Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

حملة هدم عشوائية يقودها النظام في حي النيرب بحلب.. ما علاقة إيران؟

خاص – SY24

يتعرض حي “باب النيرب” أحد الأحياء العريقة والقديمة شرقي مدينة حلب، لحملة هدم تنفذها حكومة النظام السوري بحق عدد من الأبنية بحجة قمع المخالفات العشوائية.

ومنذ مطلع شهر أيار/مايو الجاري، يعمل “مجلس مدينة حلب” التابع للنظام السوري على هدم “مخالفات البناء” داخل “باب النيرب”، مؤكدا أن الحملة ستبقى مستمرة لتطال كل المخالفات في جميع الأحياء الشعبية داخل مدينة حلب.

ورأى مراقبون أن حكومة النظام تعمل على الهدم فقط وتتجاهل مطالب المدنيين بضرورة ترميم وإصلاح الأبنية المتضررة، مؤكدين في الوقت ذاته أن لإيران يد في تلك الحملة التي تأتي بحجة قمع المخالفات.

وفي هذا الصدد قال الباحث التاريخي “عمر الحسون” لـ SY24، إنه “من عادة النظام السوري أنه يهدف في كل قراراته إلى جني الأرباح حتى لو كان ذلك على حساب المواطن، وفي عام 2004 أصدر النظام قرارا بإزالة الأحياء العشوائية في بعض أحياء حلب، و قام بإحداث الجمعيات السكنية الشبابية، وقام عبر سماسرة له بإنشاء عشرات الجمعيات داخل مدينة حلب التي سحبت مليارات مئات الملايين من المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة دون أن يحصل أحدهم على شيء، إلا عدد من المجمعات البسيطة التي تم إنشاؤها على أعين الناس”.

وتابع أنه “في نفس العام زار رئيس الوزراء ومحافظ حلب هذه الأحياء، وبعد فترة من الزمن شاهد الناس رجال غربيين يتجولون في هذه المناطق التي لا يوجد فيها أي معلم سياحي، قال أحدهم وهو أمريكي إنهم شركة دراسات إنشائية مختصة في تخطيط المدن”.

وأضاف أنه “بعد أن أتم النظام السيطرة على مدينة حلب بدعم إيراني وروسي وتواطئ عالمي، بدأ النظام وميليشيات إيران بأعمال السرقة والتدمير الشامل بحجة إعادة الإعمار التي وعدت بها روسيا ورفضها المجتمع الدولي دون حل سياسي، فما إن يأس النظام و حلفائه من الأمر حتى قام بالضغط على المدنيين الذين عادوا إلى المدينة وإجبارهم على بيع ممتلكاتهم للإيرانيين في تلك الأحياء بما فيها حي باب النيرب ذو الغالبية العشائرية”.

وعبر شبيحتها من هذه العشائر والميليشيات التابعة له ولإيران، حسب “الحسون”، قامت إيران بشراء عدد كبير من البيوت بهدف إجراء عملية تغيير ديمغرافي كما فعلت في محيط دمشق، طامعة بوجود شيعي صفوي في المدنية السّنية، وخصوصا وأن حلب عبر التاريخ لم يكن لها أو بداخلها اي طابع شيعي، كما تهدف إيران من هذه العملية إلى الاستحواذ على عقود إعادة إعمار المدينة بهدف السيطرة على المدينة وتوطين ميليشياتها فيها”، بحسب الحسون.

ومن خلال ميليشيات “لواء الباقر” المدعومة من إيران، استخدم النظام الترهيب والإغراء ضد الضعفاء لإجبارهم على ترك منازلهم ولم يسمح لكثير من العوائل بالعودة الى هذا الحي الذي كان في الماضي والحاضر معظم سكانه من العرب السنة، والذي يعبر عن الوجه التاريخي لهذه المدينة، والذي يؤكد هويتها العربية الإسلامية ويحافظ على النمط المعماري الإسلامي في غالبية بنائه القديم، الذي لا زال الكثير من الحلبيين في هذا الحي يحتفظون بهذا الإرث التاريخي المعماري، حسب “الحسون”.

يشار إلى أنه في 7 كانون الأول/ديسمبر أعلنت قوات النظام والميليشيات المساندة لها وبدعم جوي روسي عن بسط سيطرتها على حي “باب النيرب” شرقي حلب بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة السورية.

وكانت عدة مصادر تحدثت عن تواجد ميليشيات “لواء الباقر” المدعومة من إيران وتضم في صفوفها عدد من أبناء “عشيرة البكارة” داخل “باب النيرب”، مشيرة إلى أن الحي يشهد بشكل متواصل اشتباكات بين ميليشيات موالية لإيران بهدف السيطرة وبسط النفوذ على مرأى ومسمع من قوات الأسد.