Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

كيف استقبل نازحو الهول عيد الفطر؟

خاص - SY24

يعيش قاطنو مخيم الهول للنازحين، والذين يقدر عددهم بحوالي 57 ألف نسمة، ظروفاً اقتصادية ومعيشية صعبة، في ظل تدني الخدمات المقدمة لهم من إدارته، والأوضاع الأمنية السيئة التي يعيشها المخيم مع ارتفاع معدل الهجمات والاغتيالات وجرائم القتل والسرقة التي تنفذها الخلايا التابعة لتنظيم داعش، بالإضافة إلى بعض العصابات المحلية التي تنشط فيه، ما أثر بشكل مباشر على استقبال هؤلاء النازحين لعيد الفطر هذا العام.

 

إذ انعكست الأوضاع الاقتصادية السيئة بشكل سلبي على قدرة النازحين على شراء ملابس العيد لأطفالهم، وسط ارتفاع معدلات الفقر داخل المخيم وتناقص ملحوظ في السيولة المالية لدى قاطنيه، وبالذات بعد الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها إدارة المخيم على الحوالات المالية، وذلك في محاولة منها إيقاف تمويل خلايا داعش فيه، والحد من عمليات تهريب عائلات عناصر تنظيم داعش الأجانب إلى خارجه.

 

حيث اضطر عدد كبير من النازحين إلى شراء ملابس العيد لأطفالهم من سوق الملابس المستعملة “البالة” الموجود داخل المخيم، على الرغم من أن أسعار هذه الملابس مرتفعة نسبياً مقارنةً بأسعار نفس البضائع خارجه، وذلك بسبب فرض الحواجز مبالغ مالية على هذه البضائع لدى دخولها الى المخيم.

 

كما تقوم العائلات الأكثر فقراً باستبدال بعض المواد الغذائية والصحية التي يحصلون عليها من المنظمات الدولية العاملة بالمخيم ببعض قطع الملابس من محلات البالة في السوق المحلية، أو يستبدلون ملابس أطفالهم القديمة، والتي أصبحت لا تناسب مقاسهم، مع ملابس أخرى تعود لبعض العائلات الموجودة داخل المخيم، وذلك ضمن نظام “المبادلة الاقتصادي” الذي درج في الهول خلال السنوات الماضية.

 

المنظمات الإغاثية الدولية والمحلية داخل مخيم الهول للنازحين لم تحرك ساكناً طوال الأسابيع الماضية، في ظل توقف عمليات توزيع المساعدات والسلال الغذائية لقاطني المخيم، بسبب “الأوضاع الأمنية السيئة التي تعيشها مخيم الهول، وعدم قدرة موظفي المنظمات الإغاثية على العمل بحرية مطلقة داخل مخيم الهول بسبب تلقيهم تهديدات من جماعات متطرفة تابعة لتنظيم داعش”، على حد تعبيرهم، وهو ما أثر بشكل مباشر على عدد كبير من العائلات النازحة ما حرم أطفالها من بهجة العيد التي ينتظرونها منذ عدة أشهر.

 

حيث يعتمد عدد كبير من النازحين على المساعدات الغذائية والصحية وبعض المعونات المالية التي تقدمها المنظمات لهم في تدبير أمور معيشتهم، مع افتقار معظم هذه العائلات إلى المعيل وعدم تلقيها أموال من خارج المخيم على غرار الأموال التي تتلقاها عائلات عناصر تنظيم داعش الاجانب، والذين تعد أوضاعهم المادية هي الأفضل داخل الهول مقارنةً بالأوضاع المادية للنازحين العراقيين ومن ثم السوريين.

 

وفي سياق متصل، شهد مخيم الهول للنازحين في أول أيام عيد الفطر المبارك، عملية مسلحة نفذتها خلايا يعتقد أنها تابعة لتنظيم داعش، حيث قامت مجموعة مؤلفة من 6 أشخاص باختطاف أربعة أشخاص من النازحين السوريين في القطاع الرابع داخل المخيم، وقامت بإعدام اثنين منهم بعدة طلقات مسدس كاتم للصوت بالرأس وأطلقت سراح الآخرين، وسط حالة من الخوف والرعب سادت المخيم.

 

وسبق هذه الحادثة بيوم واحد عملية اغتيال طالت أحد النازحين العراقيين في القطاع الأول من المخيم، حيث هاجم شخص ملثم الضحية بمكان عمله في سوق المخيم في وضح النهار، وأطلق النار عليه بشكل مباشر، ما تسبب بمقتله على الفور وفرار المهاجم، وسط استنفار أمني كبير شهده المخيم لعناصر الأسايش التي لم تستطع إلقاء القبض على منفذ عملية الاغتيال.