Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ارتفاع تكاليف الإنتاج يهدد زراعة الأشجار المثمرة في الرقة

خاص - SY24

شهدت مدينة الرقة ازدهاراً وإنتاجاً وفيراً في الحاصلات الزراعية للأشجار المثمرة والفواكه خلال السنوات السابقة، إلا أن موسم الفواكه هذه السنة لم يكن موفقاً بعد أن ضرب الصقيع محاصيل الدراق والخوخ والمشمش، ما أدى إلى تضرر هذه المحاصيل بشكل كبير وخسارة الفلاحين، وخصوصاً في منطقة الكسرات الواقعة على سرير نهر الفرات بريف الرقة الجنوبي.

حيث اشتهرت منطقة الكسرات، 3 كم جنوب نهر الفرات، بزراعة المحاصيل المختلفة بمساحة تُقدر بأكثر من ثلاثة آلاف دونم من أصل أربعة ألاف مجمل المساحة المزروعة، وتُعتبر  المَصدر الأول للفواكه  في مدينة الرقة والمدن القريبة، ناهيك عن تصدير البعض من محاصيل الفاكهة إلى العراق عبر معبر سيمالكا البري في اقصى شمال شرق سورية والخاضع لسيطرة “قسد”.

“فرج علي الفرج”، 50 عاماً، من أهالي الكسرات ذكر أن “المساحة المزروعة لكل فلاح لا تتجاوز هكتاراً واحداً لكنها تدر انتاج كبيراً، وذلك نظراً لجودة التربة الرملية ومهارة اليد التي تعمل بالزراعة، مشيرا الى أن الدونم الواحد يتسع لأكثر من 60 شجرة خوخ، والتي تنتج بدورها في الموسم الواحد ما يقارب الـ  200 كغ”.

وبحسب المهندس الزراعي “علي الحمد”، فإن “تبدلات المناخ في الشهر الفائت والهبوط الحاد في درجات الحرارة إلى مادون الصفر، أثّرت بشكل كبير على معظم الأشجار المثمرة وعلى رأسها الدراق، الذي تُغطي أشجارها 30%  من مساحة البساتين المزروعة في منطقة الكسرات”، مؤكداً أن “الطقس البارد كان سبباً لفشل موسم الدراق”، على حد تعبيره.

وقال الحمد في حديثه لمنصة SY24: إن “المنطقة بشكل عام شهدت موجة من البرد القارس جاءت في غير موعدها في وسط شهر آذار الفائت، وهو توقيت تلقيح أشجار الدراق والخوخ التي ماتت أزهاره نتيجة تلك الموجة الباردة”.

وأضاف أن “تكلفة تجهيز الدونم الواحد من البساتين المثمرة، تبلغ ما يقارب ال500 دولار، ناهيك عن الأدوية والمبيدات الحشرية التي تُعطى بشكل مستمر للمحاصيل، إضافةً إلى تكاليف اليد العاملة التي تعمل على حرث البستان بشكل دوري”.

وأوضح “الحمد”، أن “أسعار الثمار من الخوخ، الجارنك، الدراق والمشمش في السنة الماضية كانت تتراوح بين مليون ونصف إلى مليوني ليرة سورية للطن الواحد، أما هذه السنة فإن الأسعار متدنية بشكل كبير نتيجة إغلاق المعابر الحدودية التي كانت منفذاً لتصريف منتجاتهم”.

وناشد المزارعون في منطقة “الكسرات” بريف الرقة “الجهات المعنية” النظر في حالتهم هذه السنة، وفتح المعابر لتصريف منتجاتهم القليلة، والتي يُمكن أن تُعَوضْ خسارتهم في حال تصديرها خارج سوريا.

في الوقت الذي طالب فيه المزارعون “الإدارة الذاتية” بتوفير المبيدات الحشرية بشكل أكبر مع تخفيض أسعارها، وأيضاً توفير السماد المناسب وبأسعار مدعومة لتغطية تكاليف زراعة أشجار الفواكه، وتعويض الخسائر التي تعرض لها المزارعون خلال الموسم الحالي.