Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تحذيرات من فصل أطفال داعش عن أمهاتهم شرقي سوريا

خاص - SY24

مرّ أكثر من أربع سنوات، على احتجاز غالبية نساء التنظيم وأطفالهن في مخيمات الهول والروج شمال شرق الحسكة، حيث يقيم هناك حوالي 40 ألف طفل، في ظل عجز دولي عن إيجاد حل لهذه المشكلة.

وجهت منظمة “أنقذوا الطفولة” مؤخراً، توصيات للدول التي يقيم العديد من أطفالها ونسائها في المخيمات، بعدم فصل الأطفال عن أمهاتهم، مشيرة إلى ضرورة الحفاظ على الروابط الأسرية.

وتعقيباً على ذلك يقول “دجوار” أحد العاملين في مخيم الهول، في حديث خاص له مع منصة SY24: إنه “يعيش مئات الأطفال، أغلبهم من الفتيان الذين لم تتجاوز أعمارهم 12 عاماً في المخيم، نقوم بتسيير دوريات تفتيش يومية، بحسب الداتا المقيدة لدينا لإتمام إجراءات احتجازهم في السجون، ريثما يحين موعد ترحيلهم إلى مراكز إعادة التأهيل، المنشأة في مدينتي الحسكة والقامشلي”.

مضيفاً بأنه “ليس لدينا أي نية في تفريق الفتيان عن أمهاتهم، لكننا لا نرغب بإعادة إنشاء جيل جديد من أشبال الخلافة فغالبية الأمهات مازلن يحملن معتقدات التنظيم المتطرفة، التي ينقلنها لأبنائهن”.

وأشار إلى أن “الإدارة الذاتية تعتزم العمل إنشاء أكثر من 15 مركزاً تأهيلي خلال العام الجاري، فرغم أن الإمكانيات محدودة ولا تكفي، لكننا نعلم أن مكان الأطفال ليس في المعتقلات ولا في المخيمات، وأن هذا الوضع الشائك بحاجة إلى دعم دولي”.

أخفقت العديد من دول العالم في إعادة غالبية أطفالها العالقين في هذه المخيمات، وزادت نسبة العنف والإصابة بالأمراض، إضافة إلى تزايد شعورهن باليأس والعجز.

تقول” أم عبدالله”: “لم أعد أسمح لأطفالي بالخروج من الخيمة، بدأت أذكر نفسي بأعمارهن في كل صباح، خشية تفريقهم عني، أحاول جاهدة الآن في البحث عن وسيلة للخروج من المخيم بأقرب وقت، قبل أن يحين موعد أخذهم مني”.

تخشى “أم عبدالله”، أن يأخذوا أطفالها منها مثلما فعلوا مع جارتها “عائشة” التي أجهشت بالبكاء وهي تخبرنا بأنها فقدت ابنها عند خروجه للعب منذ 10 أيام، وحين سؤالها إدارة المخيم حول اختفائه أخبروها بأنه تجاوز 13 من عمره وتم احتجازه وترحيله من المخيم.

تتساءل قائلة: “ما هذا الظلم الذي تتعرض له؟!!. أي مكان في العالم يأخذ الأطفال من أمهاتهم دون إذن أو إنذار مسبق؟”.

يقر بعض المسؤولين في المنطقة بقسوة هذا التصرف، وهو تفريق العائلات في المخيم، لكنهم يقولون إنه “ليس لديهم خيار أفضل إذا لم يتم مساعدتهم حول الموضوع”.

وحول هذا السياق، يقول “محمد” البالغ من العمر 14 عاما، إنه “تم اقتيادي ومجموعة من الشباب من أمام المخبز في الساعة السادسة صباح، بعد أن تأكدوا من أعمارنا، اعتقدنا أنه تم اعتقالها، لكنهم جلبونا إلى مركز هوري لإعادة التأهيل”.

يكمل محمد حديثه لنا: “في بداية الأمر أحسست بالغربة، لم أكن أرغب بالابتعاد عن أمي وأخوتي بهذه الطريقة، لكنني وجدت حياة أفضل من الخيمة”.

يتحدث محمد عن مساحة صغيرة من الحرية تقابلها ممنوعات كثيرة، يقول: “يمنحوننا بعض الحرية، لكنهم يمنعوننا من الحديث في الأمور الشرعية والجهاد، يطلبون منا الحلاقة بشكل دائم، ولا يسمحون لنا بإدخال الملابس الشرعية، التي اعتدنا على لباسها خلال السنوات الماضية، ويمنعونا من إقامة صلاة الجماعة، وهذا أمر خارج عن عاداتنا”.

وفي ظروف مشابهة يقول “سفيان” وهو طفل يبلغ خمسة عشر عاماً: “رغم اهتمامهم بتعليمنا وتقديم غذاء جيد لنا، إلا أن المكان أشبه بالسجن، فمنذ احتجازنا لم نتمكن من لقاء أمهاتنا وأخواتنا، أخشى أن أسجن قبل رأيتهم، فنحن نسمع كثيراً بأنه سيتم احتجازنا حين بلوغنا الـ 18 عام”.

أطفال داعش الأجانب الذين يصلون سن البلوغ، يتم نقلهم إلى المراكز أو السجون بغية إبعادهم عن تأثير المتطرفات من زوجات مقاتلي داعش اللواتي يسعين  إلى تنشئة جيلٍ جديد يحمل أفكارهم القديمة.

وحول هذا الجانب تقول الناشطة “تولين”: إن “ثلث الأطفال الموجودين في هذه المراكز، محكوم عليهم بالسجن لفترة تتراوح بين ستة أشهر وسبع سنوات، لكننا نسعى إلى إعادة تأهيلهم رغم أن كثير من الفتية الأجانب لا يتجاوب معنا”.

وأضافت أن “المراكز خالية من الإنترنت والهواتف، حيث يخضع الأطفال لبرنامج يومي مكثف وصارم يشمل الكثير من الرياضة والنشاطات المختلفة، إضافة إلى المشاركة في ورش عمل حيث يتدربون على مهن مختلفة منها الحلاقة والخياطة، ودروساً تعليمية”.

يأوي مخيم الهول نحو 62 ألف من النساء والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً، حيث يمثلون في المجموع حوالي 65% من المتواجدين في المخيم.