Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ما قصة مسرحية “الشمس تشرق من حلب” ولماذا تستغل إيران الثقافة والفن في سوريا؟

خاص - SY24

بدأت إيران وفي آخر صيحاتها التغلغل في المجتمع السوري من بوابة الفن والمسرح، لتكون البداية من مسرحية بدأ يتم الترويج لإعادة عرضها في مقام “السيدة زينب” بريف دمشق بعد عرضها في حلب، والتي تحمل عنوان “الشمس تشرق من حلب”، وتضم مجموعة من الفنانين الإيرانيين والسوريين، وتهدف لتخليد “ذكرى قادة المقاومة الشهداء”، حسب زعمهم.

ورغم أن المسرحية ليست بجديدة وتم عرضها سابقا في حلب، إلا أن مصادر عدة متطابقة أشارت إلى أن مخرجها الإيراني “كوروش زارعي” أدخل عليها تعديلات جديدة، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن تلك المسرحية تعرض تشويها للتاريخ بما يناسب الغزو الثقافي والفكر الإيراني.

وبدأ “مجمع الصراط الثقافي”، والذي يتخذ من منطقة “السيدة زينب” بريف دمشق مركزا له، والذي يعرف عن نفسه أنه مجمع ثقافي وديني يرجع تأسيسه لما قبل العام 2014، بالدعوة لحضور هذا العمل المسرحي، مشيرا إلى أن المسرحية من أداء نخبة من الممثلين السوريين ومن إخراج الفنان الإيراني المتميز (كوروش زارعي)، على حد وصفها.

وأشار “مجمع الصراط الثقافي” إلى أن العرض مستمر حتى 17 من تشرين الأول الجاري،في تمام الساعة الثامنة مساءً، وذلك في الكراج الجنوبي المحاذي لمقام “السيدة زينب” جنوب دمشق.

وذكرت مصادر إعلامية إيرانية، أن “المسرحية تم عرضها مطلع الشهر الجاري في مديرية ثقافة حلب، وتسرد قصة الراهب المسيحي الذي تشرف بزيارة رأس الشهيد الإمام الحسين، كما تتطرق المسرحية إلى مسير سبايا كربلاء”.

وادعت المصادر ذاتها، أن “المسرحية تهدف إلى إلقاء الضوء على جزء من تاريخ (آل بيت محمد صلى الله عليه وسلم)، تبيان مواقف رجالات الدين المسيحي وعقيدتهم التي تقوم على الرحمة والمودة والعون، ونبذ الشر والظلم والطائفية) في إطار معاصر إحياءً لذكرى قادة المقاومة ورجالها الشهداء”.

وتعليقا على ذلك قال المعارض الإيراني “علي رضا أسد زادة” لـSY24، إن “مكاتب خامنئي في سوريا لديها ميزانيات هائلة للصرف على الفن والثقافة في سوريا، وهذه المسرحية من ضمن مشروع النفوذ الإيراني في المجتمع السوري، من خلال التقارب الديني ومقام السيدة زينب كان ولايزال الذريعة الطائفية لحشد المرتزقة ومشاركتهم في قتل السوريين”.

وأوضح “أسد زادة”، أن “الفنان كورش زراعتي هو من ضمن الفنانين الحكوميين، ومدح زراعتي دور قاسم سليماني في سوريا كما ولديه علاقات وطيدة مع الباسيج (الحشد) في إيران”.

وأشار إلى أن “مكاتب خامنئي تنسق وتصرف هذه المبالغ في سوريا في وقت تمنع فيه الإذاعة والتلفاز الحكومي من نشر صوتا أسطورة الغناء الإيراني التقليدي الراحل محمد رضا شجريان في الأعوام الأخيرة، لسبب مخالفته سياسات الحكومة ومنعوا مشاركة محبيه في مراسيم تشيعه في مدينة مشهد قبل أسبوع”.

وأكد “أسد زادة” أن “النظام الإيراني يستغل الفن والثقافة لصالح مشاريعه التوسعية الإرهابية، سواء في الإعلانات والدعايات، أو في إرسال الفنانين الحكوميين إلى سوريا ولبنان والعراق، فيما يمنع الفنانين الإيرانيين الحقيقيين بمن فيهم إسطورة الغناء الإيراني من أبسط حقوقهم الاجتماعية داخل إيران”.

والإثنين، أعلنت طهران عن طرح كتاب جديد يوثق ذكريات المقتول “قاسم سليماني” المتزعم السابق لميليشيا “فيلق القدس”، والجرائم التي جسدتها الميليشيات الإيرانية بحق الشعب السوري، مشيرة إلى أن توثيق الجرائم داخل هذا الكتاب الذي حمل اسم “صباح الشام”، جاءت بأوامر من “سليماني” قبل مقتله.

وفي 18 أيلول الماضي، قالت مصادر خاصة لـSY24، إن “فريقا يتكون من إعلاميين إيرانيين وصل إلى دير الزور قادما من دمشق، لتصوير وثائقي خاص بقائد فيلق القدس الإيراني (قاسم سليماني)”، مشيرة إلى أنه “سينتقل بعد ذلك إلى مدينة حلب للتصوير فيها أيضا”.

يشار إلى أن إيران تحاول الاستحواذ على قطاع التعليم بحجة إعادة تأهيل وترميم المدارس والاهتمام أكثر بالمجال التربية، مؤكدة أن هدفها زرع المحبة بين الأبناء في المدارس، في خطوة رأى فيها مراقبون أنها تأتي استكمالا للمخططات الإيرانية في سوريا وهذه المرة من بوابة التعليم.

وفي 11 تشرين الأول الجاري، أفاد مصادر محلية خاصة من مدينة البوكمال شرقي دير الزور، أن الميليشيات الإيرانية تعمل على تغيير أسماء الشوارع ووضع تسميات خاصة معروفة بين صفوفها.

وفي 28 أيلول الماضي، أعلن المستشار العسكري للمرشد الأعلى لإيران ورئيس ميليشيا الحرس الثوري الإيراني سابقا، اللواء “يحيى رحيم صفوي”، أن التدخل الإيراني في سوريا لم يكن مجانيا.