Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بعد ارتفاع أسعار الأعلاف.. كيف يتم إطعام الماشية في ريف الرقة؟

خاص - SY24

بعد الارتفاع الكبير بأسعار الأعلاف في مجمل مناطق سيطرة “قسد” شرقي سوريا، اتجه عدد كبير من أصحاب الماشية إلى مايسمى بـ “ضمان الأراضي الزراعية” التي تم حصاد مزروعاتها في وقت قريب من أجل إطعام ماشيتهم، بدلاً من بيع نصف القطيع لتأمين الطعام للنصف الآخر، كما فعل عدد من أصحاب الماشية بريف ديرالزور قبل عدة أشهر.

 

حيث يتراوح سعر ضمان الدونم الواحد من “الفصة”  بين 100 و125 ألف ليرة سورية، بحسب جودة النبات وطوله، ويعد هذا المبلغ مرتفع نسبيا ً مقارنة بانخفاض أسعار الماشية في الأسواق المحلية، نتيجة منع “قسد” أصحابها من تصديرها للخارج، وأيضاً بسبب الأحوال الجوية السيئة التي تسببت بنفوق عدد كبير منها، مع عدم قدرة أصحابها على تأمين الأدوية الضرورية لها بسبب ارتفاع أسعارها.

 

وبحسب المهندس الزراعي “إبراهيم جابر”، فإن تكلفة تجهيز دونم واحد من الأرض يصل إلى أكثر من 100 ألف ليرة سورية، مع ارتفاع سعر الكيلو الواحد من بذار”الفصة” إلى 15000 ليرة، علماً أن تجهيز دنم واحد من الفصة يحتاج إلى ستة كغ من البذار، مع ارتفاع أسعار البذور والأسمدة والأدوية بنسبة 40 في المئة مقارنة بالسنة الماضية.

 

“خالد محاميد”، أحد مربي أغنام من ريف حماة، ونازح إلى مدينة الرقة، أشار إلى وجود فرق في سعر الماشية بين مناطق الإدارة الذاتية ومناطق النظام، حيث يتراوح سعر رأس الواحد منها في مناطق الإدارة الذاتية بين 150 إلى 250 ألف ليرة سورية، في حين تجاوز سعر رأس الغنم في مناطق النظام 500 ألف ليرة”.

 

ومن جهته أكد المزارع “صالح الخلف”، على أهمية العلاقة التشاركية بين مربي الأغنام والمزارع الذي يضطر إلى إعطاء أرضه للمربي بالدين أحياناً، لكساد موسم من الفصة في حال عدم رعيها وتجددها، كما أن صاحب الماشية مجبر على الدفع لصاحب الأرض ليستطيع توفير المرعى المناسب لأغنامه، نتيجة قلة المراعي هذه السنة بسبب قلة الأمطار. 

 

ونتيجة هذه الظروف التي عانى منها كثير من مزارعي “الفصة” قرر معظمهم استبدال زراعتها بالاعتماد على المواسم الزراعية الأخرى مثل القمح والقطن والذرة، علماً أن هذه المحاصيل تحمل أيضاً الكثير من المشاكل والعقبات التي تجعل الفلاح حائراً بسبب غلاء البذور والأسمدة والمبيدات وكل المواد التي تعتمد عليها هذه المحاصيل، لكنها برأيه تبقى أكثر ضماناً لماله، وتعبه في آخر المحصول.

 

والجدير بالذكر، أن المئات من مربي الأغنام نزحوا من أرياف حمص وحماة إلى ريف الرقة مع تصاعد العمليات العسكرية في منطقة البادية السورية، وخاصة مع انتشار المليشيات الإيرانية فيها، وقيامها بعدد من المجازر بحق مربي الماشية الذين اضطروا للهرب من مناطقهم واللجوء مع ماشيتهم إلى شرق الفرات.