بثّت وزارة العدل السورية عبر معرّفاتها الرسمية اعترافات المدعى عليه وسيم بديع الأسد، تمهيدًا لمحاكمته، بعد أن أصدر قاضي التحقيق المختص قرارًا بإحالته إلى قاضي الإحالة، وذلك في إطار مسار العدالة الانتقالية، بما يكرّس مبدأ الشفافية والمحاسبة القضائية وترسيخ سيادة القانون.
كشفت الاعترافات عن دور وسيم الأسد المباشر في تشكيل مجموعة قتالية مؤلفة من ثلاثين عنصرًا لصالح الفرقة الرابعة، بناءً على طلب من العميد غياث دلة عام 2012.
وأوضح الأسد خلال الاستجواب أنه تولّى تنسيق عملية التشكيل شخصيًا عبر تواصله مع شخص يُدعى فراس زعرور، الذي أشرف على جمع العناصر وتجنيدهم ضمن ما سُمّي آنذاك “قوات رديفة”، مكلفة بحماية الحواجز في منطقة المليحة بريف دمشق، وذلك بالتنسيق مع كل من فراس زعرور وجمال الحسن، اللذين تولّيا القيادة الميدانية لتلك المجموعات.
ورغم إقراره الكامل بعملية التشكيل، حاول وسيم الأسد نفي صلته بالتمويل أو الإشراف العسكري المباشر، مؤكدًا أن دوره اقتصر على “تسهيل التواصل” بين العناصر والفرقة الرابعة، مشيرًا إلى أن التمويل والتسليح كانا بإشراف العميد غياث دلة والمقدّم محمد علي، اللذين نظّما عملية تسليح ونقل المقاتلين إلى المليحة، وفق قوله.
وخلال الجلسة، واجهه القاضي بعبارة حازمة: “لا تتظاهر بالبراءة يا وسيم، أرشيفك لدينا، والإنكار ضدك”.
وبيّن وسيم الأسد أنه كان يعمل آنذاك في تجارة السيارات وتأجيرها، مؤكدًا أن ما قدّمه للمجموعة اقتصر على بعض المساعدات اللوجستية والطعام ومبالغ مالية بسيطة، دون أي تورط مباشر في العمل العسكري أو المالي. كما أدى اليمين أكثر من مرة على المصحف الشريف، نافيًا أي علاقة له بالتسليح أو التمويل، موضحًا أن التشكيل تم بطلب رسمي من العميد غياث دلة عقب اشتباك بين عناصر الفرقة الرابعة وقيادة الدفاع الوطني في المليحة، واصفًا دوره بـ”التنسيق المؤقت”.
واعترف الأسد أيضًا بأن عناصر من مجموعته تورّطوا في قتل عنصر من قوات النظام، بعد أن رفضوا التوقف على أحد الحواجز في المليحة، إثر الاشتباه بالسيارة التي كانوا يستقلّونها والمكتوب على لوحتها “سوريا الأسد”.
كما أقرّ بتدخله لدى مسؤولين في النظام وقادة عسكريين مقابل رشى مالية، من بينها ليرات ذهبية ومبالغ نقدية، في حين نفى وجود أي علاقة عمل تربطه بتاجر المخدرات اللبناني نوح زعيتر، موضحًا أن الصور التي جمعته به التُقطت بالصدفة، قائلاً إن “نصف الشعب السوري لديه صور معه”، بحسب تعبيره.
https://www.facebook.com/share/v/182E99B1wc/?mibextid=wwXIfr








