Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الرقة.. ارتفاع كبير في معدلات البطالة بين الشباب

خاص - SY24

ما زالت مدينة الرقة تشهد ارتفاعاً كبيراً في معدلات البطالة بين الشباب، بالتزامن مع حالة الركود الاقتصادي التي تعيشها الأسواق وارتفاع أسعار معظم السلع الغذائية والتجارية فيها، وانخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي.

معدلات البطالة المرتفعة في مدينة الرقة وغياب فرص العمل دفع العديد من الشباب إلى تسجيل أسمائهم لدى “مكتب التشغيل” التابع لـ “لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل” في “الإدارة الذاتية”، وذلك بغرض الحصول على فرص عمل جيدة لهم، وملء الشواغر بالخبرات والاختصاصات المناسبة لها.

غير أن الفساد والمحسوبية لدى بعض موظفي “مكتب التشغيل” في مدينة الرقة أدى إلى حرمان شريحة واسعة من الشباب والفتيات من حقهم في التقدم للوظائف الشاغرة في المؤسسات والدوائر التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، وأيضاً في الشواغر الموجودة في المنظمات المحلية العاملة في المدينة.

مصادر خاصة ذكرت لمنصة SY24 قيام عدد من موظفي “مكتب التشغيل” التابع ل”مجلس الرقة المدني” بتوظيف أقاربهم ومعارفهم، الذين لا يملكون أي خبرة عملية أو شهادة جامعية، في الوظائف الشاغرة لدى مؤسسات “الإدارة الذاتية” أو في المنظمات العاملة في المدينة، على الرغم من وجود آلاف الشباب الجامعيين الذين ينتظرون دورهم منذ سنوات.

المصادر ذاتها أشارت إلى قيام بعض موظفي “مكتب التشغيل” بابتزاز الشباب والفتيات من أجل ترشيح أسمائهم للتقدم للوظائف الشاغرة في مؤسسات “الإدارة الذاتية”، حيث طلبوا منهم الحصول على نصف مرتبهم الشهري ولمدة عام في حال تم توظيفهم، ناهيك عن قيام هؤلاء الموظفين بتحصيل مبالغ مقطوعة من الشباب تصل إلى 2000 دولار أمريكي من أجل ترشيح أسمائهم للعمل في المنظمات المحلية العاملة في المدينة.

(ياسر العبدالله)، من أهالي حي “الكرامة” في مدينة الرقة وخريج جامعة الاقتصاد عام 2010، ذكر أنه “سجل اسمه في مكتب التشغيل منذ عام 2018 ولكنه إلى الآن لم يحصل على وظيفة ولم يتقدم دوره أبداً، على الرغم من قيام المكتب ترشيح عدد كبير من الأسماء التي سجلت بعده”، على حد قوله.

وقال في حديثه لمنصة SY24:” الفساد والمحسوبية في مكتب التشغيل بالرقة هي من سمات عمل هذا المكتب، الذي لم يقم إلى الآن بتوفير فرص عمل حقيقية للشباب، بل على العكس يعمل على ابتزازهم مالياً من أجل توظيفهم”.

وأوضح:” هناك موظفين يحصلون على الرشاوي نقداً قبل قيامهم بتقديم اسمك وحصولك على الوظيفة، وهناك آخرين يطلبون نصف مرتبك الشهري أو راتب شهرين من أجل ترشيح اسمك، وفي الحالتين نحن الذين نخسر وهم الذين يربحون”.

وأضاف: “بالنظر إلى موظفي المنظمات المحلية ومؤسسات الإدارة الذاتية ومديرياتها، ستجد أن غالبية الموظفين هم أقارب أو معارف، وذلك نتيجة المحسوبية في التوظيف وتفضيل الأقارب والمعارف على أصحاب الخبرات والكفاءات العاطلة عن العمل منذ سنوات”.

وشهد “مكتب التشغيل” التابع ل”لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل” في “الإدارة الذاتية” انخفاضاً كبيراً في عدد المتقدمين له لهذا العام مقارنةً بالأعوام السابقة، حيث بلغ عدد المسجلين في المكتب حوالي 2000 شاب وشابة تم توظيف مايقارب 350 شخص منهم، في حين بلغ عدد المسجلين في عام 2018 حوالي 11 ألف شخص، تم توظيف منهم مايقارب ال7000 شاب وشابة لدى مؤسسات ودوائر “الإدارة الذاتية” في المدينة.

فيما تشهد مدينة الرقة حركة هجرة ونزوح للشباب إلى خارج مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” شمال شرق سورية، وذلك بغرض البحث عن فرص عمل أفضل وتوفير حياة كريمة لهم و لعائلاتهم، في ظل الوضع الاقتصادي السيئ الذي تعاني منه مناطقهم، وعدم قيام “الإدارة الذاتية” بتوفير فرص عمل جيدة لهم.