Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

دستور من خاطرك مولانا الأمير

ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"

في حوار مع مجلة “تايم” الأمريكية استبعد ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” إزاحة بشار الأسد عن السلطة، معرباً عن أمله في ألا يصبح دمية بيد طهران! كما طالب من واشنطن إبقاء قواتها في سوريا لفترة متوسطة المدى لكبح نفوذ إيران.

ويبدو أن ابن سلمان بتصريحه هذا يعيش على كوكب آخر أو لم يعرف شيئاً عن ما يجري في سوريا منذ ثمانية أعوام، والتي كان فيها بشار الأسد مجرد تابع لإيران لا يستطيع أن يعزل ضابطاً أو ينقل مديراً عاماً أو يجري مقابلة إعلامية، دون موافقة حرسه الشخصي الذي عينه “قاسم سليماني” الإيراني، والآمر بأمر “الولي الفقيه” في طهران.

وربما أن أجهزة استخبارات الأمير السعودي لا تزوده بحقيقة أن ميليشيات إيران والحرس الثوري الإيراني متواجدة في كل المدن السورية وهي صاحبة القرار السياسي والعسكري، وهي التي تخطط للمعارك وقادتها يوجهون ويأمرون الجنود، لم يعرف السيد الأمير بأن قادة إيران هم شركاء في قتل وتهجير الشعب السوري، بعد تدمير منازله ومدنه وقراه، لإحداث التغيير الديمغرافي الذي يخدمها، حتى أنه لم يسمع عن انتشار الحسينيات والمقامات في كل مكان تحتله إيران.

لا يعرف الأمير الشاب بأن انتصار بشار الأسد على الشعب السوري، يعني أمراً واحداً وهو تفرغ ميليشيات إيران للسعودية وإحداث المشاكل داخل أراضيها، خصوصاً وأن أذرعها تحيط بالمملكة من كل الجهات، ولا يعرف أيضا بأن إيران قادرة على جعل حياة السعوديين جحيم مقيم، لما لا فالأخيرة عجزت في أن تقضي على مجموعة صغيرة تتبع لطهران تسمى جماعة الحوثي.

لا يعرف الأمير الشاب بأن انتصار بشار الأسد على الشعب السوري، يعني أمراً واحداً وهو تفرغ ميليشيات إيران للسعودية وإحداث المشاكل داخل أراضيها، خصوصاً وأن أذرعها تحيط بالمملكة من كل الجهات، ولا يعرف أيضا بأن إيران قادرة على جعل حياة السعوديين جحيم مقيم، لما لا فالأخيرة عجزت في أن تقضي على مجموعة صغيرة تتبع لطهران تسمى جماعة الحوثي.

 

أخطأت السعودية في عدم تقديمها الدعم الكافي للثورة السورية، كما أخطأت عندما حولت بوصلة اهتمامها نحو اليمن وترك الساحة الرئيسية في سوريا، فقطع يد إيران بسوريا يعني انحسارها داخل حدودها، كما أنها تعيد نفس الخطأ اليوم والمؤكد بأن نتائجه الكارثية ستعود على المملكة، بعد توجهها نحو العراق لتقديم الدعم بإعادة الأعمار وهذا سيعود بالنفع على ملالي طهران في مشروعهم التوسعي والذي يضع ضمن أهدافه السعودية وشبه الجزيرة العربية وكامل المنطقة العربية.

بن سلمان قال في أحد تصريحاته إن “النظام الإيراني القائم على ايديولوجية متطرفة، منصوص عليها في دستور ووصية الخميني، يهدف للسيطرة على مسلمي العالم الإسلامي. نحن الهدف الرئيسي للنظام الإيراني، وهو الوصول إلى قبلة المسلمين، ولن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل نعمل على أن تكون المعركة لديهم في إيران”.

كيف للأمير الشاب الذي شتت تركيز بلاده بأزمات داخلية ومع دول شقيقة، أن يبعد المعركة المقبلة مع إيران عن أراضيه، وهي القوية التي تحتل أربع دول عربية، كما أنها تعمل ليلاً نهاراً لإنجاز مشروعها التوسعي والفارسي في المنطقة، وبالإضافة أنها باتت تمطر المدن السعودية ومن بينها العاصمة الرياض بالصواريخ المتطورة وبعيدة المدى.

سيمضي الشعب السوري بثورته حتى يصل لأهدافه كاملة في الحرية والديمقراطية والعدالة، رغم تخلي العالم أجمع عنه، حتى ولو ساهم هذا العالم في إعادة إنتاج بشار الأسد ونظامه، والذي شاهد جميع الجرائم بالصوت والصورة دون حراك أو حتى توعد بحساب، فلو أن المجتمع الدولي يملك أدنى درجة من الأخلاق لما ترك بشار الأسد وميليشيات إيران تقتل بالسوريين دون حراك أو أفعال تلجم القتلة وتنقذ الشعب من يد سفاحيه.

منذ بداية الثورة السورية والشعب السوري يدرك بأنه سيواجه قوى الشر والإجرام وحيداً، ومضى بثورته سنوات طوال دون أية مساعدة حقيقية من أحد، وسيكمل طريقه إلى أن يصل إلى بر الأمان مهما تآمر عليه المتآمرون، فهو صاحب القضية وصاحب الحق والفاتورة الغالية الممهورة بدماء الشيوخ والنساء والأطفال، وعلى غيره ممن يسعى أن يبعد شبح إيران عن بلاده أن يعتمد قواه البشرية والعسكرية، لا أن يدفع مئات المليارات من أجل كسب ود واشنطن لتدافع عنه.