدة مناطق باتجاه أرياف حلب وإدلب، على صعيد الأمور الإنسانية والمعيشية، التقى موقع سوريا 24 بمدير “فريق الاستجابة بالشمال السوري” المهندس “محمد الشامي” الذي أشار إلى أن “الوضع الانساني للمهجّرين من مناطق جنوب دمشق والقلمون الشرقي والغوطة الشرقية مقبولٌ نوعًا ما، والاستجابة يمكن أن نصنفها بأنها تتراوح بين ضعيفة إلى مقبولة نوعا ما”.

وأضاف: “لا نستطيع القول إنها ممتازة أو ممكن مقارنتها مع الاستجابات السابقة، وذلك لسبب تتالي عمليات التهجير بشكل متواصل حتى وصلت أن النظام أصبح يرسل قافلتين يوميًاً في بعض الدفعات”.

وبيّن “الشامي” أن “العائق الأكبر الذي يواجه عملهم هو تأمين المأوى لهذا العدد الضخم من المهجّرين”، مؤكدًا أن “هذا الأمر ما يزال هو الهاجس الأكبر بالنسبة لهم”، مرجعًا السبب إلى “وجود نقص كبير لمراكز الإيواء وتأمين المساكن والمخيمات على رغم كل الجهود التي تتظافر بشكل مستمر من أجل ذلك”.

وعن أعداد المهجّرين من مناطق الغوطة الشرقية وأحياء جنوب العاصمة دمشق وفق الاحصائيات لدى فريق الاستجابة في الشمال السوري، أوضح “الشامي” أنه وبحسب تقسيمات القوافل بالنسبة لمنسقي الاستجابة فإن الأعداد على الشكل التالي:
-مهجرو حي “القدم” 1351 شخص.
-مهجرو منطقة “حرستا” 5204 شخص.
-مهجرو القطاع الأوسط: “عربين” والمناطق المحيطة بها 40895 شخص.
-مهجرو “عربين” المتواجدين في “دوما” 1089 شخص.
-مهجرو منطقة “دوما” 19189 شخص.
-مهجرو القلمون الشرقي: “الضمير، جيرود، الناصرية، الرحيبة” 6236 شخص.
-مهجرو جنوب دمشق: “يلدا، ببيلا، بيت سحم” 6726 شخص حتى الآن، كونه لا تزال دفعات المهجرين تتوافد، وبذلك يكون العدد الذي تم تهجيره من مناطق دمشق حتى الآن 80690 شخص، عبر 35 دفعة خرجت في الفترة الممتدة بين 13 آذار وحتى تاريخ 7 من أيار.

وتم توزيع تلك الدفعات، بحسب “الشامي” على مناطق مختلفة من الشمال السوري ومناطق “الباب وجرابلس وإعزاز” حيث توجهت قوافل “دوما والقلمون الشرقي وجنوب دمشق” بمعظمها إلى مناطق ريف حلب الشمالي، والباقي في مناطق إدلب وريف حلب الغربي.

وفيما يخص دفعات المهجّرين المقرر خروجها من مناطق في ريفي “حمص الشمالي وحماة الجنوبي”، بعد الاتفاق الذي تم بين “لجنة التفاوض” عن ريفي حمص وحماة والجانب الروسي، والذي قضى بتسليم الثوار سلاحهم الثقيل لروسيا وخروج من لا يرغب بتسوية وضعه مع النظام باتجاه الشمال السوري، أوضح “الشامي” أنه “يجري محاولة التنسيق مع الأهالي المتواجدين في المنطقة ليسهل إحصائهم وتحديد وجهتهم من أجل وضع خطة مناسبة في المنطقة التي سوف يستقرون بها عند وصولهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية”.

وعن أهم الاحتياجات التي ينادي بها المهجّرون في أماكن تواجدهم قال “الشامي”: إن “الاحتياجات للمهجرين هي احتياجات كاملة بسبب خروجهم ولا يحملون أي شيء معهم، حتى أننا صادفنا في القوافل الخارجة عائلات لا تملك حتى اللباس بسبب حرقه للتدفئة في مناطق حصارهم، وبالتالي فإننا نحتاج لتقديم أي شيء ممكن ومتوفر لهم لتغطية النقص الحاصل لديهم”.

وأعرب “الشامي” عن مخاوفهم كفريق استجابة في الشمال السوري من ازدياد موجات “التهجير القسري” من مناطق عديدة، ومن ضعف أماكن المأوى في الشمال السوري، كون المنطقة أصبحت المنطقة ذات كثافة سكانية عالية جدًا.

لافتًا إلى أن “المنسق العام لفريق منسقو الاستجابة” سبق وأن وجهّ طلبًا للمهجّرين من مناطق “جنوب دمشق وريف حمص” التريث قليلًا بالخروج بسبب الحاجة الى تأمين أماكن لاستيعابهم، إلا أن قوافل النزوح والتهجير ماتزال مستمرة.

وطالب “الشامي” المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته تجاه المهجّرين قسرًا، بالإضافة إلى ضرورة التحرك والمساعدة في تأمين الاحتياجات اللازمة من مأوى وحماية وغذاء وتعليم وصحة وغيرها من الاحتياجات الكثيرة والضرورية للمهجّرين.

وشكّلت متابعة أمور المهجّرين أعباء كبيرة على كاهل فريق الاستجابة في الشمال السوري، وذلك لقيام الفريق بتتبع الأهالي من لحظة خروجهم بالباصات من مناطقهم

حتى وصولهم إلى نقاط الاستقرار بشكل كامل، يضاف إلى ذلك أن أعضاء الفريق يعملون بشكل تطوعي ولا يتقاضون أجرًا من أحد ولا يتبعون كذلك لأحد، في حين أن ضعف الإمكانيات المادية أنهكته، بحسب ما تحدث به مدير الفريق.

ويبذلُ “فريق منسقو الاستجابة” جهدًا إضافيًا من خلال قيامهم بتشكيل مجموعات عديدة لإحصاء الأهالي ضمن الباصات الخارجة، وفرزها وتنسيقها للحصول على عدد حقيقي، بالإضافة إلى تتبع انتشار المهجّرين بعد خروجهم من مراكز الاستقبال إلى المنازل وإحصائهم من جديد في كل نقطة من النقاط التي ينتشرون بها، وإعادة تقييم احتياجاتهم من جديد في نقاط الاستقرار وتوجيه الاحصائيات المحدثة للمنظمات من أجل الاستجابة العاجلة.

وعلى اعتبار أن هذ الفريق مستقل تمامًا ولا يتدخل بعمليات التفاوض مطلقًا، فإن التواصل يتم عن طريق نشطاء موجودين في المنطقة المهجّرة فقط، وفق ما أوضحه “الشامي”، والذي أشار إلى أن “فريقهم موجود منذ بداية عمليات التهجير الأولى من حي الوعر بحمص، وما تلاها من عمليات في (مضايا والزبداني وحلب) وغيرها من مناطق ريف دمشق، إضافة إلى عمليات نزوح الهاربين من المناطق الشرقية التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم (داعش) الإرهابي”.