Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

أسلوب جديد لتهريب الأسلحة للميليشيات في سوريا

خاص - SY24

شهد معبر البوكمال البري، الذي تسيطر عليه الميلشيات الإيرانية بشكل مباشر والواقع عند الحدود السورية العراقية، دخول العديد من حافلات النقل الكبيرة التي تقل مواطنين من إيران وأفغانستان وباكستان، بغرض زيارة الأضرحة والمزارات المقدسة في محافظة ديرالزور وباقي المحافظات السورية، وذلك بالتزامن مع وصول وفد أمني روسي إلى مدينة البوكمال الحدودية، والمؤلف من عدة عربات عسكرية وعربات مصفحة تابعة للشرطة العسكرية الروسية.

 

وتفيد المعلومات التي حصلت عليها منصة SY24 من مصادر خاصة، بأن الحافلات التي دخلت إلى سوريا عبر معبر البوكمال البري وعلى متنها العشرات من “الحجاج الشيعة” كانت ترافقها شاحنات مغلقة ورتل عسكري تابع لميليشيا الحرس الثوري الإيراني، ضم قرابة 7 سيارات دفع رباعي ثلاثة منها مزودة بمضادات أرضية من نوع 23 ملم، حيث رافق الرتل الشاحنات المغلقة إلى أن دخلت إلى المقرات العسكرية التابعة لميليشيا الحرس الثوري في مدينة البوكمال، وسط اجراءات امنية مشددة فرضتها الميليشيا على المنطقة.

 

المصادر تحدثت عن إدخال ميليشيا “الحرس الثوري” لشحنات جديدة من الأسلحة والذخائر إلى المنطقة عبر معبر البوكمال البري، مستغلةً تواجد وفد من الحجاج الإيرانيين هناك وعدم تفتيش إدارة المعبر للسيارات المرافق لهذا الوفد، وذلك لضمان عدم تعرض هذه الشحنات للقصف من طيران التحالف الدولي والطيران الاسرائيلي، الذي استهدف عدداً من المواقع العسكرية التابعة لهذه المليشيات منذ أيام في مدينة الميادين شرقي ديرالزور.

 

وأكدت مصادرنا، أن الشاحنات المغلقة التي دخلت إلى سوريا من الأراضي العراقية، وعددها 4 شاحنات، كانت تحمل منصة لإطلاق الصواريخ محلية الصنع، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدروع وبعض أنواع الأسلحة والذخيرة الخفيفة والمتوسطة، بغرض إعادة ملئ مستودعات الأسلحة الخاصة بالميليشيات الايرانية بعد  تدمير مخزونها من الذخيرة، نتيجة الضربات الأخيرة التي تلقتها مواقع هذه المليشيات خلال الأشهر الماضية.

 

فيما نوهت هذه المصادر إلى توقف الميليشيات الإيرانية عن استخدام معبر السكك غير الشرعي 15 كم جنوب شرق مدينة البوكمال، في إدخال الأسلحة والذخائر إلى المنطقة وذلك لسهولة مراقبتها وتتبعها عبر الأقمار الصناعية، وانتقالها إلى إدخال هذه الأسلحة بشكل مباشر من معبر البوكمال الرسمي الذي تديره ظاهرياً قوات النظام السوري، بينما تسيطر قيادة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني على المعبر بشكل مباشر.

وتنشط عمليات تهريب المخدرات وبعض المواد الممنوعة بالتزامن مع دخول “الحجاج الشيعة” إلى الأراضي السورية، وذلك بعد الأوامر التي تلقاها عناصر حرس الحدود في قوات النظام بضرورة عدم تفتيش أمتعة الحجاج الإيرانيين وسياراتهم، ما ساعد على زيادة نشاط التهريب بشكل شخصي بعيداً عن التهريب المنظم الذي تقوم به المليشيات الإيرانية.

إذ يقوم هؤلاء بإدخال بعض أنواع المخدرات البسيطة كالحشيش والهيروين وبكميات صغيرة لا تتجاوز بضع كيلوغرامات، إضافةً إلى تهريب الدخان والمواد الغذائية وأجهزة الهاتف المحمول وغيرها من الأدوات الكهربائية، ناهيك عن محاولة بعض هؤلاء الحجاج الإتجار بالآثار وقطع الأنتيكا وغيرها من المواد التي يسهل إخفاؤها داخل الأمتعة الشخصية.

 

يذكر أن المنطقة باتت تشهد نشاطاً كبيراً للمكاتب السياحية التي تعمل على تنظيم زيارات للحجاج الإيرانيين والأفغان إلى بعض المزارات والأضرحة المقدسة لدى طهران في محافظة ديرالزور وباقي المحافظات السورية، على الرغم من النداءات التي أطلقها عدد كبير من الناشطين الإيرانيين لهؤلاء الحجاج بضرورة عدم استغلال الحرس الثوري لهم وإدخالهم إلى مناطق الصراع في سوريا، وخصوصاً مع نشاط خلايا تنظيم داعش في المنطقة وقيامها بمهاجمة المواقع العسكرية التابعة لهذه المليشيات في البادية السورية في أكثر من مناسبة.