Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

جهود تشاركية بين المهندس الزراعي والفلاح للنهوض بواقع الزراعة في الرقة

خاص - SY24

“إشراف المهندس الزراعي على مشكلات الأراضي الزراعية، تختلف عن وصف الفلاح لتلك المشكلات، نحن نكمل بعضنا البعض مهندساً وفلاحاً” هذا ما يقوله المهندس الزراعي “ابراهيم الجابر” في لقاء مع منصتنا لشرح طبيعة عمله وقصة نجاحه مع مزارعي الرقة.

يخبرنا “الجابر” عن اهتمامه بمزارعي قريته خصوصاً، و عن الدوافع التي جعلته يرافق الفلاحين منذ شروق الشمس إلى حقولهم، ليعاين الآفات الزراعية المختلفة، ويكون شاهداً على مختلف المشاكل الزراعية للعشرات منهم.

تخرج المهندس الزراعي “إبراهيم الجابر” 39 عام، ابن الريف الغربي لمدينة الرقة، من جامعته في عام 2008، بعد أن أكمل حبه لمهنة الزراعة منذ كان في الخامسة من عمره، باختصاص الهندسة ولعل مايميزه عن غيره من المهندسين أنه كان رفيقاً حقيقياً للمزارعين في حقولهم، متخذاً هذا الشعار عنواناً رئيسياً في مسيرته العملية.

يقول لنا عن ذلك: “يحتاج المزارعون لمراقبة حقيقية وعملية، خصوصاً بعد حالات الإصابة بآفات زراعية كثيرة وجديدة في مدينة الرقة، الأمر الذي دفعني لأكون رفيقاً لهم في كل الأوقات”.

إذ يرى “الجابر” أن مهنة الهندسة الزراعية لها أهمية كبيرة عن تمييزها عن الهندسات الأخرى في مدينة الرقة المعروفة باعتمادها على الزراعة كمورد رئيسي لمعيشة السكان، خاصةً أن أنواع كثيرة من البذور والمبيدات الجديدة قد دخلت للمدينة لم يكن لها سابق وجود، الأمر الذي يحتاج لمهندس زراعي مختص يكون عوناً للمزارعين لشرح كيفية مكافحة آفاتها و ريها وسقايتها.

وقد نال “الجابر” سمعة طيبة جداً في محيطه، ومن مزارعي الريف الغربي للمدينة، بعد النصائح الكثيرة التي قدّمها  ويقدمها بشكل يومي لهم، سواءً على أرض الواقع أو عبر الاتصال به، دون أن يأخذ أجرة عمله من أي فلاح، ويقدم استشاراته بشكل مجاني لأي شخص يطلب منه مساعدة وهذا مايزيد في شعوره بالسعادة، وهو إعانة الفلاحين في ظل الظروف المعيشية المتردية التي يعيشها كثير منهم. 

 يقول لنا “أرافق المزارعين بشكل يومي إلى حقولهم، أعاين زراعتهم، وأكشف على سقاية محاصيلهم، أعطيهم مواعيد الري، و مكافحة الآفات الزراعية بدقة تامة، وألتمس منهم اتباع ما أقول بشكل دائم”.

وقد استبشر الجابر خيراً بطرق الزراعة الحديثة وعلى رأسها البيوت البلاستيكية والأنفاق الزراعية التي بدأت تأخذ دوراً جيداً في الرقة وعلى رأسها زراعة بذور

 المحاصيل الصيفية في فصل الشتاء كالبندورة، والباذنجان وغيرها، ويتمنى أن تنتشر طرق الزراعة الحديثة كالري بالتنقيط والمرشات وغيرها من التي توفر المياه، وتحافظ على التربة من الملوحة.

كما أكد على وفرة الإنتاج الزراعي بشكل عام في الرقة في السنوات الأخيرة كمّاً ونوعاً، ابتداء من المحاصيل الأساسية كالقطن والقمح والشعير وانتهاءً بزراعة الأشجار المثمرة التي غطّت ثمارها المتنوعة هذا العام مدينة الرقة وتم تصدير قسم كبير منها إلى خارج المدينة، وصولاً إلى العراق، ومع ذلك كله يحتاج المزارع لدعم أكثر من ناحية الأسمدة الجيدة والبذور وغيرها ليبدع في عمله ومهنته التي ورثها عن أبيه وجده.

 

درجات الحرارة، الصقيع، الرياح  وغيرها من العوامل الجوية السائدة في المنطقة والتي تؤثر بشكل كبير على المحاصيل كلها يتم مراقبتها من قبل “الجابر” بشكل دقيق ليقدم نشرته الجوية الخاصة مستخدماً تطبيقات متنوعة على وسائل التواصل الاجتماعي مثل غرف  “الواتس أب” التي من خلالها يعطي نصائحه اليومية لكل نوع زراعي بشكل منفصل، ويعطيهم موعداً لانتظار نصائحه التي تساعدهم وترشدهم لاتخاذ التدابير اللازمة لكل ظرف جوي يحدث. 

إضافة لإبلاغهم عن كل وباء ممكن، كالتحذير من دودة القطن، وغيرها من الآفات التي تصيب الذرة الصفراء وبعض  المزروعات، وهناك بعض الخضروات التي تحتاج لعناية فائقة ومراقبة حثيثة من مهندس زراعي مختص يساعد “الجابر” المزارعين في مراقبتها.

عانى الفلاح كما يرى “الجابر” من نكسات كثيرة على مدى الأعوام المنصرمة متمثلة بغلاء المواد الأساسية  للزراعة على رأسها الأسمدة التي وصل سعر الكيس الواحد منها نحو 70 دولاراً، وكذلك المبيدات الحشرية والنباتية التي أضاف عدم جودتها على سعرها ثقلاً على كاهل الفلاح، إلا أن أسعار المحصولات الزراعية بشكل عام أصبحت جيدة ومرضية إلى حد ما.

وفي نهاية حديثه حذّر “الجابر” المزارعين عبر منصتنا من موجة الصقيع التي تشهدها مدينة الرقة والتي تؤثر من وجهة نظره على الخضروات بشكل خاص وخاصة تلك التي ماتزال ضمن البيوت البلاستيكية، كما وجّه بضرورة عدم رش محاصيل القمح في الوقت الحالي لأي مبيد كان حتى تنتهي هذه الموجة.

يرى الفلاحين الذين التقيناهم أن وجود مهندس زراعي بالمنطقة، يكسب الفلاح ثقة أكبر بعمله، ويعطيه دافعاً معنوياً بزراعة المحاصيل الجديدة وعلى الطرق الحديثة في ظل تخوف المزارعين من الخسارة حال فشلهم في الزراعة.