Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مواجهات عنيفة بين الفرقة الرابعة والدفاع الوطني في ديرالزور

اندلعت اشتباكات وصفت بـ “العنيفة” بين عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني وأفراد حاجز عسكري تابع للفرقة الرابعة عند مدخل مدينة العشارة بريف ديرالزور الشرقي، الأمر الذي تسبب بتعطيل حركة المرور في المنطقة لعدة ساعات مع تخوف المدنيين من تجدد الاشتباكات، وبالذات مع استقدام الفرقة الرابعة لتعزيزات عسكرية واستنفار كبير لأبناء المدينة.

 

وبحسب مصادر طبية، فإن الاشتباكات تسببت بإصابة 6 عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني ثلاثة منهم بحالة خطرة، تم نقلهم بشكل فوري إلى أحد المشافي الخاصة بالمدينة بعد رفض مشفى الشفاء الإيراني استقبالهم، بالوقت الذي أصيب فيه 4 من عناصر الفرقة الرابعة بجروح متفاوتة تم نقلهم للمشفى العسكري بمدينة ديرالزور لتلقي العلاج.

 

النزاع بين الطرفين بدأ عقب قيام حاجز عسكري تابعة للفرقة الرابعة بمصادرة شحنة مواد غذائية وسلع تجارية تعود لأحد قادة ميليشيا الدفاع الوطني في مدينة العشارة، وقامت باعتقال أفراد الحماية التابعة لها والسائقين واحتجاز الشحنة بالكامل، بدعوى أنها “قادمة بطريقة غير شرعية من مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية على الضفة المقابلة لنهر الفرات”.

 

وطالب عناصر ميلشيا الدفاع الفرقة الرابعة بتسليم الشحنة بشكل فوري وإطلاق سراح المحتجزين لديها وهو ما رفضه الضابط المسؤول عن الحاجز، ما تسبب باندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين تم استخدام فيها مضادات أرضية وقذائف صاروخية من نوع “آر بي جي” في مهاجمة حاجز الفرقة الرابعة، قبل أن تقوم الأخيرة باستقدام تعزيزات عسكرية للمنطقة وإغلاق مدخل مدينة العشارة لعدة ساعات.

 

مصادر محلية تحدثت عن محاولات مستمرة من الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية للسيطرة بشكل كامل على المعابر النهرية غير النظامية مع مناطق “قسد”، والاستيلاء على جميع نقاط التهريب معها وابعاد كافة الميليشيات غير الموالية لها مثل ميليشيا الدفاع الوطني والميليشيات الروسية، وذلك لبسط نفوذها وسطوتها على المنطقة بشكل كامل والتحكم بإدخال المحروقات إلى مناطق سيطرة النظام وكذلك التحكم بأسعار بيعها.

 

وأوضحت المصادر، أن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في مدينة العشارة استنفرت عناصرها بشكل كامل وقامت بنشرهم عند مقراتها العسكرية، وكذلك في محيط مشفى الشفاء الميداني والمركز الثقافي الإيراني خوفاً من مهاجمتها من قبل ميلشيا الدفاع الوطني، بعد رفضها تقديم المساعدة الطبية للمصابين من عناصر الدفاع الوطني، بحجة أن “هذه المراكز الطبية خاصة بعناصر الميليشيات الإيرانية وليس لديها صلاحيات لاستقبال الجرحى من باقي الميليشيات المسلحة، بما فيهم جرحى قوات النظام”.

 

في حين، أشارت بعض المصادر الأهلية إلى تنامي حالة من الاستياء لدى أهالي العشارة من تصرفات الميليشيات الإيرانية والفرقة الرابعة ضد أبناء المدينة، وبالذات بعد رفض إسعاف المصابين منهم داخل المشافي الخاصة لهم، ما دفع عدد كبير من الأهالي لمطالبة أبنائهم المنتسبين لصفوف الميليشيات الإيرانية بالخروج منها والتطوع لصالح ميليشيا الدفاع الوطني أو الميلشيات الروسية وإضعاف النفوذ الإيراني في المدينة.

 

“أنس الفهد”، أحد أبناء مدينة العشارة ومقيم في مدينة ديرالزور، أكد أن “التوتر بات سيد الموقف في مدينة العشارة بعد الاشتباكات بين الدفاع الوطني والفرقة الرابعة، كونها جاءت من أجل بسط السيطرة على طرق التهريب وتحقيق أرباح إضافية لقادة هذه الميليشيات المسلحة، على حساب أبناء المنطقة الذين يعانون من أوضاع معيشية صعبة وظروف اقتصادية سيئة”، على حد قوله.

 

وقال الشاب في حديث خاصة مع منصة SY24: “أصبحت مدينتنا مرتعاً للميليشيات الإيرانية وعناصرها الأجانب لأنها استغلت الأوضاع المعيشية للأهالي وقامت بتجنيد أبنائهم مقابل حصولهم على رواتب شهرية وحصص غذائية ونفوذ مطلق، وهو ما شجع عدد من الأطفال والمراهقين للانضمام لصفوف هذه الميليشيات الطائفية وقتال أهلهم”.

 

وأضاف أنه “بعد عدة سنوات اتضح للجميع المشروع الإيراني في المنطقة وبات مكشوفاً ما تريده طهران من وراء السيطرة على قرى ريف ديرالزور وتجنيد أبنائه وتحويل عقيدتهم للديانة الشيعية، الأمر الذي دفع عدد كبير من المنتسبين لهذه المليشيات بتركها والاتجاه للتطوع لصالح الميليشيات الروسية او الهرب باتجاه مناطق سيطرة قسد على الجهة المقابلة”.

 

ويأتي هذا التوتر بين الفرقة الرابعة وميليشيا الدفاع الوطني في مدينة العشارة بريف ديرالزور الشرقي بعد أيام من إعلان قيادة ميليشيا الدفاع فتح باب الانتساب إلى صفوفها، مقابل حصول المنتسبين الجدد على رواتب شهرية وحصص غذائية بالإضافة إلى تمكنهم من فرض إتاوات شخصية على البضائع والسلع والمواطنين، ناهيك عن تقديمها وعوداً لهم بإعطائهم نسبة من قيمة المواد التي يتم تهريبها عند المعابر النهرية مقابل حمايتهم لهذه البضائع.

بينما تسود المنطقة حالة من التوتر بعد تجدد الاشتباكات أو النزاعات المسلحة بين المليشيات الإيرانية والروسية والمحلية فيما بينها، للسيطرة على معابر التهريب النهرية غير النظامية مع مناطق قسد” والتحكم بتجارة النفط والمحروقات والمواد الغذائية القادمة من تلك المناطق، بالإضافة إلى استكمال عمليات تهريب المخدرات والمواد الممنوعة من قبل عناصر الميليشيات الإيرانية باتجاه مناطق “قسد”،والتي تعد مصدر الدخل الرئيسي لهذه الميليشيات.