Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

أرقام صادمة عن حالات الانتحار شمال سوريا.. لماذا ينهي الشباب حياتهم بشتى الطرق؟

خاص - SY24

انتحار فتاة عشرينية في مدينة إعزاز شمالي حلب، إثر تناولها جرعة زائدة من عدة عقاقير دوائية، أدت إلى تسممها وموتها، فيما لم تعرف الأسباب الكامنة وراء حادثة الانتحار، حسب ما تم تداوله. 

وكان “فريق منسقو استجابة سوريا” قد أصدر بياناً يوم أمس الاثنين عن عدد حالات الانتحار في مناطق شمال غرب سوريا خلال العام الجاري والتي بلغت حوالي 53 حالة بينهم نساء وأطفال،فيما سجلت حالات محاولات الانتحار 13 حالة. 

بعد أن أرخى الوضع المعيشي السيء، ثقله على السوريين، جاعلاً التفكير بالانتحار، واقعاً ملموساً تعداه إلى مرحلة الإقدام الفعلي، بشتى الوسائل المتاحة مع اختلاف أسباب الانتحار، كالفقر وسوء الأحوال المعيشية، والضغوط الاقتصادية، إضافة إلى الأسباب العاطفية والفشل الدراسي. 

إذ يعد تناول جرعات زائدة من الأدوية إحدى أشهر الطرق التي تؤدي إلى الموت نتيجة التسمم، إن لم يتم إسعافها بالوقت المناسب واتخاذ الإجراءات اللازمة فوراً، بالإضافة إلى الموت شنقاً أو عن طريق طلق ناري أو الانتحار باستخدام أداة حادة. 

وفي حالات مشابهة رصدتها منصة SY24، خلال الفترة الماضية، سجلت عدة حالات انتحار باستخدام  حبة “غاز الفوسفين” أو ما تعرف باسم حبة الغاز، وتعد أرخص وأسرع وسيلة للانتحار حسب ما يشاع عنه. 

وفي حديث مع الصيدلي الزراعي “أبو محمد” قال إن :”حبة الغاز تستخدم في جميع دول العالم، باعتبارها مبيد حشري، للحبوب المخزونة كالقمح والفاصوليا، ولا تسبب ضرراً على صحة الإنسان، كونها لا تترك  أثراً باقياً على الحبوب”.

غير أن الاستخدام الخاطئ من قبل بعض الأشخاص، واستعمالها كوسيلة قتل وانتحار جعلت أضرار هذه المادة أكثر من نفعها، رغم حرصه على عدم بيعها للمراهقين والأطفال والاستفسار عن سبب شرائها من قبل الأهالي، حسب قوله. 

مؤكداً أن ثمن القرص الواحد منها لا يتجاوز ليرة تركية، وهو بمتناول الجميع كونه متوفر في الصيدليات الزراعية وأماكن بيع المبيدات الحشرية، لذا فقد سجلت  الأعوام الأخيرة  كثير من حالات الانتحار بين الأهالي في الشمال السوري عن طريق الحبوب. 

و للوقوف على أسباب الانتحار منصة SY24 تحدثت إلى عاملة الدعم النفسي الاجتماعي “سوسن الطويل” التي أرجعت أسباب إقدام عدد من  الشباب على الانتحار إلى “الضغوط النفسية التي تواجه عدداً من الأشخاص، هي السبب الرئيسي لكثرة حالات الانتحار، بعد وصولهم لمرحلة اليأس والاكتئاب وأقصى حالات الضعف النفسي”. 

وأضافت في حديثها إلينا، أن “وصولهم لمرحلة الاكتئاب تجعلهم يفكرون بأي طريقة لإنهاء تلك المعاناة، ولاسيما عن طريق الانتحار وبهذه الحالة يجب على ذوي الشخص الذهاب إلى طبيب نفسي مختص لمعالجة المرض والعدول عن فكرة الانتحار”.

ونوهت أن “الوازع الديني، والتحلي بالصبر، لهما دور كبير في التخلي عن فكرة الانتحار كخطوة لمواجهة ضغوط الحياة أو الظروف المعيشية الصعبة”.

وفي سياق متصل، يذكر أن الوضع في مناطق سيطرة النظام، لايختلف كثيراً، إذ تتصدر الأزمات الاقتصادية والمعيشية والأمنية واجهة الأحداث الحياتية في معظم المحافظات، إضافة إلى انتشار كثير من الظواهر الاجتماعية السلبية التي دفعت بالقاطنين في تلك المناطق إلى التفكير بمسألة الخلاص من تلك الظروف بأي وسيلة كانت نظراً لهذه الظروف التي تتفاقم يوماً بعد يوم.