Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

سوريون محرمون من التدفئة.. وارتفاع جنوني في أسعار المحروقات

خاص - SY24

لا وقود في مدافئ الأهالي في مناطق سيطرة النظام ولاسيما مدينة درعا، وريف دمشق وضواحيها، بعد تأخير في تسليم المواطنين مخصصاتهم من الدفعة الثانية من مادة المازوت، عبر البطاقة الذكية التابعة لشركة تكامل. 

مراسلنا في درعا رصد طوابير من عشرات المركبات والسيارات والدرجات النارية المصطفة بانتظار توفر المازوت للحصول عليه، بعد أن وصل سعر اللتر في السوق السوداء إلى خمسة آلاف ليرة سورية. 

وأظهر تسجيل مصور لمراسلنا خلو الشوارع في محافظة درعا من السيارات بسبب نفاذ مادة المازوت حتى المخصص للسيارات.

أما في ريف دمشق فالوضع يزداد سوءاً، حيث تنخفض الحرارة أكثر من المدن لاسيما في المناطق الجبلية كالقلمون، إذ تصل الحرارة إلى مادون الصفر.

يخبرنا أبو مصطفى من بلدة “حوش عرب” أنه بانتظار استلام الدفعة الثانية من المازوت والتي تأخرت كثيراً وهم بأمس الحاجة إلى الوقود في ظل المنخفض الجوي الحالي يقول لنا : “ارتفاع جنوني بأسعار وقود التدفئة إن كان حطباً أو مازوت، وأغلب الأهالي عاجزين عن شراء بيدون مازوت من السوق الحر حيث وصل سعرها إلى مئة ألف ليرة، وهي لاتكفي أسبوعاً واحداً”.

بينما أدى تأخر وصول رسائل شركة “تكامل” المسيطرة على مواد التدفئة والمواد الغذائية، إلى اضطرار كثير منهم شراء كميات قليلة من المادة لا تزيد عن اللترين من المازوت، حيث وصل سعر اللتر منه 5000 ليرة سورية حسب ما أفاد به مراسلنا.

وتنصلت وزارة النفط المسؤولة عن توزيع مخصصات الدفعة الثانية من مازوت التدفئة، وعللت البطء في ذلك إلى نقص التوريدات الكبير، حيث وصلت إلى نسبة 30% فقط للدفعة الثانية في دمشق، حسب ما تابعته منصة SY24. 

وأكدت مصادر محلية أن التأخير في التوزيع قد يستمر لبعد شهر نيسان، وتساءل مواطنون التقيناهم عن فائدة التوزيع بعد انتهاء فصل الشتاء حيث أن الناس بأمس الحاجة للتدفئة في ظل المنخفض الجوي الراهن وليس بعد أشهر.

وقالت السيدة “عفاف” مقيمة في منطقة مساكن برزة أن لديها أطفال يرتجفون من البرد، حيث لا كهرباء ولا مازوت يسعفهم في الأيام الباردة، تقول لنا: إنها “تقطع من مصروف الطعام والشراب لشراء لترين يومياً من المازوت، يصل سعرهم قرابة عشر آلاف ليرة في السوق الحر، ناهيك عن الحاجات الأخرى للمنزل”.

تخبرنا عفاف بالوقت الذي تستطيع هي شراء المازوت اولاً بأول، هناك عائلات لا تملك أي وسيلة للتدفئة في منزلها، وتجلس أطفالها تحت البطانيات للحصول على قليل من الدفء. 

حال السيدة عفاف يحاكي حال مئات الآلاف من المدنيين في معظم مناطق سيطرة النظام، الذين أبدوا استيائهم وغضبهم من إهمال الحكومة وعجزها عن تأمين أبسط مقومات العيش للمواطنين من مازوت وكهرباء ومواد غذائية، بالوقت الذي لا يكف المسؤولين عن مطالبتهم بمزيد من الصبر والصمود والتحدي.