Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

نباتات الزينة.. شغف النساء لتزيين المخيمات وشرفات المنازل في إدلب

خاص - SY24

تتربع نباتات الزينة على بعض شرفات المنازل والنوافذ وتزين واجهة البيوت بالأحواض الترابية في مدينة إدلب، إذ يعد الاعتناء بنباتات الزينة المنزلية إحدى العادات التي تميز الأسر السورية، حتى أنها باتت تزين محيط عدد من الخيام في خطوة لتحدي الظروف المعيشية الصعبة من خلال أبسط الأشياء وأكثرها جمالاً.

هذا ما استطاعت فعله السيدة “هناء” 27 عام، إذ حولت شرفة منزلها الصغيرة في منطقة كفر لوسين شمالي إدلب، إلى فسحة خضراء ملونة، بعد أن صفت أصيص نباتات الزينة بشكل منسق وملفت للنظر، تقول لنا إنها حولت هذه المساحة الضيقة إلى فسحة جمالية تفوح برائحة الورود العطرة إذ لا يطيب فنجان القهوة الصباحي إلا بين هذه الأزهار حسب تعبيرها.

تخبرنا أنها تركت في منزلها بمدينة كفرنبل جنوبي إدلب، حديقة كبيرة فيها مختلف أنواع الأشجار والأزهار والنباتات الجميلة، وتحرص في كل مكان تذهب إليه إلى شراء الورود رغم ضيق المكان الذي تعيش فيه حالياً.

أما “سلوى” 35 عام، فلها مع أزهار الزينة ذكريات وقصص أيضاً ومع كل صيف يأتي، تشتري عدداً كبيراً من نبات الزينة  وتزرعهن في حوض صغير داخل منزلها في دير حسان، تقول لنا “العِرق الأخضر يعطي روح للمكان” للدلالة على حبها للزراعة و الاعتناء بالنباتات الصيفية ولاسيما في منطقة تغلب عليها الجفاف و المساحات الجرداء كمنطقة “دير حسان”.

نساء أخريات منعتهم ضيق المساحات حول أماكن سكنهم في المخيمات من الزراعة، فحولن محيط الخيام إلى أحواض زراعية بطريقة مبسطة، ليضفي اللون الأخضر على وحشة المكان جمالاً وحيوية كما فعلت السيدة “أم هاني” في خيمتها  شرقي سرمدا.

تقول لنا :”من يعتاد على الريحان والحبق ورائحة الورد الجوري، يصعب عليه العيش دون بنات أخضر يزين دراه، رغم أن السكن في المخيمات ليس مستقراً ويفتقر إلى كثير من مقومات الحياة إلا أن التأقلم مع الوضع الراهن يحتاج راحة نفسية قد تكون على هيئة نبتة خضراء”.

معظم المخيمات أقيمت في مناطق حدودية نائية ، وبعضها في أماكن جبلية أو صخرية خالية من الأشجار الخضراء، فيما تقتل زحمة الخيام وقربها من بعضها البعض أي متنفس للأسرة، حتى تحايلت بعض النساء على مساحاتهم الضيقة بوضع عدد من أصيص البنات داخل أو حول خيامهم لرسم لمحة من الجمال في المكان، وعن طريقتها البسيطة.

تخبرنا “أم هاني” كيف صنعت حديقة صغيرة من الورد حول خيمتها، وتقول لنا: “حولت عبوات السمنة الفارغة، وبعض الأواني البلاستيكية، إلى أوعية للزراعة، بعد أن ملأتها بالتراب وقليل من روث الأغنام الذي يستخدم كسماد عضوي للنبات، ووزعت بتلات الزريعة على الأواني ثم وضعتها حول الخيمة بشكل منسق، ما أضفى جمالاً طبيعياً على المكان رغم قسوته”.

في حين قصدت” أم عمار” معرض الزهور الأول الذي أقيم في حديقة المشتل بمدينة إدلب منذ أيام، واشترت منه ما نال إعجابها من نبات” الصالون” الأخضر، والسجاد، والريحان، وأنواع أخرى من الصباريات الفريدة تخبرنا أنها شاهدت أصنافا من الورود لم يسبق لها أن رأتها أو سمعت بها.

تختلف أسعار نباتات الزينة في المشاتل المنتشرة بالمدينة، تبعاً للنوع والحجم، فمنها ما يباع بـ 20 ليرة تركية وهي صغيرة الحجم، ومنها مايصل سعرها إلى 250 ليرة تركية وتكون كبيرة الحجم.

في لقائنا مع “أبو محمد” صاحب مشتل ورود على طريق إدلب الغربي، يخبرنا أن هذا العام شهد إقبالًا على شراء نباتات الزينة، وساهم المعرض في الترويج أيضا وزيادة الطلب عليها وكان هناك حضور لآلاف أنواع الزهور الجميلة وبعض النباتات النادرة.

وعن الأصناف الأكثر طلباً، يقول لنا: إن “الأهالي يشترون من جميع الأصناف، وأكثرها الريحان، السجاد، الياسمين والزنبق والورود الجوري والصالونيات، والصبار، والشوكيات”.

تنتظر السيدات اللواتي التقيناهم عودة قريبة إلى منازلهن التي هجروا منها، وإلى حدائقهن المنزلية التي تعيش في ذاكرتهن، ويحاولن تقليدها في أي مكان ينزحون إليه، إذ يشعرون بالفرح من خلال الاعتناء بنباتاتهن الصغيرة رغم حياة البؤس التي يعيشونها.