Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الفساد يدفع الأطفال إلى نبش القمامة في الرقة!

خاص - SY24

يعاني السكان في مدينة الرقة التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية”، من تدني الوضع الاقتصادي العام، بسبب الارتفاع الكبير في أسعار معظم السلع الغذائية والتجارية، مقابل وصول معدلات البطالة إلى أعلى مستوياتها، بالإضافة إلى الانخفاض الكبير في رواتب الموظفين وأجور العمال في المؤسسات التابعة لـ “الإدارة الذاتية”.

وتعد الأزمات والظروف المعيشية القاسية، من الأسباب التي أجبرت الأهالي على إرسال أطفالهم إلى سوق العمل، لمساعدتهم في تأمين قوت يومهم.

وفي هذا السياق، قالت مصادر محلية، إن ما تعانيه الأسواق التجارية من شلل واضح في حركة البيع والشراء، نتيجة ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، اتجه عدد كبير من الأطفال مع ذويهم إلى البحث في حاويات القمامة المنتشرة في أحياء وأزقة المدينة عما يسد رمقهم ورمق عائلاتهم، في ظل وجود عدد كبير من المنظمات الإغاثية الدولية والمحلية العاملة في المدينة.

وقدرت المصادر عدد المنظمات الإغاثية الدولية والمحلية العاملة في مدينة الرقة، بأكثر من 30 منظمة، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من منظمات المجتمع المدني المهتمة بحقوق الطفل، والتي تحصل على تمويلها بشكل مباشر من الأمم المتحدة ومن بعض الدول المانحة، ناهيك عن وجود عدد كبير من المطابخ الخيرية والجمعيات الغير حكومية، والتي يمولها بعض التجار المحليين والمغتربين من أبناء مدينة الرقة في الخارج.

وأشارت المصادر ذاتها إلى عدم حصول المحتاجين من أبناء مدينة الرقة، والمهجرين القاطنين في المخيمات العشوائية المنتشرة في محيط المدينة على حصصهم الشهرية من المساعدات الاغاثية، والتي من المفروض أن تقوم هذه المنظمات بتوزيعها لهم بشكل دوري، نتيجة الفساد الكبير المستشري بين موظفي هذه المنظمات، الأمر الذي أجبر عدد كبير من المواطنين للبحث في القمامة وجمع ما يمكنهم الاستفادة منه من المواد القابلة للبيع في سوق المستعمل.

وقال المواطن “عمار السيد”، إنه “مسؤول عن عائلة مكونة من 6 أشخاص، اضطر للاعتماد على المساعدات الغذائية التي يحصل عليها من المنظمات الدولية، بسبب عدم قدرته على العمل، نتيجة إصابته بشظايا قذيفة أثناء العمليات العسكرية التي شهدتها المدينة في وقت سابق”.

وأفاد في حديث خاص مع منصة SY24، بأن “العاملين في المنظمات الإغاثية بمدينة الرقة، باتوا من أصحاب رؤوس الأموال في المدينة، جراء السرقات التي يقومون بها، في حين يعاني الأهالي من الفقر والعوز المدقع، مما دفع عدد كبير من الأطفال للبحث مع ذويهم عن الطعام والخبز في حاويات القمامة”.

وأضاف أن “هذه الظاهرة انتشرت مؤخراً حتى أنها أصبحت مهنة يعتمد عليها عدد كبير من العائلات في تأمين قوت يومهم، حيث يتم جمع البلاستيك والحديد والنحاس وغيرها من المواد القابلة لإعادة التدوير، من مراكز تجميع القمامة والحاويات المنتشرة في أحياء المدينة، بالإضافة إلى قيامهم بجمع الخبز اليابس الذي يباع كعلف للحيوانات”.

وحذرت بعض المصادر الطبية من انتشار ظاهرة جمع القمامة في مدينة الرقة، وذلك بعد ظهور عدة حالات إصابة بمرض “الفطر الأسود”، والذي ينتقل للإنسان بمجرد ملامسته للمواد التالفة والمتعفنة الموجودة في مراكز تجميع القمامة، وطالبت المواطنين العاملين بهذا المجال اتخاذ “إجراءات السلامة الخاصة من ارتداء القفازين، وقناع للوجه، والاغتسال بشكل مباشر بعد الانتهاء من العمل”.