Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

لهذا السبب يتجه أهالي ديرالزور لقطع وجمع نبات “الزل”

خاص - SY24

بدأ أهالي ريف دير الزور الخاضع لسيطرة “قسد” بقطع وجمع نبات القصب الفراتي، أو المعروف باسم “الزل” والذي ينتشر على ضفاف نهر الفرات، بهدف تخزينه فى مستودعات خاصة لاستخدامه كوقود للتدفئة بدلاً عن المحروقات و حطب الأشجار العادية، التي ارتفعت أسعارها مؤخراً بشكل كبير بسبب  إقبال شديد من الأهالي عليها.

 

عملية جمع القصب الفراتي “الزل” بدأت منذ بداية شهر أيلول/سبتمبر الجاري، ليتم قطعه من جذوره وتعريضه للشمس بشكل مباشر ولعدة أيام بغرض تجفيفه، وبعدها يتم تقطيعه إلى قطع صغيرة ومن ثم تخزينه داخل أكياس قماشية كبيرة داخل المنازل لمنع تعرضه للرطوبة، وبعد ذلك يتم إخراجه مع دخول فصل الشتاء واستخدامه في مدافئ خاصة به، أشبه بمدافئ قشور الفستق التي تستعمل بشكل كبير في ريفي حلب وادلب.

 

أهالي ريف ديرالزور اتجهوا لجمع القصب الفراتي بشكل مبكر خوفاً من عدم قيام “الإدارة الذاتية” بتوزيع مادة المازوت المخصص للتدفئة عليهم بالوقت المناسب، ما قد ينذر بشتاءٍ قاسٍ هذا العام وبالذات مع ارتفاع كبير في أسعار الوقود بالسوق السوداء، إذ يصل سعر لتر المازوت إلى 800 ليرة سورية، أي أربعة أضعاف السعر الذي حددته “الإدارة” وهو 210 ليرة للتر الواحد.

 

“سليمان الصالح” ينحدر من ريف ديرالزور، ذكر أن “عملية جمع شجر القصب الفراتي أو المعروف باسم الزل تعد سابقة في المنطقة، وذلك بعد تناقص كبير في حصص مادة المازوت المعدة للتدفئة والتي تقوم الإدارة الذاتية بتوزيعها على الأهالي خلال فصل الشتاء، ما قد ينذر بمشاكل بيئية وصحية وتهديدات مباشرة لحياة الأهالي في المنطقة”، على حد قوله.

 

وقال الشاب في حديثه مع منصة SY24: إن “استعمال شجر الزل في التدفئة قد يسبب أمراضاً في الجهاز التنفسي بسبب كمية الدخان الكبيرة التي تنتج عن عملية احتراقها، ناهيك عن رائحته السيئة والتي تؤثر بشكل مباشر على مرضى الجهاز التنفسي وخاصة في الأماكن المغلقة، ناهيك عن مخاوف الأهالي من اندلاع حرائق بسبب تدني جودة المدافئ المستخدمة للتدفئة”.

 

وأوضح أن “اتجاه الأهالي لشجر الزل جاء بعد تأخر توزيع مادة المازوت لهم، مع إشاعات تحدثت عن تخفيض قيمة الحصص الفردية للأهالي ورفع سعره مقارنةً بسعره العام الماضي، بسبب ارتفاع أسعار الوقود العالمي وارتفاع سعر الدولار وانخفاض قيمة الليرة السورية، ناهيك عن الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها الأهالي وبالذات مع انعدام فرص العمل وتدني معدلات الأجور”.

 

وأضاف أنه “لم يعد هناك أشجار عادية لاستعمالها في التدفئة بسبب عمليات القطع الجائر التي تعرضت لها الأحراش والغابات الموجودة في المنطقة، لهذا طالبنا قسد في أكثر من مناسبة بضرورة محاسبة من يقوم بقطع هذه الأشجار وحماية الغطاء النباتي للمنطقة حفاظاً على البيئة”.

من جهتها، أعلنت المجالس المحلية التابعة لـ “الادارة الذاتية” في عدد من قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي والغربي والشمالي، عن البدء في توزيع مادة المازوت المخصص للتدفئة على الأهالي، بهدف الانتهاء من توزيع الدفعة الاولى قبل بداية فصل الشتاء، وسط دعوات للأهالي بضرورة إكمال عملية التوزيع بسرعة وزيادة حصص الأهالي بعد تخفيضها إلى 300 لتر لكل عائلة، وتخفيض أسعار الوقود والمحروقات وتوفيره في السوق المحلية بعد منع الكازيات العامة والبسطات من بيعه.

وتعاني مدن وبلدات شمال شرق سوريا من أزمة محروقات كبيرة بعد قيام “الإدارة الذاتية” برفع أسعار الوقود لعدة أضعاف مع قيامها بتخفيض حصص الأهالي من المازوت المخصص للتدفئة والتأخر في توزيعه، على الرغم من استمرارها بتوريد النفط الخام للنظام السوري عبر شركة القاطرجي بشكل نظامي.