يتفاقم انتشار النفايات في سوق يعرب الشعبي غرب مدينة الرقة بصورة مقلقة، الأمر الذي يثير غضب الأهالي في القرى والمناطق القريبة. فقد تحوّل الموقع في الآونة الأخيرة إلى نقطة تجمّع كبيرة للأوساخ، خاصة أكياس النايلون والمخلّفات التي تنتشر داخل السوق وتمتد إلى الحقول الزراعية المجاورة، مسببة أضرارًا واضحة على البيئة وجودة المحاصيل وصحة الأهالي.
ويُعدّ السوق من أكثر المراكز التجارية نشاطًا في المدينة، إذ يقصده يوميًا عدد كبير من الباعة والمتسوقين. غير أن الحركة الكثيفة لا ترافقها خدمات تنظيف كافية أو آليات فعالة لجمع القمامة بشكل منتظم، ما يؤدي إلى تراكم النفايات وانتشارها بفعل الرياح في الأراضي الزراعية القريبة، حيث تتشبث بالمزروعات وتلحق بها أضرارًا مباشرة.
وقال مروان العلي من قرية يعرب، في تصريح لـ”سوريا 24”: “الوضع لم يعد مقبولًا. أكياس البلاستيك والروائح الكريهة تنتشر في كل مكان، ووصلت تأثيراتها إلى داخل منازلنا. نطالب البلدية بالتدخل السريع وتنظيم حملة تنظيف حقيقية لأن الواقع الحالي يرهق الأهالي.”
من جهته، أوضح البائع سامر لـ”سوريا 24”: “هناك بالفعل من لا يلتزم بالنظافة، لكن غياب التنظيف الدوري يضاعف المشكلة. نحاول قدر الإمكان الحفاظ على المكان، إلا أن غياب المتابعة من البلدية يجعل الأمر صعبًا.”
أما المزارعون، فهم أكثر المتضررين من هذه النفايات. إذ قال أحمد، وهو مزارع في الأراضي المجاورة، لـ”سوريا 24”: “الأكياس البلاستيكية تخنق النباتات وتتلف أجزاء من المزروعات، وهذا ينعكس مباشرة على إنتاج الموسم الزراعي. نحن بحاجة إلى حلول جذرية توقف هذا الضرر المستمر.”
ويؤكد الأهالي أن الحل يكمن في تعاون فعلي بين الجهات المختصة والمجتمع المحلي، وذلك عبر توفير حاويات للقمامة في أماكن مناسبة، وتنظيم حملات تنظيف منتظمة، وزيادة التوعية بأهمية الالتزام بالنظافة، إضافة إلى فرض عقوبات على المخالفين لضمان عدم تكرار المشكلة.
ومع استمرار تردي النظافة في السوق، يأمل الأهالي أن تتحرك البلدية بشكل عاجل لإعادة ترتيب السوق وتنظيمه وتحسين وضعه البيئي، بما يضمن حماية صحة المجتمع والحفاظ على استدامة الإنتاج الزراعي في المنطقة.









