Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

محكمة ألمانية تحكم على أحد ضباط النظام السوري بالسجن لسنوات

خاص - SY24

أصدرت المحكمة الإقليمية العليا لولاية راينلاند بفالز في مدينة كوبلنتز الألمانية، اليوم الأربعاء، قرارها بحقّ أحد الضباط التابعين للنظام السوري والذي يمثل أمامها كمتهم بارتكاب جرائم تعذيب بحق المعتقلين السوريين، والذي يدعى “إياد غريب”، بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف.

وأكد المحامي “أنور البني” رئيس المركز السوري للدراسات القانونية، تفاصيل القرار الصادر عن المحكمة الألمانية.

وقال “البني” في بيان اطلعت على نسخة منه منصة SY24، إنه “سبق أن تم توقيف المتهم إياد غريب منذ شباط 2019 ووجهت له تهمة التواطؤ وتسهيل ارتكاب جرائم تعذيب لأكثر من ثلاثين معتقل، بينما يواجه المتهم الثاني أنور رسلان الذي كان برتبة عميد يرأس قسم التحقيق في فرع الخطيب (فرع أمن الدولة 351) بدمشق – سورية، تهماً بتعذيب أكثر من أربعة آلاف معتقل والتسبب بموت 58 معتقل بسبب التعذيب بالإضافة لتهم أخرى تتعلق بالاغتصاب والعنف الجنسي”.

وأضاف أنه “بعد 58 جلسة استماع لشهود وخبراء وضحايا قررت المحكمة فصل قضية المتهمين، وإصدار الحكم اليوم في قضية إياد غريب مع الاستمرار بسماع شهود ومدعين بقضية أنور رسلان”.

وأعرب “البني” عن ترحيب المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية بشدة بهذا القرار، معتبرا أنه قرار تاريخي ونقطة مضيئة في تاريخ القضاء الألماني وتاريخ العدالة العالمية.

وأوضح “البني” قائلا إن “القرار تاريخي لأنه ولأول مرة يصدر قرار بحق مجرم ينتمي للنظام السوري وارتكب جرائمه منظومته الأمنية الممنهجة”.

وتابع “نعتبر هذا القرار وإن كان خاصاً بمتهم واحد لكن حيثيات قرار الاتهام ومطالبة النيابة العامة تطال نظام الجريمة المنظمة والممنهجة الذي يحكم سوريا بالحديد والنار والخوف والإرهاب، ذلك النظام المجرم بجميع أركانه وشخصياته كان حاضراً كمتهم بكل جلسات المحاكمة. في قرار الاتهام وفي شهادات الشهود والضحايا والخبراء كما كان حاضرا بتهديد الشهود وتهديد عائلاتهم في سوريا”.

وأكد “البني” أن “تجريم المتهم إياد والحكم عليه لم يكن بسبب قيامه بجريمة منفردة من تلقاء نفسه، بل بسبب كونه جزءاً من آلة جهنمية منظمة وممنهجة وبأوامر عليا لاعتقال المدنيين السلميين وإخفائهم قسراً وتعذيبهم وقتلهم تحت التعذيب، وإخفاء جثثهم بمقابر جماعية وبطريقة مهينة جدا، وهذا المنهجية تخضع لسلسلة أوامر وقيادة تصل لرأس هرم الجريمة الممنهجة في سوريا مع كل أركانه. لذا فالحكم على إياد يعني الحكم على وإدانة كل هرم تلك الجريمة وبما فيه رأسه وأركانه”.

ولفت النظر إلى أن “الحكم على إياد هو رسالة لكل المجرمين الذين مازالوا يرتكبون أفظع الجرائم في سوريا، لتذكيرهم بأن زمن الإفلات من العقاب قد ولّى، ولا مكان آمن للفرار إليه، كما هو رسالة لكل المتواطئين الذين سهّلوا وساعدوا المجرمين على ارتكاب جرائمهم بأنكم لستم في مأمن من العقاب، ولن تجدوا عذراً يبرئكم من تبعات الجرائم التي سهلتم أو دعمتم أو حرضتم على ارتكابها”..

يشار إلى أنه في 23 نيسان/أبريل الماضي، بدأت في مدينة “كوبلنز” الألمانية أولى جلسات محاكمة “أنور رسلان” والضابط “إياد الغريب” المنشقين عن قوات أمن النظام السوري، بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية وأعمال تعذيب بحق المعتقلين في سجون النظام، ومن بين التهم الموجهة لـ “رسلان” مسؤوليته عن مقتل 58 شخصا وتعذيب 4 آلاف آخرين على الأقل في فرع الخطيب، وذلك في الفترة ما بين 29 نيسان/أبريل 2011 و7 أيلول/سبتمبر 2012.

وفي حزيران/يونيو الماضي، تقدم ناجون وناجيات من سجون النظام السوري، بشكوى جنائية إلى المدعي العام الاتحادي الألماني، وذلك ضد 9 من كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية السورية وعلى رأسهم “جميل الحسن”، بتهم العنف الجنسي وجرائم ضد الإنسانية.