Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

إما ضربة تشل النظام أو اصمتوا

كررها النظام في مدينة دوما، ونحن نحيي الذكرى السنوية الأولى لمجزرة خان شيخون الكيماوية، تلك المجزرة ورغم مرور عام على ارتكابها من قبل نظام الأسد الدموي، ورغم وصول جميع الدلائل لجميع المنظمات الإنسانية والقوى الدولية، والتي تؤكد مسؤولية النظام عن قصف خان شيخون بالكيماوي، وفي الوقت الذي كان العالم فيه لا زال يُهدد الأسد بالعقاب؛ جدد فعلته واستخدم الكيماوي وقتل العشرات من أطفال ونساء سوريا.

حصلت مجزرة دوما الكيماوية وعادت صور أطفال ونساء سوريا لتتصدر جميع محطات وقنوات العالم، وجاءت بعدها التصريحات العالمية المنددة بالمجزرة، تصريحات مُكررة تكاد أن تكون متطابقة مع كل قصف كيماوي ينفذه النظام ضد الشعب السوري، حتى باتت صيغ التنديد والشجب على مجازرنا “الكيماوية” تثير الكثير من القرف والاشمئزاز في نفوس الكثير من السوريين، خاصة الذين ذاقوا ويلات هذه الحرب اللعينة التي تقودها روسيا وإيران بميليشياتهما الطائفية وبعملائهما السوريين وفي مقدمتهم الذليل الأول والمجرم الأول بشار ابن أبيه، ضد الأكثرية في سوريا.

بعد هذه المجزرة الكيماوية والتي ترافقت مع قتل نحو ألفي مدني في الغوطة خلال الأربعة أسابيع التي سبقت حدوثها، قتلهم بشار بالسلاح التقليدي وهجر معظم أهلها، فإننا اليوم ننتظر معاقبته، معاقبة جادة، وليس مجرد “فركة أذن خجولة”.

نعم، ننتظر اليوم المعاقبة والقصاص من جميع دول العالم التي تدعي الإنسانية والتحضر، وليكن تحركها من أجل الحفاظ على شعاراتها الإنسانية، وليس من أجل أطفال ونساء سوريا، نريد منهم أن يتحركوا من أجلهم ومن أجل الحفاظ على القيمة الإنسانية في حدها الأدنى، وإلا فلا يمكن لأي دولة أو منظمة في العالم أن تتكلم عن القيم الإنسانية والحفاظ عليها، إن مرت مجزرة دوما بدون عقاب النظام، عقاب يكون أقله شل يديه ومنعه من تكرار قتل المدنيين سواء بالكيماوي أو بالسلاح التقليدي.

ننتظر المعاقبة على الرغم أن ما بين خان شيخون ودوما قُتل من السوريين على يد بشار والروس والميليشيات الإيرانية الطائفية بمختلف الأسلحة – دون الكيماوي – أكثر من 20 ألف مدني، دون أن يلفت نظر هذه العالم عشرات المجازر وآلاف الضحايا وعشرات آلاف الجرحى والمهجرين والنازحين.

ننتظر المعاقبة على الرغم أن ما بين خان شيخون ودوما قُتل من السوريين على يد بشار والروس والميليشيات الإيرانية الطائفية بمختلف الأسلحة – دون الكيماوي – أكثر من 20 ألف مدني، دون أن يلفت نظر هذه العالم عشرات المجازر وآلاف الضحايا وعشرات آلاف الجرحى والمهجرين والنازحين.

لا نريد من هذه الدول وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، أن تتحرك لمجرد التحرك، كما حصل قبل عام حين قرر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ضرب قاعدة “الشعيرات” في حمص، رداً على مجزرة خان شيخون، واليوم وقد كررها بشار واستخدم الكيماوي مرة أخرى، فهل تكفي “فركات الأذن” أم أن الأمر يحتاج لصفعة قوية يصل رنينها لداعميه الروس والإيرانيين؟

هل تكفي غارة هنا أو هناك أو تدمير قاعدة أو اثنتان للنظام وأسياده، فكل هذا لن يفيد ولا نريد أن يتحركوا ضد النظام على هذا النحو بحيث يكون تحرك لإخلاء مسؤوليتهم الأخلاقية عما يجري من مجازر ضد السوريين وقهرهم وتهجيرهم.

لا نريد أن يتحركوا تحركاً ناعماً بعد كل هذه التجاوزات من قبل هذا النظام ضد جميع الأعراف والقوانين الإنسانية، ليعود بعد أشهر قليلة ويكرر فعلته.

لهذا، فأن أي ضربة لا تكون نتيجتها تحييد سلاح الطيران لدى النظام، هي ضربة لا قيمة لها، بل بالعكس ستكون حافز أخر للنظام ليستخدم الكيماوي في مناطق أخرى لا تزال خارج سيطرته، بل وقد تكون الضربات الكيماوية القادمة، إن نجا بشار ونظامه من مجزرة دوما، أكثر توحشاً ودموية وقد تشابه بتأثيرها ونتائجها ما فعله قبل أربع سنوات في غوطتي دمشق، ما دام هذا النظام أصبح يعرف نتيجة استخدامه للكيماوي، لن تكون أبعد من مجرد ضربة أقرب للدغدغة.