Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

توقف عدد من المنظمات الإغاثية يحرم سكان الهول من المساعدات

خاص - SY24

أعلنت المنظمات الإغاثية الدولية العاملة في مخيم الهول للنازحين تعليق عملها مؤقتاً والانسحاب من المخيم، على خلفية تعرض مقراتها وموظفيها لاعتداءات متكررة يرجح وقوف عناصر من تنظيم داعش خلفها، ما تسبب بحالة من الخوف والهلع لدى الموظفين، بالإضافة إلى وقوع خسائر مادية كبيرة في ممتلكات هذه المنظمات.

 

عمليات التعدي على مقرات المنظمات الإغاثية الدولية ازدادت خلال الفترات الماضية، وبالذات مع قيام بعض الخلايا المرتبطة بتنظيم داعش بمهاجمة مكاتب المنظمات في وضح النهار وتهديد الموظفين العاملين فيها بالقتل في حال استمر عملهم في المخيم، ناهيك عن قيامهم بتخريب وإتلاف أثاث وموجودات المكاتب وسرقة بعض الأغراض الشخصية للموظفين من هواتف محمولة وأجهزة لابتوب وأموال وبعض السلع والمواد الغذائية، مع تهديدات مستمرة بالقتل وجهها هؤلاء الأشخاص للعاملين.

 

توقف عمل المنظمات الإغاثية انعكس سلباً على نازحي وقاطني مخيم الهول الذين يعانون أصلاً من ظروف معيشية واقتصادية صعبة، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية المستمر داخل السوق المحلية وضعف القدرة الشرائية للنازحين السوريين، لعدم قدرة ذويهم على تحمل تكاليف معيشتهم الباهظة في المخيم الذي يقطنه قرابة 25 ألف نازح من الجنسية السورية.

 

في الوقت الذي وجهت فيه خلايا تنظيم داعش تهديدات بالقتل لجميع أبناء المخيم الذين يعملون كمتعاونين مع المنظمات الإغاثية الدولية، بضرورة الاستقالة من وظائفهم والتوقف عن العمل معهم، ما دفع هذه المنظمات لتعليق عمل جميع المتعاونين معها خوفاً على حياتهم واستبدالهم بموظفين من خارج المخيم، الأمر الذي حرم عدد كبير من العائلات النازحة الاستفادة من الأموال التي كانوا يتقاضونها من هذه المنظمات.

 

ويعتمد أغلب سكان مخيم الهول على المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية في تأمين المستلزمات الأساسية لهم، في ظل تراجع واضح في قيمة الحوالات المالية التي تصل إليهم من خارج المخيم، مع استمرار تدفق الأموال لعائلات عناصر تنظيم داعش الأجانب، والذين يقومون بشراء الطعام واللباس من سوق المخيم التجاري بشكل مستمر، ما خلق حالة من التوتر بين النازحين.

 

“أم براء”، من أبناء مدينة ديرالزور ونازحة سابقة في مخيم الهول، ذكرت أن “نساء عناصر تنظيم داعش الأجانب يأمرون النازحين بضرورة التقشف وعدم الحصول على المساعدات الإغاثية من المنظمات الدولية بحجة أن هذه المنظمات كافرة والتعامل معها حرام، وفي نفس الوقت تصل إليهم الأموال بشكل مستمر من ذويهم ومن بعض الداعمين والمتعاطفين مع التنظيم، ليشتروا ما لذ وطاب من السوق المحلي على مرأى ومسمع بقية النازحين”، على حد تعبيرها.

 

وقالت السيدة في حديثها لمنصة SY24: “طوال فترة إقامتي في المخيم كنا نشهد قيام نساء تنظيم داعش الأجنبيات، وبالذات من المغرب العربي، بالتعدي على النازحين وإرغامهم على عدم قبول أي مساعدات إغاثية، وفي نفس الوقت يلبسون هم وأطفالهم أفضل الألبسة ويأكلون أفضل أنواع الطعام”.

 

وأضافت أن “الاعتداءات الحالية على المنظمات تكررت خلال فترة إقامتي في المخيم، وكان الهدف منها هو استبدال الموظفين المحليين من أبناء المخيم بأشخاص آخرين مرتبطين بالتنظيم أو متعاونين معه، بغرض وضع قدم لهم داخل هذه المنظمات وتهريب بعض الأغراض الممنوعة من أسلحة وغيرها، والحصول على ورقة ضغط يمارسها التنظيم على نازحي المخيم”.

 

والجدير بالذكر أن مخيم الهول للنازحين شهد، خلال الأشهر الماضية، حالات اعتداء مباشر طالت العاملين في المنظمات الإغاثية تسببت بمقتل عدد منهم وإحراق وإتلاف بعض مقرات ومكاتب هذه المنظمات والمرافق الصحية التابعة لها، في ظل تردي الوضع الأمني وارتفاع واضح في عدد جرائم القتل والخطف، والتي ذهب ضحيتها أكثر من  100 شخص منذ بداية العام الجاري، مع استمرار توجيه أصابع الاتهام لخلايا تنظيم داعش التي تنشط في المخيم.