Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

محلات التداوي بالأعشاب تزاحم الصيدليات في سوريا

خاص - SY24

قصدت “سناء 33عام” مهجرة من غوطة دمشق، محل عطارة في سوق مدينة إدلب، لشراء عدة أعشاب مفيدة للإنجاب، حسب وصفة علاج “بالطب العربي” حصلت عليها من صديقتها، بعد عجز الطب والأدوية العقارية عن علاج حالتها.

تقول “سناء” في حديث خاص مع منصة SY24: “تعالجت أكثر من ثماني سنوات في عيادات الأطباء، وزرت أكثر من عشرة أطباء أنا وزوجي، ولكن بلا نتيجة، فكان طب الأعشاب خياري الأخير، بعد سماع حكايا وتجارب كثير من الأشخاص استفادوا على الأعشاب والعسل”.

يلجأ كثير من الأهالي والمرضى إلى التداوي بالأعشاب، إما بعد اليأس من تناول الأدوية دون فائدة، أو لقناعتهم بفائدة الأعشاب أو بسبب رخصها مقارنة بأسعار العقاقير الدوائية.

تختلف مسميات العلاج بالأعشاب، كالطب العربي، والطب البديل أو العلاج المكمل، كما سماه المعالج “بلال أبو محمود” وهو مختص بالعلاج الفيزيائي والأعشاب، خصص غرفة من منزله في مدينة إدلب لزيارة المرضى أو من يريد وصفة عشبية لعرض ما، يقول: “لا يمكن أن تكون الأعشاب بديلاً عن الطب والأدوية في الصيدليات، ولكنها قد تكون مكملة وداعمة له، وتزيد في مناعة الجسم، كالاعتماد على العسل والزنجبيل، وبعض الزهورات والأعشاب، لعلاج السعال ونزلات البرد فلها فوائد عدة لا يمكن نكرانها”.

 

ويضيف “أبو محمود” في حديث خاص، أن “أكثر الحالات التي يستقبلها في منزله، هم مرضى الكولون، وحالات تساقط الشعر، والثعلبة، ونضارة البشرة، والاكزيما، وفي الشتاء تكثر حالات التهاب الحلق والسعال والزكام”.

لا يتردد “أبو محمود” كما أخبرنا عن توجيه المريض إلى الصيدليات في حال كان مرضه يحتاج دواء ما، كمرضى الضغط والسكري وغيرهم.

باتت محلات العطارة وبيع الأعشاب مقصد كثيرين من الأهالي في الشمال السوري، يقول بعض من التقيناهم إن أسعار الأدوية في الصيدليات مرتفعة جداً، وأحياناً غير متوفرة، ما جعلهم يبحثون عن بديل كالتداوي بالأعشاب.

الحاج الستيني “أبو موفق” من سكان مدينة إدلب، يقول إنه “يحتفظ بصندوق في غرفته يحوي العديد من الزيوت الطبيعة المركبة لعلاج آلام المفاصل والديسك وأعشاب ورقية للسعال والتهاب الحلق لا يمكنه التخلي عنهم، وأسعارهم كلها لا تتجاوز ثمن علبة دواء واحدة من الصيدلية”.

في حين يرى الصيدلي “علاء”، أن الأعشاب سلاح ذو حدين قد تضر أكثر مما تنفع في حال تم تناول كميات كبيرة وغير مدروسة منه، كما أنها لا تغني أبداً عن العقاقير الدوائية.

وحذر الصيدلي “علاء” من الإفراط في تناول الأعشاب دون العودة إلى طبيب مختص وهذا غير موجود في منطقتنا، حيث قال: إن “أغلب العطارين يمارسون هذه المهنة نقلاً عن آبائهم، أو بالاستعانة ببعض الكتب القديمة والوصفات المشهورة، وليس عن دراسة متخصصة كما يجب أن تكون”.

 

في دمشق تكثر محلات العطارة في الأسواق وهناك سوق خاص مشهور يسمى “البزورية” لا يغيب عنه نوع عشبي أو صنف من الأدوية العشبية إلا وتجده هناك، تقصده الشابة “ندى” بشكل أسبوعي كمئات الزبائن، تشتري ما تحتاجه لصنع وصفاتها الخاصة بالجمال.

تقول “ندى”: إنها “ورثت خبرة لابأس بها من جدتي التي كانت خبيرة في طب بالأعشاب، ولكني اهتممت أكثر بجانب الجمال والعناية بالبشرة والشعر، حيث أحضّر مركبات من الزيوت الطبيعية لنضارة البشرة وتقوية الشعر، وعلاج حب الشباب والبثور وغيرها من الأمور التي تخص الجمال”.

حولت “ندى” وصفات جدتها واستعانت ببعض الكتب ومقاطع الفيديو لصنع عبوات خاصة بها، تبيعها لصديقاتها وأقاربها وزبائنها كما قالت، بعد أن كسبت ثقتهم، بفعالية مستحضراتها، وبذلك تأمن دخلاً جيداً نتيجة بيعها كميات وافرة من العبوات التي تصنعها حسب قولها.

يشار إلى أن التداوي بالأعشاب مهنة قديمة جدا، ولكنها تحافظ على وجودها إلى يومنا هذا، رغم تطور الطب ووجود المشافي ووفرة العقاقير الدوائية.