Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

كيف استغل “نواف البشير” أقربائه في عمليات التهريب شرقي سوريا؟

خاص - SY24

عاودت المعابر النهرية غير النظامية، والتي تصل مناطق النظام بمناطق سيطرة “قسد” بريف ديرالزور الغربي عملها مجدداً، وذلك بعد توقف استمر لعدة أشهر نتيجة خلافات داخلية بين الميليشيات الموالية لطهران وميليشيا الدفاع الوطني على عائدات هذه المعابر، ناهيك عن قيام قادة الأجهزة الامنية، وخصوصاً رئيس اللجنة الأمنية بديرالزور اللواء جمال محمود يونس، بطلب مبالغ مالية إضافية مقابل السماح لهم بالعمل.

 

حيث اتفق كل من “نواف البشير”، أحد شيوخ عشيرة البقارة الموالين للنظام السوري وقائد ميليشيا أسود العشائر الحليفة لطهران، اتفق مع قادة فرع الأمن العسكري على معاودة عمليات التهريب في المعابر النهرية غير الشرعية بريف ديرالزور الغربي وتحديداً بين قرية البغيلية بمناطق النظام، و البلدات التي يقطنها أقرباء البشير على الضفة المقابلة لنهر الفرات.

 

إذ استغل “البشير” صلة القرابة القوية التي تربطه مع المهربين الذين يعملون في قرى ريف ديرالزور الغربي والذي ينتمي بعضهم لـ”قوات سورية الديمقراطية”، وأيضاً حالة الفقر المدقع التي يعاني منها هؤلاء، من أجل تسهيل عمليات تهريب المواد الغذائية والسلع التجارية بين ضفتي النهر، بالإضافة إلى تهريب المحروقات والمواد المخدرة والتي ارتفاع الطلب عليها مؤخراً لانخفاض أسعارها بمناطق النظام.

 

مصادر خاصة أكدت أن عمليات التهريب بدأت منذ أسبوع بعد قيام ميليشيا أسود العشائر بإدخال كمية كبيرة من الطحين القادم من مناطق النظام إلى مناطق سيطرة “قسد”، وبيع الكيس الواحد ” 50 كغ” بأكثر من 150 ألف ليرة سورية، في الوقت الذي يصل ثمنه بمناطق النظام إلى النصف.

 

وأضافت المصادر أن عمليات التهريب لم تقتصر على الطحين والمحروقات فقط، بل قامت مليشيا نواف البشير بإدخال كميات كبيرة من السكر و العلف والسماد والمواد الغذائية والألبسة إلى مناطق سيطرة “قسد” بريف دير الزور الزور الغربي، وبيعها بأسعار منخفضة كون معظم هذه المواد وخصوصاً المعلبات قد اقترب تاريخ انتهاء صلاحيتها، ناهيك عن إدخال الميليشيا بعض المنتجات إيرانية المنشأ والرخيصة الثمن إلى قرى وبلدات ريف ديرالزور الغربي.

 

“علي الحسين”، وهو أحد أبناء عشيرة البقارة ويقطن في بلدة الجنينة التي تنشط بعمليات التهريب، ذكر أن “من يعمل في تهريب المواد الغذائية والمحروقات من جهة قسد هم أقارب البشير وأبناء عمومته بشكل خاص، وذلك بسبب امتلاك معظمهم علاقات جيدة مع قادة مجلس ديرالزور العسكري، بالإضافة إلى امتلاكهم الأموال والسلطة والنفوذ التي تمكنهم من مزاولة هذه الأعمال”.

وقال الشاب في حديثه مع منصة SY24: “يعمل البشير مع أبناءه على تهريب البضائع والسلع والمحروقات من جهة النظام، بالتعاون مع قادة أجهزته الأمنية وميليشيا الحرس الثوري الإيراني التي تربطها بالبشير علاقة جيدة، ما حقق له إيرادات مالية ضخمة تصل في بعض الأحيان إلى عشرات الملايين في اليوم الواحد”.

 

وأضاف “أما أهالي قرى ريف ديرالزور الغربي فإنهم يضطرون للتعامل مع أقارب نواف في التهريب، وذلك لانعدام فرص العمل لديهم واضطرار عدد منهم استدانة الأموال من أجل تأمين قوت يومهم، ناهيك عن ازدياد عدد متعاطي المواد المخدرة والذي يعملون على تهريبها من مناطق النظام إلى مناطق قسد”.

 

وفي السياق ذاته، فتحت الميليشيات الإيرانية بالتعاون مع فرع الأمن العسكري بالبوكمال معبر نهري جديد يربط مناطقها بمناطق سيطر “قسد” بريف ديرالزور الشرقي، وبالقرب من الحدود السوري العراقية بمحيط مدينة البوكمال السورية، حيث باشرت الميلشيات عمليات تهريب البضائع والسلع التجارية والمحروقات وغيرها من المواد إلى الضفة المقابلة لنهر الفرات.

 

في حين تعمل “قوات سورية الديمقراطية” وبالتعاون مع التحالف الدولي على مداهمة معابر التهريب غير الشرعية بقرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي، وخصوصا بلدة ذيبان التي تنشط بعمليات التهريب، في محاولة منها الحد من إخراج المحروقات من مناطقها الى مناطق النظام، وأيضاً إيقاف تجارة المخدرات التي تنشط عبر هذه المعابر بكثرة، بالتزامن مع قيامها بتوريد النفط الخام إلى النظام وبشكل علني عبر شرطة “القاطرجي” الموالية لطهران.