Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

“حفار القبور”.. شهادة صادمة عن مقابر الأسد الجماعية السرية 

خاص – SY24

سلّط الفيلم الوثائقي “حفار القبور”، الضوء على المقابر الجماعية السرية وغير السرية، والتي دفن فيها النظام السوري وقواته جثث المعتقلين السوريين الذين يفقدون حياتهم تحت التعذيب. 

 

واعتمد الفيلم الذي أنتجته قناة الجزيرة وبثته أمس الجمعة، في الكشف عن هذه المقابر وما يجري فيها من أحداث بأوامر من النظام السوري وقوات أمنه وميليشياته، على رواية الشاهد الرئيسي في المحاكم الألمانية بشأن سياسة النظام السوري في دفن وإخفاء جرائمه ضد الإنسانية، ويقدم معلومات صادمة وشهادات حصرية”. 

 

وكشف “حفار القبور”، عن “دفنه جثثًا كانت تأتيه من الفروع الأمنية التابعة للنظام السوري”، مبينًا أنه “قد بدأ عمله من مارس/آذار 2011 واستمر فيه حتى أكتوبر/تشرين الأول 2018، وأكد أن الجثث التي كانت تصله في بداية الأمر لم يكن يعرف أنها لأشخاص قضوا خلال التعذيب، بل كان يعتقد أنها لمجهولين ماتوا في الشوارع”. 

 

وتحدث “حفار القبور” في شهادته، عن “الجثث التي كانت تصل إليه بحالة متعفنة وعليها تشوهات، وهو ما كان يؤدي لتوقفه عن الأكل لمدة تصل إلى 3 أيام من فظاعة ما يراه، وبعد ذلك بمدة، بدأت تأتي أوراق مرفقة بالجثث من الفروع الأمنية التابعة للنظام، مؤكدا أنه دفن 8 من أصدقاء طفولته بعد أن قضوا في الفروع الأمنية”. 

ولفت إلى أنه “كان يتم وضع أرقام أو أحرف على الجثث دون وضع الاسم الكامل لها، كاشفا عن نقل حوالي 300 جثة من الباحة الخلفية لمستشفى حرستا عبر ثلاجات الموتى في كل عملية نقل”. 

 

وكشف الشاهد السري أيضًا عن “المقبرة التي كان يعملها فيها، واسمها مقبرة (نجه) وتبعد 44 كيلومترا عن دمشق، وكانت محاطة بسور يبلغ ارتفاعه 4 أمتار تقريبا، وكانت تحاط بالعسكر في كل مرة تأتي إليها الجثث، وتُحفر حفرة كبيرة تملأ بالجثث التي تدفن جماعيا، حتى امتلأت المقبرة بالكامل”. 

 

وتحدث الشاهد “حفار القبور”، عن بعض المقابر السرية الأخرى التي تقع في مقر الفرقة الرابعة على بعد 22 كيلومترا من العاصمة دمشق، بينما تقع المقبرة الثانية في مطار مرج السلطان العسكري وتبعد عن دمشق نحو 30 كيلومترا، مؤكدا في الوقت ذاته وجود مقبرة تسمى القطيفة، تبعد عن دمشق 50 كيلومترا، تم حفر خطوط فيها يتروح طولها بين 50 و100 متر، ويصل بعضها إلى أكثر من هذا، على عمق 6 أمتار، يتم رمي الجثث فيها. 

 

وتعقيبًا على ذلك قال الناشط السياسي “مصطفى النعيمي” المهتم بمتابعة انتهاكات النظام السوري وداعميه روسيا وإيران لمنصة SY24: ” أنا أرى أن النظام السوري ارتكب تلك المجازر ورفع وتيرة مستوى وحجمها وفقا لتقديره لارتدادات تلك الانتهاكات من قبل المجتمع الدولي”.

ورأى “النعيمي” أنه “مع عدم وجود أي رد من قبلهم اعتبر النظام بأنه بمثابة ضوء أخضر للاستمرار في تلك المجازر، لاسيما أنه وبعد كل تلك الصور التي سربها الضابط السوري (سيزر) والتي بموجبها تم إقرار بعقوبات أمريكية على النظام السوري، ومازال النظام السوري يرتكب المجازر بشتى أنواع الأسلحة التقليدي والكيميائي، وكذلك من خلال التصفيات في السجون، علما بأن من أهم مخرجات العقوبات التي فرضت على النظام السوري الإفراج عن المعتقلين، والتي لم تلقَ أي صدى في منظومة الاستبداد الأسدية” 

ومنتصف العام الماضي 2021، وحسب ما نشرت منصة SY24، كشف الائتلاف الوطني السوري عن وثائق ومستندات تم الاستحواذ عليها من مؤسسات النظام السوري الرسمية، والتي تفضح جرائم النظام وقواته المرتكبة بحق المتظاهرين والمعتقلين المعارضين له منذ اندلاع الثورة السورية، وعلى رأسها دفنهم في مقابر جماعية بعد ممارسة أشد أنواع التعذيب عليهم داخل المستشفيات التابعة له.  

وأشار الائتلاف إلى أن هذه المستندات الخاصة تُفسر آليات تورط المؤسسات المدنية مع العسكرية والأمنية بالاشتراك بالجريمة من خلال “الفحص الطبي، والدفن الجماعي”.  

وحسب الوثائق، فإن المتورطين في تنفيذ هذه الجرائم هم: “الأمن والجيش والشبيحة، مستشفيات وزارة الصحة، الطب الشرعي، المستشفيات العسكرية، القضاء، الإفتاء، العاملون في الدفن الجماعي، والمحافظ”.