Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

روسيا وخطة الثلاثين يوماً في غوطة دمشق

جنود روس في سوريا

فعلاً هي واحدة من المفاجآت الكبرى في تاريخ الثورة السورية التي تتخلى فيه موسكو عن الفيتو ضد إقرار هدنة في سوريا، لا سيما أنها “أي الهدنة” تأتي في الوقت الذي تحاول فيه القوات الروسية فرض سيطرتها على الغوطة الشرقية التي تعتبر أكثر مناطق المعارضة أهمية من الناحية الاستراتيجية، ما يدفع باتجاه البحث في ما قد تخبئه هدنة الثلاثين يوماً للغوطة.

مبدئياً لا يمكن اعتبار موافقة روسيا على الهدنة تعني تخليها عن هدف السيطرة على الغوطة، وإنما الأقرب إلى كونها محاولة من موسكو لتهيئة الظروف لتسوية دولية تسمح بتكرار سيناريو حلب الشرقية في الغوطة، عبر دخول القوات الروسية إلى الغوطة من خلال اتفاقات مصالحة وليس بعملية عسكرية قد تكلف القوات المهاجمة خسائر كبيرة غالباً لن يكون النظام قادراً على تحملها، خاصةً في حال ساهمت الولايات المتحدة بفتح جبهات أخرى من قبل فصائل المعارضة لاسيما في درعا والقنيطرة، الأمر الذي سيشكل خطر كبير على النظام وأركانه في دمشق.

مبدئياً لا يمكن اعتبار موافقة روسيا على الهدنة تعني تخليها عن هدف السيطرة على الغوطة، وإنما الأقرب إلى كونها محاولة من موسكو لتهيئة الظروف لتسوية دولية تسمح بتكرار سيناريو حلب الشرقية في الغوطة، عبر دخول القوات الروسية إلى الغوطة من خلال اتفاقات مصالحة وليس بعملية عسكرية قد تكلف القوات المهاجمة خسائر كبيرة غالباً لن يكون النظام قادراً على تحملها، خاصةً في حال ساهمت الولايات المتحدة بفتح جبهات أخرى من قبل فصائل المعارضة لاسيما في درعا والقنيطرة، الأمر الذي سيشكل خطر كبير على النظام وأركانه في دمشق.

ما يدعم الفرضية السابقة يكمن في الفروقات الجغرافية واللوجستية وحتى القوة العسكرية بين فصائل حلب الشرقية التي لم يكن فيها أكثر من بضعة مئات من عناصر المعارضة وبين الغوطة الشرقية، التي تضم آلاف المقاتلين خاصة فصيلي فيلق الرحمن وجيش الإسلام الذين يمتلكان قوة تسليحية كبيرة قادرة على استهداف دمشق بشكل مباشر، الأمر الذي يشكل قلق كبير بالنسبة للروس في حال اندلاع عمليات عسكرية مفتوحة بين الطرفين.

من جهة أخرى، لابد من الإشارة إلى أهمية قلق موسكو من وجود فخ أمريكي لاستدراجها باتجاه حرب استنزاف مع فصائل الغوطة فيما لو حاولت دخولها دون اتفاق مسبق واشنطن، وبالتالي احتمالية أن تجد قوات موسكو نفسها أمام سيناريو كابول بدلا من سيناريو حلب الشرقية، لتتورط “روسيا” بحرب كانت تحاول تجنبها منذ بداية دخولها المباشر على خط الأحداث قبل حوالي العامين ونصف، خاصةً مع إمكانية وجود صواريخ مضادة للدروع والدبابات لدى فصائل الغوطة.

باختصار، أمام هذه المعطيات يمكن القول بأن روسيا تسعى من خلال الهدنة لتحقيق شيئين أساسين أولهما محاولة تجنب الانزلاق في مستنقع قد يكلفها غالياً، وثانيهما محاولة التوصل لاتفاق خلف الكواليس مع واشنطن يمكنها من الدخول للغوطة دون قتال وهو ما يبدو بعيداً، على اعتبار أن أهمية الغوطة الاستراتيجية تمنع واشنطن من السماح بفقدان المعارضة للسيطرة عليها باتفاقات مبدأية وإنما بإمكانية التوصل لاتفاقات أكثر عمقاً وشمولية للأزمة السورية.