طرطوس: احتفالات واسعة تعيد سؤال السلم الاهلي إلى الواجهة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

خرجت مدينة طرطوس امس الاثنين في تظاهرات واسعة للاحتفال بالذكرى السنوية الاولى لتحرير سوريا من النظام السابق، حيث احتشد الالاف على الكورنيش البحري المواجه لجزيرة ارواد، في تجمعات غلب عليها الطابع الاحتفالي وروح المشاركة الجماعية.

ورغم الاجواء المناخية غير المستقرة بدت المدينة في حالة حراك اجتماعي لافت اعاد احياء النقاش حول شكل التكاتف الاهلي واستقراره في المدينة الساحلية.

السلم الاهلي في واجهة المشهد

مثلت مظاهر الاحتفال مناسبة لقياس درجة الانسجام الاجتماعي بين مكونات طرطوس وسط تباين في القراءات حول طبيعة العلاقات بين ابناء المدينة والريف.

بحسب بشار الزعبي وهو من ابناء الطائفة العلوية فإن العلاقات داخل النسيج الاجتماعي في طرطوس تقوم على انسجام تام واندماج لا تظهر فيه الاختلافات اي اثر.

وأكد في حديث لمنصة سوريا 24 ان “اهل المدينة يعيشون حالة انصهار اجتماعي طبيعي سواء في المناسبات الوطنية او في الحياة اليومية”.

حساسية الريف وتخوف من المبالغة في الاحتفالات

وجهة نظر اخرى برزت من عدد من ابناء الطائفة السنية الذين رأوا في حديث لمنصة سوريا 24 ان جزءاً من سكان الريف تعاطى مع الاحتفالات بقدر من الجفاء والتحفظ معتبرين ان “ما شهدته المدينة قد يبدو مبالغاً فيه للبعض” وفق وصفهم.

ويرى اصحاب هذا الراي ان فئات من الريف تعيش حالة تذبذب اجتماعي تتأثر بسرعة بما ينشر على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وانستغرام وواتساب ما يجعل مواقفها اكثر حساسية تجاه الاحداث العامة.

لكن في المقابل جاءت بعض المسيرات التي خرجت في عدد من القرى لتقدم صورة مغايرة اذ اظهرت مشاركة واسعة تدحض وفق مراقبين فكرة التباعد وتعيد التأكيد على وجود تماسك واضح في المجتمع الساحلي عند اللحظات المفصلية.

وحدة متجددة

وقدم المهندس هيثم سمعان ضيعة من ابناء الطائفة المسيحية في حديث لمنصة سوريا 24 رؤية مختلفة مؤكداً ان مشهد الاحتفالات في طرطوس كان “تعبيراً حياً عن الوحدة الوطنية بطريقة راقية”.

وأضاف ان المحتفلين من مختلف الخلفيات “تجمعوا بفرح واحد يعانقون بعضهم بعضاً ككتلة موحدة من البهجة والامل بمستقبل افضل لسوريا”.

وأشار سمعان إلى ان كلمة الرئيس الشرع في المناسبة “كانت مركزة وتعكس الواقع الذي عاشته البلاد وتحمل في الوقت ذاته بذور امل لمرحلة جديدة” معتبراً ان اليوم “هو لجميع السوريين دون استثناء” ويمثل صفحة جديدة قائمة على التفاؤل والشعور بالمشترك الوطني.

مؤشرات تكاتف واضحة رغم الهواجس

وتكشف مشاهد طرطوس في ذكرى التحرير عن مزيج من التفاعل الشعبي العابر للهويات يقابله استمرار بقاء حساسيات اجتماعية في بعض المناطق الريفية.

ومع ذلك فإن المشاركة الواسعة في الفعاليات واندماج مختلف المكونات في الاحتفالات تعكس توجهاً عاماً نحو تعزيز السلم الاهلي وتثبيت حالة التماسك في المدينة حسب عدد من سكان المدينة.

ورغم التباينات في التفسير فإن الصورة الاوسع تشير إلى ان طرطوس في هذه المناسبة قدمت نموذجاً لحضور اجتماعي جامع يعيد التأكيد على امكان بناء مناخ مستقر يعاد من خلاله ترميم الثقة بين مختلف ابناء المجتمع السوري.

مقالات ذات صلة