Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

النظام يرفع أسعار الكتب والميليشيات تتكفل بشرائها لبعض الأطفال بديرالزور

خاص - SY24

أعلنت المؤسسة العامة للطباعة التابعة لحكومة النظام السوري، رفع أسعار الكتب المدرسية للتعليم الثانوي والمهني في عموم المناطق التي تقع تحت سيطرتها، الأمر الذي انعكس سلباً على الأهالي الذين اعتبروا أن هذه الزيادة في هذا الوقت قد تزيد من الأعباء المترتبة عليهم، في ظل غلاء جميع المواد الغذائية والسلع التجارية مقارنةً بمرتبات موظفي المؤسسات الحكومية مع انعدام فرص العمل الجيدة للشباب.

 

حيث بلغ سعر نسخة الكتاب المدرسي للصف العاشر لهذا العام 48300 ليرة، بعد أن كان سعره  39500 ليرة العام الماضي، أما سعر نسخة الكتاب للصف الـ11 وصل لـ 54800 ليرة بينما كان 40200 ليرة في عام 2021، في حين وصل سعر نسخة الكتب لطلاب الشهادة الثانوية لهذا العام إلى 49800 ليرة وقد كان سعرها العام الماضي 38200 ليرة.

 

هذا القرار دفع عدد كبير من أهالي  مدينة ديرالزور إلى شراء الكتب المستعملة لأبنائهم والتي شهدت أيضاً زيادة طفيفة في أسعارها مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، بالإضافة إلى اضطرار البعض للتفكير بترك الدراسة وخصوصاً ضمن العائلات الكبيرة التي يوجد فيها أكثر من طالب في مرحلة التعليم الثانوي.

 

مصادر خاصة من داخل مدينة دير الزور تحدثت لمراسل SY24 عن توجيهات للمركز الثقافي الإيراني بشراء عدة نسخ من الكتاب المدرسي لجميع مراحل التعليم الثانوي والمهني وتوزيعها على فروع المركز في مدن وبلدات ريف ديرالزور، استعدادا لتقديمها لعدد معين من الطلاب مع تكفل المركز بشراء اللوازم المدرسية لطلاب الثانوي وتعيين أساتذة خصوصيين لأصحاب الشهادة الثانوية.

 

وأوضحت مصادرنا، أن “إدارة المراكز الثقافية حددت عدد من الشروط لتقديم الكتب المدرسية والمساعدات الأخرى لطلاب التعليم الثانوي في ديرالزور، تتضمن التزام هؤلاء الطلاب بالحضور إلى جميع الفعاليات التي يقيمها المركز في المدينة أو في المدن والبلدات التي يسيطر عليها بريف ديرالزور، وأيضاً التزامهم بحضور الدروس الدينية التي تقام بشكل أسبوعي في الحسينيات التي تسيطر عليها”.

 

وأكدت أن “القائمين على المراكز الثقافية الإيرانية لم يشترطوا على الطلاب الدخول في المذهب الشيعي بشكل مباشر، غير أنهم طالبوا بضرورة الالتزام بهذه الشروط أو سيتم سحب النسخ المدرسية من المتخلفين عن الحضور بشكل فوري، مع تهديدات مباشرة لهم بالاعتقال أو التضييق عليهم من قبل الميليشيات المسلحة التابعة لها في المدينة”.

 

وأثارت الأنباء التي وردت من المراكز الثقافية الإيرانية حفيظة أهالي المدينة الذين اعتبروا أن “الميليشيات الإيرانية باتت تتاجر بمأساة الأهالي وأوضاعهم الاقتصادية بغرض الضغط عليهم من أجل السماح لأبنائهم بالتردد على مراكزها الثقافية، وحضور الدروس الدينية الخاصة بالمذهب الشيعي مع إغراءات أخرى تسعى من خلالها لفرض سيطرتها العقلية عليهم”، على حد تعبيرهم.

 

“أنس الفارس”، طالب في المرحلة الثانوي في مدينة ديرالزور، ذكر أنه “استعار نسخة الكتاب المدرسي من أحد أقاربه في المدينة بعد أن انتهى من دراستها في العام الماضي، وهو ما فعله معظم شباب المدينة الذين فضلوا استعارة الكتب من أصدقائهم وأقاربهم على شراء نسخ جديدة منها بعد ارتفاع أسعارها، أو الحصول على نسخ من الكتاب المدرسي عبر المراكز الثقافية الإيرانية التي تسعى للسيطرة على الشباب بمثل هذه الطرق والمغريات”، على حد قوله.

 

وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: إن “طهران سعت منذ اللحظة التي أدخلت فيها ميليشياتها إلى المدينة لاستهداف الشباب والمراهقين والضغط على ذويهم، من أجل السماح لهم بالحضور إلى المراكز الثقافية التي يديرونها وسماع المحاضرات والدروس الدينية الخاصة بالمذهب الشيعي، مقابل حصول هؤلاء الشباب على ميزات معينة من حصص غذائية ومساعدات عينية وحتى رحلات ترفيهية وغيرها من المغريات”.

 

وأضاف أن “اليوم تستغل الميليشيات الإيرانية حالة الفقر لدى أهالي المدينة وقامت بإغراء أبنائهم بتقديم نسخ جديدة من الكتاب المدرسي لهم، بالإضافة إلى وعود قدمتها للمتفوقين منهم بإكمال دراستهم في جامعات طهران غير المعترف بها أصلاً، وعلى نفقة الحكومة الإيرانية، الأمر الذي دفع عدد من الأهالي إلى إرسال أبنائهم للتعلم بهذه المراكز أملاً بحصولهم على منحة خارجية”.

والجدير بالذكر أن المراكز الثقافية الإيرانية المنتشرة في المدينة تحاول استقطاب أبناء المدينة وخاصة الأطفال عبر عدد من المغريات، مستغلةً الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الأهالي في المدينة، وذلك بتقديم مساعدات غذائية وعينية ووجبات طعام بشكل شبه يومي لعدد من العائلات، ناهيك عن تقديم القائمين على هذه المراكز بعض المغريات الأخرى للشباب والمراهقين مثل المخدرات والنساء وغيرها من المغريات التي تدفع الشباب للالتحاق بصفوف هذه المراكز، بهدف تجنيدهم مستقبلاً لصالح الميليشيات الإيرانية المسلحة التي تنشط في المنطقة.