Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مزارعو الرقة يتكبدون خسائر كبيرة بسبب “الزل”

خاص - SY24

يعاني مزارعو مدينة الرقة من انتشار نبات ” الزل”، والذي يظهر بالقرب من أنابيب تصريف مياه الأمطار والمياه الزائدة عن عملية سقاية الأراضي الزراعية في محيط النهر، بالإضافة إلى ظهورها بشكل كثيف عند نهاية أنابيب تصريف مياه الصرف الصحي، الأمر الذي تسبب بانسداد هذه الأنابيب وتعرض الأراضي الزراعية المحيطة بها إلى خطر التلوث أو “التملح”، ما قد يؤدي إلى عدم صلاحيتها للزراعة مستقبلاً.

 

“خلف محمد علي” 46 عاماً، مزارع من ريف الرقة الشمالي، اشتكى من “إغلاق الزل للمصارف الكبيرة بجانب أرضه، وعدم تنظيفها من قبل لجنة الزراعة التابعة للإدارة الذاتية، ما تسبب بفقدان العشرات من الدونمات الزراعية بسبب ظاهرة تملح التربة”، على حد تعبيره.

وقال المزارع في حديثه لمنصة SY24: إن “أنابيب الصرف الصحي ساهمت بشكل كبير في استصلاح الأراضي الزراعية وحماية التربة من التعفن عن طريق تفريغ المياه الزائدة إلى مجرى النهر، ولكن إغلاقها من قبل نبات الزل انعكس سلباً على الأراضي الزراعية، حيث يوجد في مدينة الرقة أربعة مصارف رئيسية في كل من: قرية حزيمة، بئر الهشم، وادي الفيض والسلبيات، تم صيانة أغلبها من قبل المنظمات العاملة في تلك المنطقة”.

 

وأضاف أن “منظمة إنماء الفرات عملت في العام 2020 على إطلاق مشروعها الضخم في تعزيل مصرف وادي الفيض الرئيسي غربي الرقة حتى منطقة بئر الهشم في الشمال، لتُعزل أكثر من 55 كم منه، فيما استجابت منظمة شباب أوكسجين لنداءات المزارعين وعملت على تنظيف المصارف الزراعية في الريف الشرقي من المدينة ولا سيما في قرية حزيمة وماحولها”.

 

المهندس الزراعي “سليمان العبّار” حذّر من خطورة انتشار نبات “الزل”، وقال في مقابلة خاصة مع منصة SY24: إن “الزل نبات دائم الخضرة ومشهور بجذوره الطويلة التي تمتد لأمتار تُصعب من عملية مكافحته، وانتشار الزل في المصارف يشكل خطراً حقيقاً على التربة وتملحها، وخرجت بسببه أراضٍ كثيرة عن الاستصلاح”. 

 

وأوضح أنه “لا أدوية ناجعة يمكنها القضاء على هذا النبات إلا بعمليات التعذيب المستمرة والدورية التي كانت تنفذ من قبل، إلا أن ضعف الامكانات المتاحة حالياً وعلى رأسها قلة الآليات الخاصة بحفر وتعزيل المصارف أدى إلى انتشار الزل بشكل كبير واسع في المنطقة”.

 

يشار إلى أن قطاع الزراعة في مدينة الرقة والريف المحيط بها، يواجه صعوبات كبيرة بسبب ضعف الهطولات المطرية على المنطقة، وتضاؤل حجم المساعدات المقدمة للمزارعين، إضافة لتناقص كميات الأدوية والمبيدات الحشرية التي توزعها هذه اللجان للمزارعين، ما دفعهم إلى الامتناع عن زراعة أراضيهم خوفاً من تعرضهم لخسائر مادية.