Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

لهذا السبب يتجه أبناء الرقة المغتربين للزواج عبر الانترنت

خاص - SY24

بعد انطلاق الثورة السورية واشتداد حدة المعارك داخل مدينة الرقة، هاجر عدد كبير من أبنائها إلى أوروبا هربا من الحرب الدائرة في مدينتهم وطمعاً في الأمن والأمان الذي يفتقدونه في وطنهم، غير أن فكرة الزواج من فتيات المدينة باتت تشغل بالهم، ما اضطرهم لاتباع أسلوب جديد هو “الزواج عبر الانترنت”.

 

“أسعد العلي”، 24 عاماً من مدينة الرقة، هاجر إلى ألمانيا في العام 2015 مع المئات من أبناء مدينته، تعلم اللغة الألمانية وعمل في مصنع للسيارات، استعد لخطوبته “الافتراضية” عبر الانترنت من ابنة عمه في مدينة الرقة السورية بعد أن ارتدى بدلة رسمية وربطة عنق وجلس أمام هاتفه المحمول بانتظار اكتمال عقد قرانه.

 

وفي حديث خاص مع مراسل منصة SY24، قال: “أفرح كما كل الشباب بزواجهم، لكن غيبة الأهل وبعدهم عني جعلني أشعر بالحزن لأني افتقدهم جميعاً في هذا اليوم، ولكنهم موجودين هناك في الرقة يكملون إجراءات زواجي التي لطالما حلمت بها”.

 

وأضاف “لقد دفعت مبلغ 5 ملايين ليرة سورية مهراً لعروستي التي سأتكفل بكامل مصاريف سفرها إلى ألمانيا، بينما ستضطر هي إلى استخراج جواز سفر وعدة أوراق رسمية من سوريا، وهذا أيضاً سيزيد من تكاليف زواجي إلا أنها تبقى أقل تكلفةً من الزواج هنا في أوروبا”، كما يقول.

 

وعبر الهاتف وفي بث مباشر بين العلي وعروسته، يُعقد قِرانهما ويلبس كل منهما خاتم خطوبته وكلهما أملاً أن يلتم شملهما قريباً، في ظل الأحداث السياسية والعسكرية المتسارعة في الرقة وسوريا بشكل عام والتي قد تمنع لقائهما أو تزيد من صعوبته.

 

نظام لم الشمل الذي اعتمدته ألمانيا خفف على السوريين المغتربين الكثير، ووفق لـ”فيليب بويل” الإداري في دائرة الهجرة واللاجئين في إحدى مقاطعات برلين، فإن مانسبته 40% من مقدمي طلبات لم الشمل استطاعوا الحصول عليها في العام 2020،” وأن نسبة الشباب الذين تزوجوا بعد قدومهم لألمانيا تزيد على 65% وأن الإجراءات سهلة لكنها قد تطول بسبب كثرة الطلبات المقدمة التي يتم دراستها بعناية ودقة فائقة”.

 

و يُعزى اتجاه الشباب السوري للزواج من فتيات بلادهم لغلاء المهور التي يطلبها ذوي الفتيات السوريات هناك، حيث يصل متوسط مهر السوريات هناك يصل إلى 12000 يورو أي لأكثر من 50 مليون ليرة سورية، وهذا رقم ضخم بالنسبة للاجئين هناك الذين يعملون ويتحمل أغلبهم مصاريف عائلاتهم وأهلهم في الداخل السوري، إضافة إلى نظام الضرائب الذي تعتمده ألمانيا، ناهيك عن موجة الغلاء الواضحة التي تشهدها ألمانيا بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التي ألقت بظلالها السلبية على أوروبا بشكل كبير”.

 

كما يبقى الزواج الافتراضي عُرضة للفشل بسبب صعوبة إخراج العروس من سوريا، بسبب عمرها الذي لم يتجاوز الـ 18 والذي يعتبرها “قاصر”، أو بسبب صعوبة التنقل عبر معابر النظام السوري إلى بيروت، والذي يشدد من إجراءاته تلك بمنحه إذن خروج لمدة 48 ساعة فقط حتى تُجري العروس مقابلتها في السفارة الألمانية في بيروت والتي قد تتعثر لأسباب كثيرة تمنع إكمال فرحتهم التي لم تكتمل أصلاً.