Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

هل ستكون الأفلام الوثائقية ندّاً لتراكم التاريخ السوري؟!

ظهرت في السنة الأخيرة العديد من الأفلام الوثائقية لتثري التيار السينمائي المتعلّق بالثورة والذي حاكى الواقع ووثّق تاريخ ثورة شعبية

في ظلّ الوجع السوري المتصاعد واستمرار النزيف في الداخل تتعقّد الصورة وتتشابك بحيث يصعب على المراقب متابعة الحدث بدقّة، كما أن طول المدة والتراكم الزمني يسفر عن ضياع التاريخ الثوري واندثاره تحت السنين الطويلة وما تحمله من تشوّهات ناتجة عن التوغّل في العنف من قبل الأطراف المتصارعة على الأرض.

من هنا جاءت أهمية الأفلام التسجيلية الوثائقية وخاصة تلك التي طرقت أبواب الشعوب الغربية وتم عرضها في أكبر المدن الأوروبية والأميركية ليصل صوت السوري المكلوم والذي صار خافتاً بسبب تصاعد أصوات المدافع والرشاشات.

ظهرت في السنة الأخيرة العديد من الأفلام الوثائقية لتثري التيار السينمائي المتعلّق بالثورة والذي حاكى الواقع ووثّق تاريخ ثورة شعبية، ما زالت تصارع قوى العالم حتى يكتبها التاريخ ثورة انتصار على الديكتاتورية، فبرزت عدّة أفلام صنعها سوريون من رحم الألم بالتعاون مع أسماء كبيرة في عالم السينما العالمية حتى باتت تشارك في المهرجانات العالمية وتُظهر حقيقة ما يجري تحت السماء السوريّة.

وربّما من أبرز هذه الأعمال الفيلم السوري “آخر الرجال في حلب”، والذي حصل على ترشيح رسمي لجائزة “الأوسكار” في دورتها الـ 90 لعام 2018، ضمن فئة “أفضل فيلم وثائقي” التي تضم 15 فيلماً.

ويروي الفيلم حكاية مدنيين يعملون بالإنقاذ في ظروف مأساوية، ضمن فرق الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، ويسلط الضوء على الأعمال التي يقومون بها والمخاطر المختلفة التي يواجهونها خلال إنقاذهم أرواح السوريين.

فيلم “آخر الرجال في حلب” لم يكن الوحيد الذي وصل إلى العالمية، بل نال فيلم “عن الآباء والأبناء” جائزة لجنة التحكيم الكبرى لأفضل “وثائقي أجنبي” في مهرجان “ساندانس”، الفيلم من إخراج السوري “طلال ديركي” ويروي يوميات رب عائلة سوري يقاتل ضمن صفوف “جبهة النصرة” مسلطاً الضوء على العلاقة بين الوالد وأطفاله وسط أجواء الحرب، وينتهي الفيلم باكتشاف مخرجه أنه بدأ الفيلم مدفوعاً برغبته في التعرف على وطنه، ليؤكد في آخر مشهد على أن فيلمه جعله يكتشف وطناً جديداً ليس هو الوطن الذي يعرفه.

وهناك أيضاً الفيلم الوثائقي “صرخات من سوريا” الذي يتحدّث عن الثورة السورية، وإجرام النظام السوري بحق المدنيين وخاصة الأطفال والنساء، حيث يقدم الفيلم صوراً مرعبة لجثث رجال ونساء وأطفال تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب، وإحدى النساء “المحظوظات” التي لم تلق مصرعها في السجن، انفجرت بالبكاء أمام الكاميرا عندما تحدثت عن اغتصاب رجال وأطفال ونساء وحتى العجز منهن أمام أعينها وأمام عيون أهاليهم على يد عناصر مخابرات النظام السوري.

الفيلم من إخراج الأوكراني، “Evgeny Afineevsky” الذي رُشح فيلمه “شتاء مشتعل” “كفاح أوكرانيا من أجل الحرية” لأوسكار أفضل فيلم تسجيلي، ويفتتح يفكيني الفيلم بمشهد الطفل السوري، “ألان كردي”، الذي قذف البحر جثته على سواحل تركيا نهاية عام 2015، ومن هنا يعود إلى عام 2011 في مدينة درعا، حيث انبثقت شرارة الثورة السورية، بعد أن تم اعتقال بضعة أطفال بسبب كتابة شعارات تنادي بالحرية على حائط مدرستهم وإرجاعهم إلى أهاليهم جثث ممزقة من التعذيب.