Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الميليشيات تتلاعب بتاريخ مدينة ديرالزور!

خاص - SY24

تحاول الميليشيات الإيرانية التي تسيطر على أجزاء واسعة من مدينة ديرالزور والريف المحيط بها، استغلال جميع الفرص المتاحة لها من أجل نشر مشروعها الطائفي بين أهالي المنطقة، مستغلةً الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرون بها، وارتفاع مستويات الفقر والبطالة بين أبناء المدينة الخاضعة “شكلياً” لسيطرة قوات النظام السوري.

حيث عمدت الميليشيات الإيرانية على التقرب من شيوخ وأئمة المساجد في مدينة ديرالزور وكسب ودهم عن طريق إغرائهم بالمال والسلطة، وذلك مقابل مساعدتهم على نشر بعض القصص والروايات الكاذبة التي قد تساعد في نشر “الفكر الشيعي” بين أهالي المنطقة.

وذكرت مصادر محلية في مدينة ديرالزور، أن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني قامت بإعادة تأهيل عدد من القبور والأضرحة الموجودة في منطقة المقابر في الجبل المطل على المدينة، وذلك عن طريق طلائها باللون الأبيض ووضع رايات سوداء وخضراء فوقها كتب عليها شعارات طائفية مثل (يا حسين، ولبيك يا زينب)، ناهيك عن تعيين عدد من المنتسبين المحليين في “الميليشيا” كعناصر حماية لهذه المقابر.

وأضافت المصادر أن مليشيا الحرس الثوري الإيراني، وعبر أذرعها الدينية المتمثلة بـ “شيوخ وأئمة الجوامع المحسوبين عليها في المدينة”، نشرت إشاعات  مفادها “أن هذه القبور تعود لعدد من الجنود الذين كانوا يقاتلون بجانب سيدنا  علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في المعارك التي خاضها في المنطقة”، في محاولة منها تغيير تاريخ المدينة لصالح مشروعها الطائفي.

في الوقت الذي نفى فيه سكان مدينة ديرالزور أن تكون القبور التي قامت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بإعادة تأهيلها في منطقة المقابر تعود لجنود قاتلوا مع سيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وأكدوا أن هذه القبور والأضرحة تعود لبعض الشخصيات الدينية المعروفة في مدينة ديرالزور والذين لم يمضي على وفاتهم أكثر من 100 عام.

(ماهر التركي)، وهو خريج كلية التاريخ في جامعة الفرات بمدينة ديرالزور، ذكر أن “عمليات تغيير معالم وتاريخ المدينة من قبل الميلشيات الإيرانية تكررت خلال الأشهر الماضية، وذلك ضمن الخطة التي وضعتها هذه الميليشيات من أجل تغيير ديموغرافية المنطقة ونشر الفكر الشيعي بين الأهالي”.

وقال الشاب في حديث خاص لمنصة SY24، إنه “جرى خلال السنوات الثلاث الماضية تغيير أسماء عدد كبير من الشوارع والمساجد والمدارس في مدينة ديرالزور والمدن والبلدات التي تقع تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية، وذلك بهدف جعل الجيل الجديد يتأقلم مع هذه التغيرات وخصوصاً مع غياب معظم سكان المنطقة بسبب تهجيرهم من قبل قوات النظام السوري”.

وأوضح أنه “لن تستطيع هذه الميليشيات خداع أهالي المدينة عبر نشرها مثل هذه الاشاعات الكاذبة، لأن الجميع يعلم تاريخ المنطقة من أيام الحضارات القديمة  (الآشورية والكنعانية وغيرها من الحضارات) التي تعاقبت على المنطقة وإلى أيامنا هذه، ولهذا ستذهب جميع محاولاتهم أدراج الرياح”.

وأضاف أن “هناك عدد كبير من الأبواق المأجورة لهذه الميليشيات في المدينة من شيوخ وأئمة مساجد ومسؤولين يعملون جميعهم من أجل مساعدة إيران على تزوير الحقائق التاريخية ونشر الإشاعات الكاذبة في المنطقة، بغرض خدمة مشروعها الطائفي ونشر الفكر الشيعي بين أبناء محافظة ديرالزور”.

والجدير بالذكر أن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني عمدت على إنشاء عدد من “المؤسسات والجمعيات الخيرية” في جميع المدن والبلدات التي تسيطر عليها في منطقة غرب الفرات، وقامت بتوزيع مساعدات غذائية للأهالي مقابل قبولهم اعتناق المذهب الشيعي، مستغلةً الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرون بها.

ناهيك عن الدور الذي يلعبه المركز الثقافي الإيراني في نشر الفكر الشيعي بين الأطفال عن طريق تنظيمه عدد من الاحتفالات والمهرجانات وتقديمه جوائز وهدايا للأطفال في محاولة منه لنشر الفكر الشيعي بينهم، بالإضافة إلى قيام منظمة “كشافة المهدي” التابعة لميليشيا حزب الله اللبنانية بإخضاع عدد كبير من أطفال المدينة لدورات عسكرية ودينية مغلقة بهدف ضم هؤلاء الأطفال إلى صفوفها في المستقبل.