Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تكاليف باهظة يدفعها الأهالي لشراء اللوازم المدرسية.. هل هذا التعليم مجاني؟

خاص - SY24

يستقبل أهالي طلاب المدارس في دمشق وريفها، ما أسموه بـ “أيلول الأسود” هذا العام، باستياء كبير، جراء موجة الغلاء الفاحش، الذي طالت معظم لوازم التجهيزات المدرسية للطلاب، في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية لشريحة واسعة منهم، وتدني مستوى الدخل وضعف القدرة الشرائية. 

عائلات كثيرة اليوم، تعجز عن تأمين القرطاسية والملابس والكتب لأطفالها، حسب قول السيدة “مريم” من سكان ريف دمشق، وهي أم لثلاثة أطفال جميعهم في المراحل الدراسية، حيث زادت الأسعار أكثر من الضعف عن العام الماضي. 

تخبرنا في حديثها إلينا، بأن “لا قدرة مادية لها على شراء كافة المستلزمات لأطفالها، بل ستشتري الضروري فقط من دفاتر وأقلام وأحذية، أما اللباس المدرسي، فسوف تصلح اللباس القديم عند الخياط ليلائم مقاسات أطفالها هذا العام، فهذا أقصى ما يمكنها صنعه مع الغلاء وارتفاع الأسعار، أما بالنسبة للحقائب فسوف تشتري من محلات البالة كونها أرخص ثمناً حسب قولها. 

توضح مريم تكلفة شراء لوازم كاملة لأبنائها الثلاثة، أنها قد تصل إلى 800 ألف ليرة سورية إن أرادت شراء كامل احتياجاتهم هذا العام ولكنها اكتفت بشراء القليل ومن النوعيات المتوسطة بتكلفة 500 ألف ليرة. 

عائلات كثيرة كحال عائلة “مريم” تحتال على ظروفها المعيشية المتردية، وتتنازل عن معيار الجودة على حساب التكلفة، وتبتاع ما يلزمها دون التركيز على جودة المواد، لعدم قدرتها على دفع مبالغ إضافية. 

مراسلنا في المنطقة، جال في الأسواق والمكتبات لرصد أسعار القرطاسية والملابس والكتب والحقائب هذا العام، وأكد أن الأسعار مرتفعة جداً، ولاسيما أن التجار يعدونه موسماً سنوي لتحقيق أرباحاً إضافية. 

إذ تراوح سعر اللباس المدرسي من النوعية المتوسطة حوالي 23 ألف ليرة، وهناك نوعيات أقل جودة تصل إلى 18 ألف، بينما وصلت أسعار الحقائب الكبيرة ذات النوعية الجيدة إلى 75 ألف ليرة، أما الحقائب الصغيرة فسعرها يتراوح بين 30 _ 40 ألف ليرة سورية. 

في حين تراوحت أسعار الدفاتر حسب حجمها وجودتها ونوعية الغلاف بين 5 _ 7 آلاف ليرة للدفتر ولاسيما لطلاب المرحلة الثانوية وهناك أقل جودة وأقل ثمناً. 

وكانت منصة SY24 في تقرير سابق تحدثت عن ارتفاع أسعار كتب المرحلة الثانوية، والتي زادت ضعفاً ونصف عن العام الماضي، إذ وصل سعر نسخة الكتاب المدرسي للصف العاشر هذا العام وصلت إلى 48300 ليرة سورية، وللصف الحادي عشر 54800 ليرة سورية، بينما نسخة الكتب للصف البكالوريا بلغت قرابة الخمسين ألف ليرة، في حين كانت الأسعار أقل من ذلك العام الماضي. 

أي أن العائلة متوسطة الدخل تحتاج نصف الراتب الشهري، ثمن كتب مدرسية لطالب واحد، وضعف ذلك إن كان هناك أكثر من طالب في المنزل، ما سبب أعباء إضافية على شريحة كبيرة من الأهالي، إضافة إلى الأزمات المعيشية والاقتصادية التي يعانون منها بالأصل. 

منصة SY24 التقت والدة الطالب “علاء” من الصف العاشر، تقيم في منطقة برزة بدمشق، تقول في حديثها إلينا إنها “عاجزة عن تأمين نسخة كتب جديدة لابنها، فثمنها يصل نصف مدخولها الشهري، لذا ستبحث عن نسخة مستعملة من أحد الطلاب الناجحين، فسعرها نصف سعر النسخة الجديدة”. 

يرخي شهر أيلول ثقله على العائلات السورية فهو يجمع بين موسمين يحتاجان تكاليف مرتفعة، وهما الموسم الدراسي وموسم تحضير المونة، بالوقت الذي يعاني  فيه السوريون من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، وحسب أحدث تقرير للأمم المتحدة، أكدت فيه أن 90 في المئة من السوريين يقعون تحت خط الفقر وغير قادرين على تأمين احتياجاتها الضرورية.