كفرنبل بعد عام على التحرير… مدينة تستعيد أنفاسها

Facebook
WhatsApp
Telegram

منيرة بالوش - سوريا 24

عام واحد فقط كان كافيًا ليغير ملامح مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي، التي عانت لسنوات طويلة من الحرب والدمار وانتشار الأنقاض وانقطاع الخدمات الأساسية. لكن الأشهر الماضية شهدت حراكًا خدميًا لافتًا منذ عودة قسم من الأهالي إلى المدينة، ساهم تدريجيًا في إعادة الحياة إلى شوارع المدينة ومرافقها العامة، وفق ما أكده علاء خطيب، رئيس مجلس مدينة كفرنبل في حديثه لسوريا 24.

إزالة أكثر من ألفي حمولة أنقاض وإعادة فتح الشوارع

منذ الأيام الأولى للتحرير، بدأت المرحلة الأولى بمساعدة مديرية الخدمات في أريحا بفتح الطرقات بشكل أولي، بتعاون مع فرق الدفاع المدني أيضًا، لاحقًا قامت منظمة “بناء” بورشات عمل لرفع الأنقاض التي كانت تسد الطرقات وتمنع حركة المدنيين بإشراف وتنسيق مع مجلس المدينة، حيث تم ترحيل أكثر من ألفي قلاب من الأنقاض من الشوارع الرئيسية والفرعية، ما جعل المدينة “قابلة للحياة مجددًا”، كما يقول الخطيب. ومع هذا العمل، استعادت الطرقات الرئيسية والفرعية انسيابيتها وعادت الحركة بشكل طبيعي داخل معظم الأحياء.

صيانة شبكة الصرف الصحي وإغلاق الفتحات المسروقة

وفي خطوة لتحسين الواقع الخدمي، أجرت ورشات الصيانة عمليات واسعة لإصلاح شبكة الصرف الصحي، شملت تغطية أغلب الفتحات التي كانت مسروقة وإصلاح الخطوط المغلقة والمتضررة، ما أسهم في الحد من الأعطال التي كانت تتسبب في انسداد الطرقات وارتفاع منسوب المياه الملوثة في بعض المناطق.

نقطة طبية مجانية… وعودة المدارس للحياة

ومع بداية الاستقرار، أُسست في كفرنبل نقطة طبية خيرية بجهود شعبية، تستقبل الحالات الإسعافية وتقدم الأدوية المجانية، بما فيها أدوية الأمراض المزمنة، وهي خدمة كانت شبه مفقودة خلال سنوات النزوح والقصف.

أما في قطاع التعليم، فقد شهدت المدينة واحدة من أسرع عمليات التعافي، إذ تم تفعيل أول مدرسة بعد شهور قليلة من التحرير، واستقبلت حينها نحو 250 طالبًا أكملوا الفصل الثاني من العام الدراسي الماضي. ومع بداية العام الحالي، تم تفعيل خمس مدارس جديدة بعد ترميمها بجهود الأهالي والمتبرعين، وهي تستوعب اليوم طلابًا من الصف الأول حتى مرحلة البكالوريا من الذكور والإناث.

عودة السكان وترميم المنازل

ويشير علاء خطيب إلى أن نسبة العائلات العائدة تجاوزت 20% من إجمالي سكان المدينة، مع توقعات بازدياد النسبة تدريجيًا مع تحسن الخدمات. كما تم ترميم نحو 300 منزل بدعم من منظمات إنسانية، إلى جانب عدد كبير من المنازل التي أعاد أصحابها إعمارها بجهودهم الخاصة، ما ساهم في توسع رقعة السكن المأهول داخل المدينة.

إنارة شوارع وتفعيل المرافق الإدارية

ومن ضمن خطوات تعزيز الأمن والخدمات، تم تفعيل مخفر الشرطة وإدارة الناحية، إضافة إلى تركيب وحدات إنارة تعمل بالطاقة الشمسية في الشوارع الرئيسية، مما ساعد على تحسين الحركة ليلًا وتقليل الحوادث والأخطار الأمنية.

تقييم شامل للبنية التحتية وخطط للتعاون الدولي

يقول الخطيب إن المجلس المحلي أطلق ورشة تقييم واسعة للبنية التحتية، نفذها فريق هندسي تطوعي ضم مهندسين واختصاصيين، وشملت دراسة حاجات الطرق وشبكات الصرف الصحي والمياه والمدارس والمباني العامة. وتم إعداد ملفات كاملة لهذه الاحتياجات والتواصل مع عدة منظمات وجهات داعمة من أجل إعادة تأهيل المرافق العامة.

ويؤكد أن هناك خطة تعاون فعالة مع عدد من المنظمات الدولية، مع انفتاح المجلس على أي جهود جديدة تساهم في إعادة إعمار المدينة وتحسين استقرار السكان.

تُعد مدينة كفرنبل من أبرز مدن ريف إدلب الجنوبي، واشتهرت خلال سنوات الثورة بصوتها المدني ورسوماتها ولافتاتها التي تجاوز صداها حدود سوريا. لكن المدينة دفعت ثمن هذا الحضور باهظًا، إذ تعرضت لقصف مكثف وحملات تدمير ممنهجة أدت إلى تهجير معظم سكانها وتخريب جزء كبير من بناها التحتية، من مدارس ومنازل وشبكات خدمية. ومع تحولها إلى مدينة شبه خالية وخروج مؤسساتها عن الخدمة، أصبحت كفرنبل واحدة من أكثر المدن تضررًا قبل أن تعود الحياة إليها تدريجيًا بعد التحرير.

 

مقالات ذات صلة