Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تغيير ممنهج لهوية دير الزور

خاص - SY24

أدخلت الميليشيات الإيرانية منذ دخولها إلى سوريا للمشاركة إلى جانب قوات النظام في حربه على السوريين، المئات من عائلات المقاتلين الأجانب وبشكل سري إلى المدن والبلدات التي تسيطر عليها بغية توطينهم فيها، وسط تسهيلات عديدة قدمتها حكومة النظام لهذه العائلات.

 

ففي محافظة ديرالزور استطاعت الميليشيات الإيرانية، وعلى مدار السنوات الماضية، إدخال أكثر من 500 عائلة أجنبية إلى الأجزاء التي تسيطر عليها بالمحافظة بجانب النظام السوري، وقامت بتوطينهم في المنازل السكنية التي تعود لمعارضي النظام السوري بعد منعهم وأقاربهم من العودة إليها أو الانتفاع بها من بيع وتأجير،  بعد توجيهها إليهم تهماً تتعلق بالإرهاب أو التعامل مع فصائل وتنظيمات متشددة مثل داعش والقاعدة.

 

مصادر خاصة ذكرت لمنصة SY24 أن أغلب عائلات مقاتلي الميليشيات الإيرانية الأجانب تم توطينها في منازل المدنيين بأحياء العمال والمطار القديم شرق مدينة ديرالزور، إضافةً إلى وجود بعض العائلات التي تم توطينها في حي الحميدية وشارع بورسعيد حي كنامات وخسارات بالقرب من المنطقة الصناعية، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة تم اتباعها في هذه الاحياء لمنع الاهالي من العودة اليها.

 

وأضافت المصادر أن أكثر عائلات مقاتلي الميلشيات الإيرانية الاجانب ينحدرون من محافظات العراق الجنوبية ذات الغالبية الشيعية مثل البصرة وكربلاء والنجف، والذين يشكلون ما نسبته 75٪ من نسبة العائلات الأجنبية المستوطنة داخل منازل المدنيين في مدينة ديرالزور، إضافةً إلى وجود عددٍ قليلٍ من العائلات مقاتلي الميليشيات الأفغانية والباكستانية والتي يتركز وجودها بشكل أكبر في ريف ديرالزور الشرقي.

 

وأوضحت هذه المصادر أن القادة الإيرانيين لهذه الميليشات قاموا بالاستيلاء على عدد من المنازل الفخمة والكبيرة في أحياء “فيلات البلدية وفيلات الضاحية والقصور” بمدينة ديرالزور، وقاموا بتوطين  عائلاتهم فيها بعد جلبهم من إيران، مع تشديد الحراسة على المنطقة ومنع الأهالي من السكن فيها أو الاقتراب منها، ماعدا عائلات مسؤولي النظام وقادة أجهزته الأمنية المقربين منها.

 

بينما عمد بعض قادة الميليشيات الإيرانية على توطين عائلاتهم في “المربع الأمني” الذي أنشأته في المنطقة الواقعة بين مبنى كلية التربية ومبنى بريد العمال وشارع بورسعيد شرق مدينة ديرالزور، وذلك بعد أن استولت على المنطقة بشكل كامل وقامت بإغلاقها ومنع المدنيين والعسكريين التابعين لقوات النظام من الدخول إليها، مع إغلاق كافة الطرق المؤدية إليها وتسيير دوريات حولها بشكل مستمر.

 

الضربات الجوية الأخيرة التي استهدفت منطقة “حويجة كاطع” في حي الحويقة الغربية بمدينة ديرالزور، كشفت عن أحد المواقع السرية التي كانت تتخذها المليشيات الإيرانية مخبئً لبعض عائلات قادتها الإيرانيين، وأيضاً مستودعاً للأسلحة والصواريخ التي يتم إدخالها إلى المنطقة عبر المعابر البرية غير النظامية مع العراق.

 

ويتم إدخال معظم عائلات قادة الميلشيات أصحاب الجنسية الإيرانية بشكل سري إلى مدينة ديرالزور، وذلك تجنباً لملاحقة التحالف الدولي لهذه العائلات ومعرفة أماكن تواجد القادة المرتبطين بها واستهدافهم، حيث يتم نقلهم بسيارات وشاحنات بضائع يتم إدخالها من العراق بطريقة نظامية وبتواطؤ مع موظفي معبر البوكمال البري، مع تجنب إدخالهم عبر معبر السكك غير النظامي خوفاً من استهدافهم، بينما يتم إدخال بعض هذه العائلات بشكل نظامي عبر مطار المدينة المدني قادمين من طهران مروراً بمطار دمشق الدولي برحلات مدنية عادية.

 

فيما يتم نقل العائلات العراقية باستخدام حافلات مخصصة لـ “الحجاج الشيعة” الذين يدخلون إلى المنطقة بين الحين والآخر، حيث يتم نقلهم إلى المنازل التي تم إعدادها سابقاً من قبل متعهدين مرتبطين بالمركز الثقافي الإيراني، وبمساعدة بعض عناصر الميليشيات الإيرانية والعراقية المحليين، الذين قاموا بسرقة منازل المدنيين وسرقة محتوياتها ونقلها إلى بعض المنازل غير المدمرة في الأحياء التي يتم توطين فيها عائلاتهم بغرض السكن فيها، والتغلغل في المجتمع والحصول مستقبلاً على الجنسية السورية، وتغيير ديموغرافية محافظة ديرالزور بشكل كامل.