أعاد التسجيل المسرّب الذي جمع الرئيس المخلوع بشار الأسد بمستشارته السابقة لونا الشبل الحديثَ عن منشأة “مطعم واستراحة طيبة” في مدينة النبك بالقلمون، بعد ادعاء الشبل بأن أصحاب المنشأة “قاموا بتسميم جنود للنظام”.
ادعاء وصفته عائلة الحوز، المالكة للاستراحة، بأنه “باطل ومفبرك”، مؤكدين في حديث خاص لـ”سوريا 24” أن الهدف منه تبرير تدمير المنشأة وملاحقة أفراد العائلة بعد وقوفهم مع الثورة السورية.
محط أنظار الدولة… ومحاولات ابتزاز قبل الثورة
تأسست استراحة طيبة عام 1976، وتحولت مع الزمن إلى واحد من أبرز المشاريع السياحية في منطقة القلمون، ما جعلها، وفق رواية العائلة لـ”سوريا 24”، محطَّ أنظار مسؤولين في النظام قبل عام 2011، سواء بهدف الاستثمار أو الدخول في شراكات مالية غير مباشرة.
يقول خالد الحوز، ابن أحد شركاء ومالكي المطعم، في حديث خاص لـ”سوريا 24”: “كان هناك أطراف نافذة داخل النظام تريد التدخل في العمل أو الاستفادة منه، وأطراف أخرى حاولت الإضرار بالمشروع بشكل مباشر وغير مباشر”.
مع انطلاق الثورة… مشاركة شبان العائلة في مظاهرات النبك
مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، شارك معظم شباب عائلة الحوز في المظاهرات السلمية بمدينة النبك، وخاصة خلال “جمعة أطفال الحرية”، التي كانت من أوائل الاحتجاجات في المنطقة.
يوضح خالد: “بدأت تصلنا رسائل تهديد من جهات في النظام: ماذا تريدون؟ لماذا تتظاهرون؟ لكننا اخترنا الوقوف مع الثورة ومع المظلومين، خاصة عندما بدأ قتل المدنيين بشكل مباشر”.
إغلاق تدريجي… ثم توقف كامل للنشاط
ومع توسع العمل المسلح في القلمون مطلع عام 2012، بدأ النظام بإغلاق الاستراحة بشكل متكرر، قبل أن يفرض إغلاقها نهائيًا مطلع العام نفسه، في وقت انخرط فيه أفراد العائلة بالعمل الثوري والمجالس المحلية.
قصف مباشر… وتدمير متكرر
تعرّضت المنشأة خلال عام 2012 لقصف متكرر من عدة جهات تابعة للنظام، بينها الأمن العسكري في النبك، ما أدى إلى تدمير طوابقها تباعًا.
وتروي العائلة: “كانت الأحداث تتسارع، واندلعت معارك كبيرة في القلمون والنبك، فيما بقيت معظم عائلات الحوز داخل المدينة حتى نهاية 2013”.
شهداء ومعتقلون… ودفع الثمن دمًا
في أواخر 2013، استشهد الشاب نزيه الحوز وعبدو الحوز خلال المعارك الأخيرة في مدينة النبك. وبعد سيطرة قوات النظام على المدينة، حوصِر اثنان من أبناء العائلة ثم اعتُقلا: هشام يوسف الحوز – قُتل تحت التعذيب في المعتقل، وإحسان يوسف الحوز.
ويؤكد سعد الحوز، نجل هشام وأحد مؤسسي مطعم واستراحة طيبة، لـ”سوريا 24” أن والده اعتُقل عام 2013، وتمت تصفيته في 2015، لكن العائلة لم تتأكد من الخبر إلا عام 2019 بعد خمس سنوات من البحث.
اتهامات لونا الشبل… واستغراب العائلة: من اتهم أطفال الغوطة لن يستغرب أن يتهمنا
وفي ردهم على التسريب الأخير، يقول سعد: “هذا الاتهام باطل، ولو كان صحيحًا لكنا حوكمنا علنًا. من اتهم أطفال الغوطة بأنهم إرهابيون، واعتبر ضحايا مجزرة الحولة إرهابيين، لن يكون غريبًا عليه أن يختلق روايات عنّا. لا نستغرب إجرام هذا النظام”.
تفجير الأساسات بالديناميت… ومسح المنشأة بالكامل
تكشف العائلة عن تفاصيل تُنشر للمرة الأولى، حيث دخلت فرق مختصة تابعة للنظام إلى موقع المنشأة عام 2015 وقامت بتفجيرها بالكامل، حتى مستوى الأساسات.
يقول سعد: “كان عملًا انتقاميًا واضحًا. بقيت الأنقاض في مكانها لعام ونصف، ثم جاءت جهة مجهولة ونظّفت الموقع، وأصبح ساحة خالية وفق ما رواه الأهالي. لم نكن داخل البلد حينها، لكن ما نعرفه أن الأرض تم ترصيصها فوق الآلات وكل ما تبقى من تجهيزات الاستراحة”.
تكشف شهادة عائلة الحوز جانبًا من قصة منشأة اقتصادية كبيرة جرى تدميرها بالكامل، ليس بفعل الحرب وحدها، بل نتيجة موقع أصحابها من الثورة، في وقت يعيد فيه تسريب صوتي بعد أكثر من عشر سنوات فتح ملفٍّ لا يزال مؤلمًا لأصحاب المشروع ولأهالي مدينة النبك.









